دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

في ظل تراجع نفوذها بمناطق خفض التصعيد، كيف سيكون موقف تركيا التفاوضي مع روسيا ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد سيطرة القوات الحكومية على مدينة خان شيخون بالكامل، بدأ الحديث عن الوجهة المقبلة للقوات الحكومية بدعم من روسيا، وسط ترجيحات أن تكون مدينة معرة النعمان هي الوجهة، حيث بدأت القوات الحكومية منذ صباح الخميس، بقصف عنيف على قطاعها الجنوبي الشرقي، وسط موجة نزوح من تلك المناطق نحو المعرة.
تنفيذ اتفاق سوتشي
ويقول خبراء عسكريون، أن “القوات الحكومية تركز في تقدمها على المناطق التي من المفترض أنه جرى التفاهم بشأنها بين الجانبين الروسي والتركي في اتفاق سوتشي في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، ومنها استعادة الطريق الدولي دمشق – حلب، الذي يمر من خان شيخون”.
ويشير الخبراء العسكريون حسب دراستهم للوضع الميداني في إدلب، أن جل الترجيحات تصب في سياق أن الهدف أبعد من ذلك وهو “استعادة كامل محافظة إدلب ومحيطها وطرد المسلحين منها”.
مماطلة تركية ورسم ملامح جديدة لـ “خفض التصعيد”
أوساط سياسية روسية قالت بدورها، ان الهجوم على مناطق سيطرة المعارضة في شمال غرب إدلب جاءت بعد “مماطلة تركية في تنفيذ اتفاقات سوتشي وما نتج عن محادثات آستانا أيضاً”، رغم كل الوعود التي أطلقتها أنقرة للروس أنها سوف تلتزم بتنفيذ الاتفاقات، لكن ما حصل كان العكس تماماً، حيث استمرت تركيا بدعم الجماعات التي تصنفها روسيا “إرهابية”.
وأضافوا أن روسيا تسعى إلى رسم ملامح جديدة في منطقة خفض التصعيد، وسط تساؤلات بأن هل سيكون درة لتركيا ونقاط مراقبتها في المنطقة أم أنها ستضطر إلى الانسحاب لحدودها الجغرافية وحمايتها من تسلل أي من الفصائل المعارضة.
تفاهمات غير معلنة وفتح ممرات إنسانية
يأتي ذلك وسط تسريبات تتحدث عن تفاهمات أخرى غير معلنة بين روسيا وتركيا، بينها استعادة الحكومة السورية للطريق الدولي الرابط بين دمشق وحلب، وأيضا مدينة جسر الشغور التي تتخذها المعارضة منطلقاً لاستهداف القاعدة العسكرية الروسية حميميم في محافظة اللاذقية.
وفي السياق نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن مصدر بوزارة الخارجية أنه تم “فتح معبر إنساني في منطقة صوران في ريف حماة الشمالي بحماية قوات الجيش العربي السوري”. وأوضح المصدر أن الهدف هو “تمكين المواطنين الراغبين في الخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين في ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي” باتجاه مناطق سيطرة الحكومة في محافظة حماة.
ما يشير إلى أن نية القوات الحكومية وروسيا ليس السيطرة على بعض المناطق وتأمين قاعدة حميميم، بل إخضاع آخر معاقل للمعارضة لسيطرة الحكومة وهذه هي السياسة الروسية في سوريا، أن تعود كامل الأراضي السورية لسيطرة الحكومة.
أردوغان يهاتف بوتين قريباً لبحث الأوضاع في إدلب
الرئاسة التركية بدورها أعلنت أن الرئيس التركي سيهاتف نظيره الروسي قريباً، لبحث الأوضاع في إدلب، مشيراً إلى أن الوضع في تلك المناطق بات حساساً جداً. وبات مصير نقاط المراقبة التركية مجهولة في ظل محاصرة الحكومة لريف حماة الشمالي ومن ضمنها بلدة مورك التي تتواجد فيها النقطة التركية التاسعة للمراقبة.
وسبقت لتركيا أن أعلنت أنها لن تنقل أي نقطة من مكانها، وبالتالي فإن النقطة التاسعة في مورك ستبقى في مكانها محذرة السلطات السورية من اللعب بالنار، وتعريض جنودها للخطر.
موقف روسيا هو الأقوى في المفاوضات القادمة مع تركيا
ويقول الباحث في مجموعة الأزمات الدولية سام هيلر أنه “بسيطرة القوات الحكومية على خان شيخون، أعادت روسيا تكريس سطوتها، وتفوقها في أي نقاش حول إدلب كما ذكّرت الجميع بأنها قادرة على التصعيد أكثر”. ويوضح أن التطورات الأخيرة تظهر أن موسكو ودمشق “قادرتان على التقدم حول المواقع التركية وجعل قوات المراقبة التركية غير مهمة”، وإن كانتا غير مهتمتين بالتعرض لها، ما قد تكون له نتائج وخيمة.
يذكر أن الرئاسة التركية قد أعلنت أنها ستستضيف قمة لضامني آستانا في منتصف أيلول/سبتمبر المقبل، فما مدى قوة الموقف التركي التفاوضي مع روسيا وإيران حليفتا الحكومة السورية بمسار آستانا ؟
إعداد: علي إبراهيم