رداً على الحوار الذي أجرته شبكة أوغاريت بوست مع الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري جورج صبرا، كتب المعارض السوري طالب ابراهيم، مقالة نشرتها عدة وسائل إعلامية، يرد فيها على جورج صبرا.
وتنشر أوغاريت بوست مقالة طالب ابراهيم التي يرد فيها على جورج صبرا كما هي:
حول إعادة هيكلة هيئة التفاوض السورية، وفي مقابلته مع “أوغاريت بوست” يقول المعارض السوري جورج صبرا: “يبدو أن شيئاً من ذلك يلوح في الأفق”. وموجب ذلك حسب صبرا هو فشل الهيئة لأنها بنيت على أساس من التنازلات لتلبية متطلبات الإرادة الدولية، خارج الالتزام بمسار الثورة والشعب.
ويعتقد صبرا في ذات الحوار مع “أوغاريت بوست” أن الدور جاء اليوم لمنصة جديدة هي الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وقوات سوريا الديمقراطية، تنفيذاً للإرادة الدولية من جديد، من أجل تقديم تنازلات جديدة.
صبرا الذي أمضى سنوات طويلة في سجون النظام السوري كمعارض سياسي “رمادي”، والذي خرج من سوريا في بداية الأزمة “خلسة”، ليتسلم منصب رئيس المجلس الوطني “الأخواني” شكليّاً، قبل أن يطالب فيها المجلس بالتدخل “الخارجي” لإسقاط النظام السوري “الطائفي”، يعتقد أن التنازلات التي قدمتها صنوف المعارضات السورية التي بنيت “ميكانيكياً” حسب رغبة المموّل، لم تستطع تقديم ما يلزم من التنازلات، ليقوم الغرب الديمقراطي، بتلبية مسار “الثورة والشعب السوريين”.
وحان الوقت اليوم حسب صبرا لتقوم الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية بتقديم تنازلات جديدة يطلبها الغرب.
يحاول صبرا إبعاد طبق “الفشل الثوري” لجموع المعارضات الثورية عن نفسه وعن الخط الذي خدمه. صرف الكثير من وقته في خدمته، عبر مشاركاته الإعلامية، وسفراته المكوكية، قبل أن يتسلم منصب “الجنسية التركية” وقبل أن يتضاعف وزنه مرتين، وتزيد ميزانيته المالية من صفر الجيب إلى رقم يسبقه أصفار “ثورية”.
يؤكد صبرا وجود بعض الأخطاء في العملية الثورية السورية، لكنه لا يتحمل مسؤولية الفشل، الذي دفع ثمنه الشعب السوري دماً وتهجيراً، وإنما يتحمل النظام السوري ذلك. تماماً مثلما يؤكد رئيس المجلس الوطني الذي سبقه برهان غليون، والذي نشر باحتراف شديد كتاباً كاملاً، يفند فيه أسباب الفشل الثوري، ويحاول فيه أن ينجو بنفسه من تحمل مسؤولية الفشل، بإلقاء التهمة على الآخرين، تحت عنوان عريض “أنا لست سياسياً”.
ناصرَ صبرا جبهة النصرة، تماماً كما ناصرها غليون، في نفس “الصحن الثوري” الذي شاركهم فيه الكاتب اليساري ميشيل كيلو، عبر تقبيل ذقون الجهاديين الوديعين الذين خدموا القضية الجهادية في أفغانستان، وعادوا لتلبية نداء الجهاد في سوريا، قبّل ذقونهم لأنهم أخوة له، ولأن أهدافهم “الجهادية” سامية، وتصب في مصلحة الشعب والثورة.
زاود شيخ الحقوقيين السوريين، وعضو مجلس الحكماء الذي لم يتشكل، الحقوقي هيثم المالح على الثلاثي اليساري “كيلو غليون صبرا” كثيراً، بتفضيله داعش على النظام السوري.
تثوير صبرا لجبهة النصرة، وتقبيل غليون وكيلو لذقون قيادييها، وتفضيل الحقوقي هيثم المالح لداعش، ربما تكون تنازلات “تكتيكية”، تخدم استراتيجياً “الثورة السورية”، وتساهم في إسقاط النظام الذي لم يسقط، أو ربما تكون تنازلات طلبها الغرب الديمقراطي، لكنها لم تكفِ، والآن حسب صبرا جاء الدور للإدارة الذاتية لتقديم تنازلات جديدة.
تدير الإدارة الذاتية اليوم منطقة شمال وشرق سوريا، ولديها جيش تعداده يفوق الـ 100 ألف مقاتل. وموظفون تعدادهم قرابة الـ 200 ألف موظف. وتجمعات سياسية تعبّر عن مكونات سوريا الاجتماعية والسياسية. وهيئة سياسية واسعة تدير العمل السياسي ومخاطره ومفاجآته. تبني نموذجاً حضارياً ومدنياً وديمقراطياً لسوريا التي يتمناها السوريون. وتساوم الدول المتنفذة في سوريا، وفق الواقع السياسي والعسكري الملموسين. تناور، ضمن خطوط مبدئية. وتفتح المجال لمن يرغب في البناء والمشاركة.
قوات سوريا الديمقراطية هي القوة الوحيدة التي انتصرت على داعش. الوحيدة التي تتعامل مع أسرى الحرب وفق القوانين الدولية. الوحيدة التي أفرزت قيادة جماعية سياسية وعسكرية لإدارة شؤون المنطقة. لكن ذلك لا يقنع صبرا أن الثورة التي يتمناها السوريون تعيش في شمال وشرق سوريا، لأن “الثوري الرمادي” الذي ينتمي بيولوجياً إلى الطائفة المسيحية، انقلب في فنادق استانبول إلى جهادي “قاعدي” يرضى عنه السلطان.
طالب إبراهيم – معارض سوري
المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي شبكة أوغاريت بوست