أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – خلال سنوات الحرب والصراع على السلطة في سوريا، لم تستطع المعارضة توحيد نفسها سواءً السياسية والعسكرية، وهو ما جعلها مقسمة ضعيفة غير قادرة على مواجهة السلطة الحاكمة المتماسكة التي لها حلفاء أقوياء دافعوا عنها على الأرض وتمكنوا من الانتصار العسكري على هذه المعارضة المشتتة التي تكاد تخسر المعركة والحل السياسي أيضاً.
فشل “المعارضة” سياسياً وعسكرياً
فصائل عسكرية حاولت مرات عدة التوحد ضمن جسم عسكري واحد، مثله كمثل غيرها من القوى العسكرية المتواجدة على الأرض والتي هي واحدة تأخذ أوامرها من جهة واحدة، كقوات الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، وسعت تركيا وغيرها من الأطراف الإقليمية والعربية التي سبقت وأن دعمت المعارضة العسكرية، بتحقيق هذا الهدف إلا أنها فشلت.
مرة أخرى وبعد محاولات فاشلة عدة، تسعى فصائل عسكرية في شمال غرب سوريا التوحد ضمن جسم عسكري موحد، وأبرز الفصائل فيه هي “الجبهة الشامية وفرقة المعتصم وتجمع الشهباء”، وتهدف لإعلان تشكيل مجلس عسكري أو قوة موحدة في منطقة ريف حلب الشمالي، بالتنسيق مع “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة”.
فصائل عسكرية تنسق مع “الهيئة” لتشكيل جسد عسكري جديد
وهدف هذا التشكيل العسكري بحسب تقارير إعلامية محلية، “البدء بمرحلة جديدة من مساعي السيطرة على كامل مناطق نفوذ الجيش الوطني والتخلص من خوصمها تباعاً”.
وفي هذا السياق، نقل “تلفزيون سوريا” المقرب من المعارضة من مصادر وصفها “بالخاصة” بأن “فصائل الجبهة الشامية” في “الفيلق الثالث” بالجيش الوطني، و “فرقة المعتصم في الفيلق الثاني” و “جيش الشرقية العامل في حركة التحرير والبناء” و “تجمع الشهباء” المقرب من “تحرير الشام” يعتزمون تشكيل قوة عسكرية موحدة شمال حلب.
الفصائل المذكورة عقدت اجتماعات مكثفة خلال الأيام الماضية للتوصل إلى اتفاق على الخطوط العريضة الخاصة بالتشكيل المزمع الإعلان عنه، آخر هذه الاجتماعات كانت في 30 تشرين الأول الماضي، في مقر قيادة “الجبهة الشامية” قرب معبر باب السلامة.
وبحسب “تلفزيون سوريا” فإن الاجتماع عُقد بحضور قائد الجبهة الشامية “عزام غريب” والقائد العسكري للفصيل “مضر نجار”، وقائد تجمع الشهباء “حسين عساف”، وقائد فرقة المعتصم “المعتصم عباس”، ومدير التوجيه المعنوي في الجيش الوطني حسن الدغيم، وآخرين.
“الترويج الإعلامي للتكتل الجديد”
فيما بدأ الإعلام المحلي المقرب من الفصائل المذكورة بنشر معلومات عن التشكيل الجديد، وإن “غرفة عمليات جديدة تهدف لمكافحة المخدرات والقضاء عليها وعلى عصابات التهريب وإرساء الأمن وتحصين الجبهات”.
وهناك اعتقاد بأن التشكيل العسكري هذا لن يكون مختلفاً عن سابقيه، حيث أن كل الفصائل العسكرية هدفها في الوقت الحالي “المصالح الاقتصادية والنفوذ والسيطرة على المعابر والتهريب” دون أي إعارة للمعركة الحقيقة.
الموقف التركي.. وخلافات ومكاسب
أما بخصوص الموقف التركي، قالت المصادر ذاتها، بأن “المسؤول التركي عن منطقة درع الفرات” أخبر “قائد الجبهة الشامية” برفض فكرة التشكيل، والعمل على التقارب مع “الفرقة 50” ضمن “الشهباء” ومحاولة إعادة دمج الفرقة مع “الشامية” وبالتالي إضعاف “الشهباء”.
بالمقابل، رفض قائد الجبهة الشامية المقترح، واتجه للعمل المشترك والتنسيق مع “تجمع الشهباء”، وذلك بالترتيب مع “تحرير الشام”، ولكي لا يواجَه قائد الشامية بإجراءات معاكسة من الجانب التركي، قرر تغيير التسمية من مجلس عسكري إلى قوة موحدة، و “الغاية منها بداية نواة جديدة في المنطقة تتبع لتحرير الشام، كون المسار يتم برعاية الجولاني بشكل مباشر”.
وفيما يخص “مكاسب الفصائل من التشكيل الجديد بالتنسيق مع تحرير الشام” قال المصدر الذي تحدث “لتلفزيون سوريا”، أن المسار يساعد قادة الجبهة الشامية على ضبط كتلهم وإنهاء المشكلات الداخلية، ويحقق “لتجمع الشهباء” مكاسب كبيرة منها الحصول على شرعية تفرض على الفصائل ووزارة الدفاع في “الجيش الوطني”.
وقد تستفيد “فرقة المعتصم” من خلال إضعاف المكونات التي تنازعها السيادة على المنطقة التي تتواجد فيها.
أما بالنسبة للجولان، فإنها خطوة كبيرة على طريق إنهاء سيادة الفصائل على “درع الفرات” و”غصن الزيتون” بريف حلب، والسيطرة على قرارها ونزع شرعيتها، لتكون مجرد أداة بيده لتحقيق مراده في المرحلة المقبلة.
وحذرت المصادر من أن التشكيل الجديد في حال تم تشكيله، قد يرسم واقعاً مختلفاً للشمال السوري، وأن كل المصالح ستصب في مصلحة “تحرير الشام” و “سيلحق الضرر بفصائل تعتبر على عداء معها مثل جيش الإسلام”.
إعداد: علي إبراهيم