أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – جلس الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد تنصيبه بوقت قصير، على مكتبه في البيت الأبيض، وأمامه عدد كبير من الأوامر التنفيذية التي بدأ في توقيعها تباعا، معلنا بداية عهده بمسار مختلف تماما عن سلفه جو بايدن.
وقّع ترامب سلسة من الأوامر التنفيذية والتوجيهات، تتعلق بالهجرة والعفو الجنائي ومجتمع “الميم” والانسحاب من اتفاقيات دولية والتراجع عن قرارات سابقة لبايدن.
,في خطاب التنصيب، قال ترامب إن الولايات المتحدة بدأت “عصرا ذهبيا”، متعهدا بإجراءات ستساعد البلاد على “الازدهار”.
ما أبرز تلك الأوامر التنفيذية؟
في البداية تجدر الإشارة إلى أن الأمر التنفيذي يصدره الرئيس بشكل فردي، وله قوة القانون.
وبمجرد أن يوقع الرئيس أمرا تنفيذيا، يمكن أن يدخل حيز التنفيذ فورا أو بعد أشهر، اعتمادا على ما إذا كان يتطلب إجراء رسميا من وكالة فدرالية.
لكن من المتوقع أن يواجه ترامب طعونا على عدد من الأوامر التنفيذية أمام المحكمة، مما قد يشكل عائقا يبطئ أو يوقف تماما تنفيذها.
وفي أول إجراء تنفيذي لترامب، ألغى 78 إجراءً تنفيذيًا نفذتها إدارة بايدن، من بينها إجراءات تعزيز المساواة العرقية ومكافحة التمييز بين الجنسين وتعبئة الاستجابة الفدرالية لجائحة كورونا.
ألقى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خطاب القسم، الاثنين، متبنياً نبرة وأسلوبا مختلفين عن خطابه السابق في 2017، مع محافظته على أولوياته السياسية الرئيسية، وفقا لموقع “أكسيوس”.
كما ألغى عقوبات فرضت على مستوطنين إسرائيليين متهمين بالعنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وهو القرار الذي رحب به وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل، إيتمار بن غفير، سريعا بعد إعلانه.
ومن بين الأوامر الملغية التي وقعها بايدن، هناك ما لا يقل عن 12 تدعم المساواة العرقية ومكافحة التمييز ضد مجتمع الميم.
إنهاء حق منح الجنسية بالولادة
أصدر ترامب أمرا تنفيذيا يلغي حق الجنسية الأميركية بالولادة لأطفال المهاجرين الموجودين على أراضي الولايات المتحدة بشكل قانوني.
ويكشف نص الأمر التنفيذي أنه، حتى لو كانت الأم موجودة بشكل قانوني في الولايات المتحدة، فلن يُمنح طفلها الجنسية الأميركية (إذا كان وجودها قانونيا لكن بشكل مؤقت).
ينطبق الأمر على من يحملن إعفاء من التأشيرة أو تأشيرات سياحية أو طلابية، ما لم يكن الأب مواطنا أميركيا أو حاملا للبطاقة الخضراء.
العفو عن مقتحمي الكونغرس
أصدر الرئيس الأميركي عفوا عن نحو 1500 شخص من مقتحمي مبنى الكونغرس في السادس من يناير 2021، في أعقاب خسارته الانتخابات حينها ضد بايدن.
وحول هذا الأمر قال ترامب: “نأمل بأن يخرجوا الليلة، بصراحة. نتوقع ذلك”.
ضاعف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من طول خطابه الذي ألقاه بعد أداءه اليمين الدستورية خلال مراسم التنصيب الاثنين مقارنة بعهدته الأولى في عام 2017، الذي كان الأقصر في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.
وحسب رويترز، يخفف الأمر التنفيذي أحكاما صدرت ضد 14 عضوا من منظمتي “براود بويز” و”أوث كيبرز” اليمنيتين المتطرفتين، من بينهم أشخاص أدينوا بالتآمر في التحريض على العنف.
كما وجّه الأمر وزير العدل الأميركي بإسقاط القضايا المعلقة، المتعلقة بالشغب.
حالة طوارئ وطنية
وقع ترامب على أوامر تنفيذية فرض بموجبها “حالة طوارئ وطنية” على الحدود الأميركية المكسيكية.
وتصنف هذه الأوامر، العصابات الإجرامية “منظمات إرهابية”.
وجاء في نص أمر ترامب بشأن المهاجرين: “الولايات المتحدة تفتقر إلى القدرة على استيعاب أعداد كبيرة من المهاجرين”.
تيك توك
وقّع ترامب أمرا تنفيذيا يسمح بتأخير حظر التطبيق لمدة 75 يوما، بعدما كان من المقرر إغلاقه في 19 يناير.
ويوجه الأمر وزير العدل بعدم فرض القانون، “للسماح لإدارتي بفرصة تحديد مسار العمل المناسب فيما يتعلق بتيك توك”.
