دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

قصة قمتين: التغييرات جارية في جامعة الدول العربية ومجموعة السبع

ستتجه كل الأنظار إلى القيادة السعودية، وإعادة قبول سوريا، وكيف تتحرك أغنى دول العالم لاحتواء الصين وروسيا.

ستُعقد قمتان هامتان يوم الجمعة، حيث تستضيف المملكة العربية السعودية قمة جامعة الدول العربية وسط إعادة هيكلة كبيرة في الساحات العربية والإقليمية والدولية تحت قيادة سعودية مصممة على رسم مسار مختلف. في اليوم نفسه، ستستضيف اليابان قمة مجموعة السبع، والتي ستركز على الصين وروسيا، خاصة وأن الحرب في أوكرانيا ستدخل مرحلة جديدة الأسبوع المقبل.

وستكون قمة جدة بداية لرئاسة السعودية للجامعة العربية على مدى عام، مع توقعات تحيط بخطط قيادتها. من المؤكد أن الفصل الافتتاحي سيثير الكثير من الدسائس الإعلامية، حيث تعود سوريا إلى الجامعة بعد تعليقها لمدة 12 عامًا بسبب الصراع.

الترحيب الذي لقيه الرئيس السوري بشار الأسد وإعادة تأهيله مشروط، ويتوقف على تنفيذ جميع وعوده، والتي تشمل إنهاء تهريب المخدرات واتخاذ خطوات ملموسة نحو دستور جديد يستند إلى قرارات مجلس الأمن الدولي. بالإضافة إلى ذلك، ستكون إعادة إعمار سوريا مشروطة بضمان عودة السوريين الذين نزحوا والذين لجأوا إلى البلدان المجاورة. القمة ستكون اختبارا لالتزاماته، بما في ذلك فك الارتباط بطريقة أو بأخرى عن أنشطة حزب الله.

سيختبر الوقت نوايا الأسد، خاصة وأن المبادرة العربية لدعوة النظام السوري إلى جدة تواجه بعض العقبات – مثل خطر مخالفة القوانين الأمريكية. لكن هدف الدول العربية ليس التحايل على أي قوانين أمريكية، ولكن تنسيق الجهود مع واشنطن.

لا تبدو إدارة بايدن مستاءة للغاية من الدفع نحو إعادة تأهيل نظام الأسد أو السعي للحصول على استثناءات من “قانون قيصر”. ومع ذلك، فإن الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي لن يلتزموا الصمت بشأن هذه المسألة، خاصة مع اقتراب الدورة الانتخابية القادمة. ومع ذلك، فإنهم يلينون لمنح المملكة العربية السعودية فرصة لتنفيذ سياسة الاحتواء تجاه إيران وسوريا من خلال التحريض بدلاً من الترهيب.

تشجع الولايات المتحدة دور السعودية في تهدئة التوترات وإيجاد حلول لمشاكل المنطقة، من السودان إلى لبنان. وصف مسؤول خليجي المملكة العربية السعودية بأنها “خزان الاعتدال” الذي يمكن استخدامه لمعالجة مختلف القضايا والصراعات، كما أن الصين مرتاحة مع هذا الخزان. ومع ذلك، تحذر الرياض من الوقوع في ديناميكية المنافسة الصينية الأمريكية.

تستند الرؤية السعودية لرئاسة الجامعة على الإيمان بأن المملكة قادرة بشكل فريد على توفير القيادة في المنطقة، لا سيما بالنظر إلى عدم الاستقرار المتزايد في جميع أنحاء شمال إفريقيا. وهذا مهم في ظل تراجع الاهتمام الأمريكي بالمنطقة والتراجع الروسي بسبب انشغال موسكو بالحرب في أوكرانيا.

ولا شك أن القضايا الاقتصادية والتنموية ستناقش في القمة. لكن بسبب الحروب والفوضى المستمرة في العالم العربي، لا يمكن للقمة أن تتجاهل هذه القضايا.

