دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

قبيل الجولة الجديدة من اجتماعات “آستانا والرباعي”.. دمشق تتمسك بالانسحاب التركي من سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تستقبل العاصمة الكازاخية، آستانا، مجدداً وفود روسية إيرانية تركية في إطار ما يعرف “بمسار آستانا حول الملف السوري”، لكن هذه المرة ستشارك الحكومة السورية أيضاً كطرف أساسي، إضافة للمراقبين من الأمم المتحدة ولبنان والأردن والعراق يومي الـ20 و 21 من الشهر الجاري.

الاجتماع يأتي في ظل متغيرات عديدة بالملف السوري

ويأتي الاجتماع الجديد في ظل متغيرات كثيرة حصلت في الملف السوري، من حيث عودة دمشق إلى الجامعة العربية، ومشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في أول قمة له منذ انقطاع العلاقات مع العرب في 2011، إضافة لنجاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية ثالثة بعد معركة شرسة مع المعارضة، إضافة لذلك كله، يتزامن هذا الاجتماع مع تصعيد تركي كبير على المناطق الشمالية الشرقية السورية، وإعلان موسكو قبل أيام عن خارطة طريق جاهزة لتطبيع العلاقات.

ولكل طرف مشارك في هذه الاجتماعات، هدف خاص به، يمكن اعتباره بعيد نوعاً ما عن ما يرغبه الشعب السوري بحل حقيقي ومستدام للصراع القائم منذ 2011، بينما السؤال هو كيف ستتعامل كل من دمشق بعد عودتها للحاضنة العربية، وتركيا بعد إعادة انتخاب أردوغان رئيساً مع المطالب والشروط التي يصر الطرفان عليها في رحلة الصلح.

دمشق لا تتنازل عن مطالبها للتطبيع مع تركيا

الشرط الأساسي للحكومة السورية لتحقيق تقدم في مسار التطبيع، هو انسحاب القوات التركية بشكل كامل من الأراضي السورية التي تصفها دمشق “بالمحتلة”، إضافة لوقف الدعم عن الإرهاب في إشارة من دمشق لفصائل المعارضة بمختلف مسمياتها من عسكرية وحتى سياسية، إضافة لعدم التدخل في شؤون الدولة السورية.

هذه الشروط جددت دمشق التمسك بها قبيل الاجتماع الجديد بيوم، حيث كشفت صحيفة “الوطن” المقربة من الحكومة على أن “أولوية إنهاء الاحتلال التركي والانسحاب من سوريا قبيل اجتماعات أستانا والاجتماعات الرباعية”، ونقلت الصحيفة عن مصدر قالت أنه “شبه رسمي”، أن دمشق لا تريد من الاجتماعات المقبلة استعادة المفردات أو التأكيد على مواقف كان سبق الإشارة إليها بعنوانها العريض.

وأكد أن الإشارة إلى التزام الأطراف بوحدة سوريا وسيادة أراضيها يجب أن تترافق مع التأكيد على إنهاء الاحتلال التركي والإعلان بوضوح عن استعداد تركيا للانسحاب من الأراضي السورية.

وقال المصدر أنه فيما يخص ملف مكافحة الإرهاب، فإن الإشارات الفضفاضة في هذا الملف لم تعد مقبولة، لاسيما إذا أرادت الأطراف المعنية والضامنة لمسار الرباعية إحراز أي تقدم جدي في هذا المسار، وذكر أن دمشق ترى بأن تسمية التنظيمات الإرهابية التي تجب محاربتها وبصورة واضحة سيشكل الأسس اللازمة للتقدم والوصول إلى اتفاق، حيث يتغافل الجانب التركي عن ذكر محاربة التنظيمات الإرهابية من جهة النصرة و غيرها من ميليشيات إرهابية متواجدة في إدلب وريف حلب الشمالي تحت أعين الاستخبارات التركية”.

تركيا لها مطلب رئيسي.. وروسيا تعلن عن “خارطة طريق جاهزة”

تركيا بدورها كانت ترفض شروط دمشق “المسبقة” للحوار والتطبيع، وبعد انتهاء الانتخابات وفوز أردوغان بجولة جديدة، لا ينتظر من تركيا إبداء المرونة ذاتها التي ظهرت عليها خلال الأشهر الماضية، وفي حال وجود لدمشق شروط، فإن لأنقرة شروط أيضاً، وهي محاربة قوات سوريا الديمقراطية واعتبار وحدات حماية الشعب الكردية “تنظيماً إرهابياً”، بينما دمشق وموسكو وإيران حتى لا ينظرون لهذه القوات العسكرية بنظرة أنقرة، لذلك يعتقد خروج بعض الخلافات.

بدورها روسيا أعلنت قبل أيام عن مسودة “خريطة الطريق” لتطوير العلاقات بين سوريا وتركيا التي باتت جاهزة، من دون الكشف عن تفاصيلها، بينما تحدثت بعض التقارير الإعلامية بأن هذه الخريطة قد تتضمن لإشارة واضحة “لوضع جدول للانسحاب التركي من الأراضي السورية”، لكن ما المقابل الذي ستحصل عليه أنقرة، وهنا يكمن السؤال.

الأسد دعا لوضع استراتيجية مشتركة للانسحاب التركي

وكان الرئيس السوري بشار الأسد دعا لوضع استراتيجية مشتركة تحدد الأهداف التي تبنى عليها المفاوضات القادمة سواء في ملف مكافحة الإرهاب أو الانسحاب التركي من سوريا وفق إطار زمني محدد وآليات تنفيذ لها، مؤكداً على أهمية التنسيق في المرحلة القامة وخاصة فيما يتعلق بمسار آستانا والاجتماعات الرباعية.

وجاءت تصريحات الأسد أثناء لقائه معاون وزير الخارجية الإيراني علي أصغر خاجي الذي استقلبه الأسد وبحث معه مواضيع ثنائية تهم البلدين.

ومن جانبه أيد خاجي الرؤية السورية معرباً عن ارتياح بلاده للتطورات السورية على الصعيد العربية خاصة.

وكانت أعلنت الخارجية الكازاخية عن أن الاجتماع القادم سيتم فيه مناقشة الوضع في جميع أرجاء سوريا، والتغيرات في الوضع الإقليمي، والوضع على الأرض، والجهود المبذولة نحو تسوية شاملة، ومكافحة الإرهاب، وإجراءات بناء الثقة، ومناقشة الوضع الإنساني، والعمل على تهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين.

تصعيد عسكري تركي يسبق الاجتماع

بدورها استبقت تركيا الجولة الجديدة من هذه الاجتماعات، بتصعيد عسكري كبير وعنيف على مناطق شمال شرق سوريا، هذا التصعيد طال أيضاً نقاط عسكرية لقوات الحكومة وروسيا، وعلى الرغم من سقوط قتلى في صفوف جنود الطرفين إلا أنه لم يتم ذكر أي تفاصيل حول موقف العاصمتين من ذلك، بينما اعتبرت الإدارة الذاتية في بيان لها بداية التصعيد، أن صمت ضامني وقف إطلاق النار ودمشق والمجتمع الدولي يثير الشكوك باحتمال وجود صفقات جديدة على حساب السوريين.

 

إعداد: ربى نجار