دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

عدم توفر غطاء جوي يدفع أنقرة بطلب “منطقة حظر طيران”.. وروسيا تتخذ إجراءات قبيل انتهاء المهلة التركية

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – تتصاعد الخلافات بين الأطراف المتصارعة على الأرض السورية وخصوصاً في إدلب، بالتزامن مع استمرار المعارك بين القوات الحكومية السورية وفصائل المعارضة بدعم من تركيا.

وأسفرت الساعات الـ24 الماضية، عن مقتل أكثر من 30 جندياً تركياً بضربة جوية من الطائرات الحكومية، وسط تضارب الأنباء عن حقيقة العدد الذي تحدثت عنه الحكومة التركية، فيما قال ناشطون أتراك كانوا بالقرب من مشفى الريحانية الذي نقل إليه جثث الجنود الاتراك أن “عدد القتلى 160 جندياً”.

جدل كبير حول إرسال جنود أتراك لإدلب دون غطاء جوي

هذا التطور الجديد دفع الحكومة التركية إلى الاستنجاد بالولايات المتحدة وبالناتو، الذي عقد اجتماعاً لبحث كيفية دعم تركيا، وأبدى تضامنه مع “حلفاءهم الاتراك” ضد ما وصفوه بهجمات القوات الحكومية.

وأثارت هذه الحادثة جدلاً كبيراً في الأوساط السياسية والشعبية التركية، عن كيفية سماح الرئاسة التركية وجيشها بنقل الآلاف من الجنود والعتاد العسكري في ظل عدم توفر غطاء جوي، وأشاروا إلى أن أي تصعيد في إدلب سيكلف الجيش التركي ثمناً باهظاً، خاصة وأن روسيا لاتزال على موقفها الداعم للحكومة السورية، والتشديد على محاربة “الإرهاب” في إدلب.

استمرار القصف المتبادل في إدلب.. وانتهاء المهلة

وشهد يوم الجمعة، تصعيداً جديداً بين القوات الحكومية السورية والتركية، حيث قالت مصادر محلية، إن قصفاً تركياً قتل 16 عسكرياً من القوات الحكومية السورية قبل ظهر الجمعة، الأمر الذي اعتبرته الحكومة السورية أن هذه الأنباء مبالغ فيها، وتهدف لرفع معنويات “الإرهابيين المنهارة”.

يتزامن ذلك مع انتهاء المهلة التي حددها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لسحب الحكومة السورية قواتها من محيط نقاط المراقبة التركية في “خفض التصعيد” وإلا فإن عمل عسكري هو الحل. وتنتهي المهلة السبت، في ظل شكوك بأن تقوم القوات التركية بتنفيذ تهديداتها في ظل عدم امتلاكها للأجواء في سوريا.

إجراءات روسية.. وتركيا تطالب بمنطقة حظر جوي

وفي تطور لافت قالت روسيا إنها أرسلت سفينتين حربيتين مزودتين بصواريخ كروز إلى المياه قبالة الساحل السوري، لعدم وقوع تصعيد عسكري كبير، وألقت باللوم على أنقرة في مقتل جنودها، متسائلة عن السبب الذي لم يدفع بأنقرة لإخبارها بوجود جنود أتراك في إدلب، ولماذا تتواجد القوات التركية برفقة عناصر من “تنظيم جبهة النصرة”.

وفي إشارة إلى عدم نية تركيا بالدخول في حرب مع روسيا في إدلب دون غطاء جوي، طالبت أنقرة من المجموعة الدولية إقامة “منطقة حظر جوي” فوق إدلب لمنع طائرات الحكومية والروسية من شن ضربات على جنودها.

لكن يبدو أن الرياح لم تجري كما تريد السفن التركية، حيث ان الحظر الجوي يحتاج لقرار من مجلس الأمن الدولي وبموافقة الأعضاء وعدم رفض (عضو دائم العضوية) للقرار.

موقف الناتو

ومن جهة اخرى فإن حلف شمال الأطلسي لا يرى بالضربات الجوية الحكومية والروسية على تركيا في إدلب، خطراً على أراضٍ تابعة للحلف، كون هذه الضربات لا تنفذ على قوات أو أراضٍ تابعة لدولة عضو، وبذلك فإن البروتوكول الموقع بين دول الحلف لا ينص على التدخل عسكرياً في هذه الحالة، كون تركيا تدخلت في سوريا من تلقاء نفسها وليس بتوافق الناتو.

وبموجب “المادة 4” يحق لأي عضو في الحلف طلب محادثات حين يرى تهديداً على اراضيه من الناحية السياسية والأمنية، وهي منفصلة عن “المادة 5” من المعاهدة التي تنص على أن “أي هجوم مسلح على دولة عضو أو عدة أعضاء في أوروبا أو أميركا الشمالية يجب أن يعتبر هجوماَ على جميعها”.

وفي غضون هذه التطورات التي لم تكن تركيا ترغب فيها، يبدو ان المهلة التي توشك على الانتهاء ستمدد لوقت آخر، والذريعة ستكون أن المفاوضات والمحادثات ستتواصل مع الجانب الروسي في أنقرة، والتي عاد الوفد الروسي، الجمعة، إليها لبحث سبل وقف التصعيد في المنطقة.

ويبقى السؤال قائماً عن ما إذا جرى اتفاق بين موسكو وأنقرة، من سيدفع ثمن ذلك؟

إعداد: ربى نجار