الملف اللبناني، على سبيل المثال، من المتوقع أن يكون على جدول الأعمال، وإن كان مع نهج حذر لدعم حل وسط مقبول للسعودية. وبالمثل، سيتم تناول القضية الفلسطينية، بما في ذلك قرار عدم تأييد حماس أو الجهاد الإسلامي في مواجهتهما مع إسرائيل، وتعزيز الاعتدال وتثبيط الأعمال غير المجدية التي تضر بالشعب الفلسطيني وتطلعاته.

لا يزال العراق قضية حاسمة، حيث يُتوقع من الدول العربية إظهار دعمها لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني – والمساعدة في ترسيخ موقفه بهدف إضعاف نفوذ إيران في البلاد.

يعد إنهاء الصراع في السودان أولوية قصوى، حيث يشكل عدم الاستقرار تهديدًا لمستقبل منطقة البحر الأحمر، وهو أمر بالغ الأهمية للقيادة السعودية.

كما سيكون اليمن على جدول الأعمال، حيث يتجه الصراع نحو حل ممكن، بفضل الاتفاق السعودي الإيراني الذي توسطت فيه الصين ونتائجه. واليوم، تلعب الرياض دور الوسيط بين الفصائل اليمنية، وتأمل أن تواصل طهران الضغط على الحوثيين لقبول تسوية دائمة.

تسعى المملكة العربية السعودية إلى رفع عبء اليمن عن كاهلها للتركيز على مشاريعها الكبرى ورؤيتها وقيادتها الإقليمية. تمثل قمة جامعة الدول العربية فرصة حاسمة لتحقيق هذه الطموحات، ومن المحتمل أن تكون بمثابة منصة انطلاق لعصر جديد في المنطقة العربية.

وفي الوقت نفسه، ستوفر مدينة هيروشيما اليابانية المسرح لقمة G7 المقبلة التي تضم بعضًا من أكبر الاقتصادات في العالم – كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وسينصب التركيز على الصين وروسيا

تمر الحرب بمرحلة جديدة مهمة، حيث تقوم المملكة المتحدة بتسليم صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب العمق الروسي بنصف قطر 300 كيلومتر. أثار هذا تكهنات بأن موسكو قد ترد بهجمات استباقية تستهدف مراكز تسليم أسلحة غربية إلى أوكرانيا على حدودها مع بولندا. بينما اشترطت إدارة بايدن تسليم الصواريخ بعيدة المدى إلى كييف مقابل عدم استخدامها الأراضي الروسية – لم تطلب المملكة المتحدة مثل هذه الضمانات.

الدول الأوروبية تدعم أوكرانيا بشكل أساسي، ولكن هناك انقسامات بينها. يرحب البعض بدور الصين في السعي لإنهاء الحرب وبدء المفاوضات، بينما يتردد البعض الآخر.

إدارة بايدن حذرة بشأن القبول الأوروبي للمقترحات الصينية، لكنها تدرك رغبة أوروبا في تجنب المشاكل مع الصين مع خوفها من الضغط الأمريكي. تستعد الولايات المتحدة لفرض الجولة الحادية عشرة من العقوبات، بما في ذلك، لأول مرة، عقوبات على الشركات الصينية التي يُعتقد أنها تدعم روسيا، والتي قد تتسبب في أزمة جديدة. تجد دول أوروبا نفسها في مأزق لأن الموافقة على العقوبات الأمريكية قد يؤدي إلى رد فعل اقتصادي صيني حاد تجاهها.

يجري إعداد مسودات المقترحات لاتخاذ موقف حازم تجاه بكين. تقترح بعض الصيغ الأمريكية المبلغ عنها إعلان أن الصين تشكل تهديدًا للغرب، مما قد يؤدي إلى تصعيد المواجهة إلى مستوى جديد. لذلك فإن مراقبة قمة هيروشيما ستكون ذات أهمية قصوى.

المصدر: صحيفة ذا ناشيونال الإمارتية

ترجمة: أوغاريت بوست