دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

قمة بوتين وأردوغان في سوتشي.. محاولة أخيرة لأنقرة للحصول على الموافقة للعملية العسكرية في سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أيام قليلة وسيجتمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود، والذي وقع فيه الطرفان في تشرين الأول/أكتوبر 2019 اتفاقية وقف إطلاق النار إبان العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا المسماة “بنبع السلام”.

المحاولة الأخيرة.. “توغل محدود”

الرئيس التركي هذه المرة أيضاً سيحمل في جعبته، ملف عمليته العسكرية في شمال سوريا، وامكانية موافقة بوتين عليها، خاصة بعد نجاح صفقة نقل الحبوب الأوكرانية وخروج أولى الشاحنات من الموانئ باتجاه العالم، حيث أن الأجواء بين موسكو وأنقرة الآن يمكن اعتبارها جيدة، ومن الممكن أن يستغل الرئيس التركي ذلك لأخذ الموافقة على “توغل محدود” قد يكون في تل رفعت ومنبج؛ وهي مناطق تقع تحت النفوذ الروسي.

ولم ينجح الرئيس التركي خلال قمة طهران بأخذ الموافقة لعمليته العسكرية التي أعلن عنها لأول مرة منذ شهرين تقريباً، والتي تقلصت أهدافها تباعاً بسبب الرفض الدولي، من عملية عسكرية على كامل الشريط الحدود وبعمق 30 كيلومتراً، إلى عمل عسكري ضد بلدتين صغيرتين في ريف حلب.

ورفضت إيران على لسان المرشد الأعلى الذي قابل أردوغان وجهاً لوجه وأبلغه موقفه من العملية العسكرية، وروسيا أيضاً خلال لقاءات ثنائية جمعت الطرفين، لكن تقارير إعلامية أشارت إلى أن موسكو وطهران وافقتا على أن تقوم أنقرة بضربات ضد قوات سوريا الديمقراطية هنا وهناك بالطائرات المسيرة أو عبر القصف المدفعي والصاروخي تطال قادة في الصف الأول، وذلك لإضعاف القوات وإجبارها على تقديم تنازلات والتوافق مع الحكومة السورية.

سوريا وأوكرانيا.. على طاولة بوتين وأردوغان

أما في سياق قمة بوتين أردوغان، الجمعة القادمة، فقد كشف القصر الرئاسي الروسي “الكرملين” مساء الثلاثاء، أجندة هذه القمة، حيث قال الناطق باسم الرئاسة الروسية للصحفيين “يوم الجمعة، ستكون هناك زيارة عمل للرئيس التركي أردوغان، وستجرى مباحثات بين الرئيسين في سوتشي. وستتناول المباحثات قضايا العلاقات الثنائية، بما فيها الاقتصاد، المشاكل الإقليمية، وهي سوريا، وأوكرانيا”.

وأضاف أن الاجتماع سيصبح أيضا فرصة لـ”ضبط الساعات بشأن مدى فعالية آلية تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول القضايا العالمية”.

كيف سيقنع الرئيس التركي نظيره الروسي ؟

الرئيس التركي سيحاول مجدداً إقناع نظيره الروسي بعمليته العسكرية عبر التعاون والتنسيق الكامل مع الحكومة السورية، حيث سبق أن أبدى وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو استعداد أنقرة لدعم دمشق في “محاربة الإرهاب”، ومن المعلوم أن دمشق تعتبر كل من حمل السلاح في وجهها وموجود في شمال البلاد “إرهابي”، بينما ترى تركيا في “قسد” على إنها “إرهابية”، وبذلك فإن هناك مصالح مشتركة للطرفين.

ومن هذه المصالح بحسب ما ترى أوساط سياسية ومتابعة، بأن دمشق من مصلحتها القضاء على فصائل المعارضة التي ستتفق هذه الأطراف على إنها “متطرفة” مع احتواء “المعارضة المعتدلة” عبر المصالحات والتسويات.

ومن جهة أخرى يُسمح لتركيا التوغل في الأراضي السورية وضرب قسد بمساندة قوات الحكومة ومن الممكن أن تكون المعارضة “المعتدلة” مشاركة في ذلك أيضاً، وهذا في حال موافقة الرئيس الروسي على هذه النقاط.

بينما يرى آخرون، أن موسكو بسياساتها الخارجية تفرق بين الملفات، أي أن الملف السوري لا يرتبط بنجاح مثلاً صفقة الحبوب الأوكرانية، أو أن يكون إبرام أي اتفاق ما على حساب ملف آخر، وهذا ما كان المسؤولون الروس يذكرونه دائماً بأن موسكو تفرق بين الملفات التي تتعامل معها مع الدول ولا تربط أي ملفات بأخرى.

ومن هذا المنطلق اعتبرت تلك الأوساط بأن الأوضاع في سوريا ستبقى على ما هي عليه، ولكن الرئيس التركي سيحاول مرة أخرى لعله ينجح أو يحصل على أي إنجاز يقدمه لشعبه وجمهوره خاصة وإن تركيا على أبواب الانتخابات الرئاسية الصيف المقبل، في وقت باتت كفة ميزان المعارضة “شعبياً” تميل على حساب “العدالة والتنمية” الحاكم.

إعداد: ربى نجار