أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تخيم حالة من القلق والترقب في المناطق الشمالية الشرقية السورية لما ستؤول إليه الأمور، بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن عمليات عسكرية جديدة على طول الحدود وبعمق 30 كيلومتراً.. قلق وترقب حتى مع ما قيل عنه أنه “تطمينات” من قبل التحالف الدولي وأمريكا وروسيا والمواقف الرافضة من قبل الأمم المتحدة لهذه العملية.
ولا يخفي سكان وأهالي المناطق الشمالية الشرقية من سوريا مخاوفهم من توغل تركي جديد، خاصة وأن تركيا سبق وأن قامت بعمليات عسكرية قبل أعوام في عفرين 2018 وفي رأس العين وتل أبيض (المعروفتان محلياً بسري كانيه وكري سبي) 2019، وسبق ذلك أيضاً تطمينات من قبل روسيا والولايات المتحدة، ولكن كل شيء تغير خلال ساعات ووجد سكان المنطقة أنفسهم أمام الأسلحة والطيران التركي، مما اضطرهم لترك بيوتهم ومناطقهم والعيش في مناطق أخرى.
“القومي التركي” يبحث إقامة “منطقة آمنة”.. وأنقرة تريد رضا واشنطن وموسكو
وسيبحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم غد (الخميس) مع مجلس الأمن القومي التركي، ما وصفه “بتوسيع المنطقة الآمنة على الحدود الجنوبية التركية” في إشارة إلى شمال شرق سوريا، على طول الحدود وبعمق 30 كيلومتراً.
بدورها نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصدر “أمني تركي”، أن تركيا لن تقوم بعملياتها العسكرية في شمال سوريا إلا “بموافقة أمريكية روسية”، وأشارت “الشرق الأوسط” إلى أن نظرة كل من الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر قوات سوريا الديمقراطية حليفة لها في الحرب ضد داعش، وتركيا، تم التباحث حولها خلال اجتماع ضم وزيري خارجية البلدين أنتوني بلينكن ومولود تشاويش أوغلو، إضافة إلى أسباب رفض أنقرة لانضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، حيث تقول أنقرة أن البلدين تدعمان “الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية”.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد رفضت أي عمليات عسكرية تركية جديدة في سوريا على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس، والذي قال أن واشنطن تشعر بقلق بالغ إزاء أي تصعيد محتمل، وأن أي عمليات عسكرية ستكون بمثابة ضرب الاستقرار الإقليمي.
روسيا: نثق بأن تركيا لن تذهب لتصعيد جديد في سوريا.. والناتو لن يوافق على “المنطقة الآمنة”
وقالت “الشرق الأوسط”، بأن أوساط مقربة من المؤسسة الدبلوماسية الروسية أكدت ثقتها بأن تركيا لن تذهب نحو تصعيد يعيد ترتيب التوازنات وخطوط التماس المتماسكة منذ سنوات في سوريا، ونقلت الصحيفة عن “دبلوماسي روسي” لم تسمه، أن موسكو ترى التلويح التركي بعمل عسكري يدخل في إطار المناورات مع حلف شمال الأطلسي أكثر من كونه يعكس تبدلاً ملموساً في موقف تركيا من الوضع الحالي في سوريا.
كما يقول الدبلوماسي، أن موسكو لا ترى تغييراً كبيراً قد يطرأ على الوضع الحالي في سوريا بسبب المطالب التركية، حيث تدرك أنقرة أن حلف الناتو لن يذهب نحو الاستجابة لشروطها بإنشاء “منطقة آمنة”، وأشار إلى أن روسيا مقتنعة بأن تصريحات الرئيس التركي تعكس إصرار أنقرة على مواصلة العمل بخطة إعادة مليون لاجئ، ولا تعني بالضرورة أن تكون أنقرة مضطرة لخوض عملية عسكرية جديدة”.
وكانت وسائل إعلامية تركية نقلت في وقت سابق من يوم الأربعاء، عن مصادر قالت أنها “أمنية”، أن أنقرة تعتبر أن واشنطن وموسكو لم تلتزما بتعهداتهما بسحب قوات سوريا الديمقراطية حتى مسافة 30 كيلومترا عن الحدود التركية، وأن أنقرة تؤكد علاقة وحدات حماية الشعب الكردية “بحزب العمال الكردستاني”، حسب قولها.
القامشلي ودمشق تردان على التهديدات التركية
وكانت “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” أكدت أنها لا تتوقع رضا دولي ومن الدول الضامنة لوقف إطلاق النار (أمريكا وروسيا)، لتركيا بالتوغل العسكري في سوريا، وشددت على أن أنقرة غير قادرة على الإقدام على هذه الخطوة دون رضا واشنطن وموسكو، معتبرة أن التصعيد العسكري التي تشهده المناطق الشمالية يدل على أن تركيا لم تحصل على ضوء أخضر بعد.
بدورها أرسلت وزارة الخارجية في الحكومة السورية رسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، دعت من خلالها لعدم الانجرار وراء “المخططات التركية في الشمال” معتبرة إياها “عمل عدواني وجريمة تصل لمستويات جرائم ضد الإنسانية”، وقالت أن أنقرة ستحول “المنطقة الآمنة” إلى “بؤر إرهابية متفجرة لاستخدامها ضد الشعب السوري” منددة بسياسة التغيير الديمغرافي المتبعة في الشمال.
إعداد: علي إبراهيم