أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – على وقع التصعيد العسكري في مناطق الشمال السوري، بين أطراف الصراع، وبشقي الشمال الشرقي والغربي، أعلن عن موعد لانعقاد اجتماع جديد بين أطراف مسار آستانا، وفي العاصمة الكازاخية، وذلك بعد انتهاء الاجتماع الماضي بجولته الـ20 والذي قيل أنه الأخير في الصيغة الثلاثية، والتحول إلى “الصيغة الرباعية” بمشاركة الحكومة السورية.
التصعيد العسكري يعود للشمال.. وجولة جديدة من آستانا
ومع استمرار التصعيد العسكري من قبل قوات الحكومة السورية وروسيا على مناطق سيطرة المعارضة، سواءً “خفض التصعيد” أو مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي، وتركيا على مناطق “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي البلاد، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، الأحد، عن موعد انعقاد الجولة 21 من مباحثات أستانا بشأن سوريا.
وقال الممثل الخاص لـ بوتين “بوغدانوف” على هامش المنتدى الروسي الإفريقي، إن الاجتماع ال21 بصيغة أستانا بشأن سوريا سيعقد في كازاخستان قبل نهاية العام الجاري، تزامناً مع إعلان واشنطن أنها تحافظ على الاتصالات مع موسكو لمناقشة العمليات في المجال الجوي السوري.
وأضاف أن الكازاخستانيين أعربوا عن استعدادهم لمواصلة اللقاءات في أستانا لذلك سننطلق من حقيقة أن هناك بالفعل اتفاقاً بين الدول الضامنة الثلاث، أعني روسيا وإيران وتركيا. من أجل عقد الاجتماع ال21 بحلول نهاية هذا العام أيضاً في أستانا.
موسكو: صيغة آستانا كانت وما تزال الأكثر فاعلية لحل الأزمة السورية
وقبل أيام، قالت وزارة الخارجية الروسية، أن صيغة أستانا كانت وما تزال “الأكثر فاعلية” فيما يتعلق بتسوية طويلة الأمد في سوريا.
وأفاد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي فيرشينين، في تصريحات نقلتها وكالة “تاس” الروسية، إن الاتصالات بين الحكومة السورية وتركيا أثبتت فعاليتها وستتواصل.
وذكر “فيرشينين”، أن لقاءات عدّة جرت بين الحكومة السورية وتركيا على مختلف المستويات، بما في ذلك وزارتي الخارجية والدفاع، بدعم من صيغة أستانا، مضيفاً أن “هذه الاتصالات ستستمر، والأهم أنها أثبتت فعاليتها”.
وأكد المسؤول الروسي أن اجتماعات مسار أستانا ستعقد على الرغم من عدم تحديد مكانها وموعدها بالضبط.
وأوضح أنه تم “إنجاز الكثير بالفعل”، وما زلنا نقوم بالكثير وفق هذه الصيغة، وقائمة المهام تتوسع، مشيراً إلى أن كازاخستان بذلت الكثير من أجل هذا التنسيق، ولدينا شعور بأنه ما يزال بإمكانها فعل الكثير لمواصلة العمل.
وكانت الجولة 20 من مسار “أستانا”، عقدت في 20 حزيران/ يونيو الماضي، وشاركت فيها روسيا وتركيا وإيران ووفود تمثل الحكومة السورية والمعارضة بالإضافة إلى الأمم المتحدة والأردن ولبنان والعراق بصفة مراقب، وتم التباحث فيها حول تعزيز الجهود لتسريع تطبيع العلاقات بين الحكومة السورية وتركيا.
جمود في تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة
ويرى متابعون، بأن التصعيد الحالي الذي يشهده الشمال السوري، هو دليل على وجود خلافات بين أطراف هذا المسار، سواءً في تطبيق سياسة الحل والنفوذ والمطالب، أو في تسريع وتيرة التطبيع بين أنقرة ودمشق، مشددين على أنه مع الحديث والمساعي السياسية وإظهار تمسك هذه الأطراف بالجوانب الدبلوماسية لحل الخلافات، إلا أن الخيار العسكري لايزال متواجداً، بحيث أن هذه الأطراف لا تدخر أي جهد في تعزيز قواعدها ونقاطها العسكرية في الخطوط القتالية الفاصلة بينهم.
وسيطر الجمود على مسار التطبيع بين الحكومة السورية وتركيا خلال الفترة الماضية، وخاصة بعد انتهاء الجولة العشرين من اجتماعات آستانا، وهي الفترة التي من المفترض أنها كانت تشهد تطورات بشأن الصلح، إلا أن طرفي الصلح مازالا متمسكين بشروطهما للتطبيع، حيث بدأت أنقرة ايضاً بوضع شروطها للصلح بعد إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان لرئاسة البلاد لولاية ثالثة.
أنقرة ترفض الخروج.. ودمشق متمسكة بشروطها
وخلال هذه الفترة، وجهت تركيا العديد من الرسائل بشأن رفضها مطالبة دمشق بانسحاب قواتها من شمال سوريا، ويربط أردوغان وجود قواته في الشمال بما يسميها “الحرب على الإرهاب”، ولفت أردوغان في إحدى تصريحاته السابقة بأنه لا وجود لأي عوائق للقاء الأسد سوى في مسألة نجاحه “بمكافحة التنظيمات الإرهابية”. حيث يريد أردوغان إشراك دمشق في محاربة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.
ويرى أردوغان إن الأسد غير قادر حالياً على ضمان أمن الحدود التركية، ولذلك فإنه لا يمكن الحديث عن انسحاب قواتها في الوقت الراهن، وإن هذه الخطوة قد تتحقق بعد تحقيق الحل السياسي واستقرار الأوضاع في سوريا.
كذلك تضع تركيا بعضاً من الشروط، التي اعتبرتها دمشق، “تدخلاً في شؤونها” بينها تتعلق بالحلول السياسية وإعداد الدستور وإنشاء حكومة جديدة وعودة آمنة للاجئين.
بينما لاتزال دمشق على مطالبها، وهي “الانسحاب العسكري من الأراضي السورية ووقف الدعم عن التنظيمات الإرهابية (عسكرياً وسياسياً) ووقف التدخل في شؤون الدولة الداخلية”.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد أجرى مباحثات مع مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، وتطرق الطرفان إلى “التعنت التركي” في مسألة الانسحاب من الأراضي السورية، والتأكيد على أن هذا المطلب الأساسي لأي عملية تطبيع بين الطرفين.
إعداد: رشا إسماعيل