وكان ترامب قد صرح قبل حفل التنصيب بأنه “سيكون من حق أميركا نصف قيمة تيك توك، إذا توصلنا إلى اتفاق بشأنه”.
وصار تطبيق تيك توك غير متوفر لنحو 170 مليونا من مستخدميه في الولايات المتحدة، بدءا من الأحد، كما لم يعد يظهر في منصات تحميل التطبيقات.
تجميد الإجراءات التنظيمية والتوظيف
وقّع ترامب على أوامر بتجميد التوظيف الحكومي واللوائح الفدرالية الجديدة، بالإضافة إلى أمر يلزم العاملين الفدراليين بالعودة التامة إلى العمل بنظام الحضور الشخصي.
تجبر هذه الخطوة أعدادا كبيرة من موظفي الحكومة على التخلي عن ترتيبات العمل عن بُعد، في تحوّل عن اتجاه بدأ في المراحل المبكرة من جائحة كوفيد-19.
منظمة الصحة العالمية
وقّع الرئيس الأميركي، الإثنين، على أمر تنفيذي يوجه الولايات المتحدة للانسحاب من منظمة الصحة العالمية، التي طالما انتقدها في السابق بسبب معارضته طريقة استجابتها لوباء كوفيد.
وقال ترامب في تصريحات من البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة تدفع لمنظمة الأمم المتحدة “أكثر بكثير” مما تدفعه الصين، مضيفا: “منظمة الصحة العالمية احتالت علينا”.
ومن المتوقع أن يؤدي انسحابها لدفع المنظمة لإجراء إعادة هيكلة، وقد يؤدي إلى مزيد من التعطيل للمبادرات الصحية العالمية.
معاهدة المناخ
وقّع ترامب أيضًا أمرا تنفيذيا يقضي بالانسحاب من معاهدة باريس للمناخ، ثم بعث برسالة إلى الأمم المتحدة تشرح أسباب الانسحاب.
يهدد الإعلان، الذي كان متوقعا على نطاق واسع، الهدف الرئيسي للاتفاقية بتجنب ارتفاع درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة.
ويقول الأمر التنفيذي: “سياسة إدارتي هي وضع مصالح الولايات المتحدة والشعب الأميركي في المقام الأول”.
كما ألغى ترامب مذكرة من عام 2023 أصدرها بايدن، تحظر التنقيب عن النفط في نحو 16 مليون فدان في القطب الشمالي.
وقال إن الحكومة يجب أن تشجع استكشاف الطاقة وإنتاجها على الأراضي والمياه الاتحادية. وألغى تفويضا بخصوص المركبات الكهربائية.
تحقيق بأنشطة الحكومة الفدرالية
وقع الرئيس على وثيقة لإنهاء ما وصفه بأنه “تسليح” الحكومة (استغلال مواردها) ضد المعارضين السياسيين.
يوجه الأمر وزير العدل بالتحقيق في أنشطة الحكومة الفدرالية على مدى السنوات الأربع الماضية، بما في ذلك في وزارة العدل ولجنة الأوراق المالية والبورصات ولجنة التجارة الاتحادية خلال الإدارة السابقة.
ويوجه الأمر الحكومة بأن “تحدد وتتخذ الإجراء المناسب لتصحيح التصرفات الخاطئة التي أقدمت عليها الحكومة الفدرالية، فيما يتعلق بتسليح مسؤولي إنفاذ القانون وتسليح مجتمع المخابرات”.
الطاقة
أعلن ترامب حالة طوارئ وطنية للطاقة، ووعد بملء الاحتياطيات الاستراتيجية من النفط وتصدير الطاقة الأميركية في جميع أنحاء العالم.
ووضع خطة شاملة لتعظيم إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة، بما في ذلك إعلان حالة طوارئ وطنية للطاقة وإزالة اللوائح التنظيمية الزائدة، وانسحاب الولايات المتحدة من ميثاق دولي لمكافحة تغير المناخ.
نشر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إعلانا عبر منصته الاجتماعية “تروث سوشال”، يكشف فيه عن بدء عملية إقالة واسعة النطاق للمعينين في المناصب الرئاسية من الإدارة السابقة.
وقال ترامب إنه يتوقع أن تساعد الأوامر في خفض التضخم وحماية الأمن القومي الأميركي.
كما وقّع على أوامر تهدف إلى تعزيز تطوير النفط والغاز في ألاسكا، وألغى جهود بايدن لحماية أراضي القطب الشمالي ومياهه من التنقيب.
وقال موقع البيت الأبيض إن الولايات المتحدة ستنهي أيضا تأجير مزارع الرياح للأراضي.
وتشير هذه التحركات إلى تحول كبير في سياسة الطاقة في واشنطن، بعد أن سعى بايدن إلى تشجيع التحول بعيدا عن الوقود الأحفوري، وترسيخ ريادة البلاد في مكافحة الاحتباس الحراري.
المصدر: الحرة