أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الوقت الحديث عن قرب انعقاد “الاجتماع الرباعي” حول سوريا بمشاركة نواب وزراء خارجية دول روسيا وتركيا وإيران وسوريا، عقد المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون اجتماعاً مع مسؤولين أردنيين في إطار “الجهود الأردنية المستمرة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية استناداً للمبادرة الأردنية” والتي تقوم على دور عربي مباشر في سوريا.
“الدور العربي ضروري لحل الأزمة السورية”
ولاتزال الآمال موجودة لدى الكثير من المحللين السياسيين والمتابعين للشأن السوري بدور عربي أكثر فعالية في الأزمة السورية يكسر الاستفراد الروسي التركي الإيراني بهذا الملف، ويضعه على سكة الحلول السياسية وفق المقررات الدولية ذات الصلة وخاصة القرار الأممي 2254.
ويشدد محللون سياسيون سوريون وعرب على أن غياب الدور العربي وعدم التدخل في الملف السوري كان له تأثير كبير لاستمرار الصراع على السلطة وكثرة التدخلات الخارجية، مشددين أن الأزمة السورية لو بقيت في إطار الجهود الثلاثية “لدول مسار آستانا” (روسيا وتركيا وإيران) فإنها لن تحل ولن يكون للسوريين ما أرادوا.
المبادرة الأردنية لحل الأزمة السورية
وأفادت وكالة الأنبار الأردنية “عمون” بأن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن، أيمن الصفدي، استقبل الثلاثاء، المبعوث الخاص الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، “في إطار الجهود الأردنية المستمرة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية استناداً إلى المبادرة الأردنية التي تقوم على دور عربي مباشر ينخرط مع الحكومة السورية في حوار سياسي يستهدف حل الأزمة ومعالجة تداعيتها الإنسانية والأمنية والسياسية”.
وخلال المباحثات أكد الوزير الأردني على التنسيق الكامل مع الأمم المتحدة فيما يتعلق بالمبادرة الأردنية المستهدفة حل الأزمة السورية، وإطلاع الأمم المتحدة على تفاصيلها، كما أطلع الصفدي، بيدرسون على جهود المملكة في تقديم المساعدات إلى الشعب السوري، بعد الزلزال الكارثي الذي ضرب سوريا وتركيا.
وأشار إلى استمرار التنسيق حول موعد إطلاق المبادرة وآليات عملها، مؤكداً بأن الدول العربية هي الأولى بتصدر ما “طاولة الحوار لحل الأزمة السورية، وتبعات هذه الأزمة تؤثر على المنطقة العربية أكثر مما تؤثر على غيرها”، وشدد الصفدي على دعم الأردن جهود المبعوث الأممي بيدرسون للتوصل لحلٍّ سياسي في سوريا، وفقا لقرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤ ووفقاً لمبدأ خطوة مقابل خطوة.
من جانبه، وضع بيدرسون، الصفدي في صورة الجهود التي يبذُلها للوصول إلى حل سياسي في سوريا، مؤكداً أهمية التعاون المستمر بين المملكة والأمم المتحدة في هذا المجال، ومشيداً بالدور الإنساني الكبير الذي تقوم به المملكة في تقديم المساعدات إلى سوريا بعد الزلزال الأخير، وباستضافة اللاجئين السوريين.
القلق الأردني من الجنوب السوري
ولا يخفى على أحد أن المملكة الأردنية قلقة من التواجد الإيراني بالقرب من حدودها، معتبرة ذلك بمثابة “الخطر على أمنها القومي”، كون التواجد الإيراني في الجنوب السوري يعني أن هذه المواقع في مرمى النيران والاستهداف الإسرائيلي، وهو ما قد ينتج عنه رداً إيرانياً، وبالتالي تحول هذه المنطقة “لمنطقة صراع” واحتمال وصوله لداخل الأراضي الأردنية.
وكانت تقارير إعلامية كشفت عن مساعي أردنية لإعادة العلاقات مع الحكومة السورية، بشأن حل الأزمة والخلاص من كابوس الجنوب السوري، والتواجد الإيراني فيه.
“الحد من النفوذ الإيراني ومواجهة الإرهاب وضبط الحدود”
وخلال الأشهر الماضية جرت لقاءات عدة بين الحكومتين السورية الأردنية بشأن إعادة تطبيع العلاقات، بيد أن هذه الاجتماعات لم تسفر عن أي نتائج، وطغت على هذه الاجتماعات “التواجد الإيراني في الجنوب” و ملف “اللاجئين السوريين” إضافة “للمخدرات التي تهرب عبر الحدود إلى الداخل الأردني” وضرورة ضبط الحدود.
المبادرة الأردنية تقوم على حل سياسي يرضي جميع الأطراف السورية
وتعتمد المبادرة الأردنية على إيجاد حل سياسي دائم ونهائي للأزمة والتوصل إلى الحل الداخلي الذي يرضي جميع الأطراف السورية، وتشير الأوساط السياسية الأردنية أن أي حل مستدام في سوريا يجب أن يراعي متطلبات كافة الأطراف السورية في الداخل، وأنه على الحكومة السورية أن تصل إلى اتفاق بالتوازي مع الانفتاح العربي لإرساء عوامل الاستقرار. إضافة إلى ضرورة حل موضوع “الميليشيات المسلحة” المنتشرة في الجنوب وتهريب المخدرات.
وتقوم المبادرة الأردنية أيضاً على ضرورة تطبيق القرار 2254 وانسحاب كافة القوات الأجنبية من سوريا مع الاعتراف بمصالح روسيا واحتواء النفوذ الإيراني، وتقول التقارير أن المبادرة الأردنية حصلت على موافقة الرئيسين الأمريكي والروسي وهناك توافق دولي حولها.
وخلال الفترة الماضية تحدثت تقارير إعلامية عن دور عربي في سوريا لإعادة دمشق للجامعة والحضن العربي، بهدف أوحد هو “مواجهة إيران والحد من نفوذها”.
إعداد: علي إبراهيم