بعد ستة أشهر فقط من توليها رئاسة الوزراء، قادت السويدية ماجدالينا أندرسون بلادها إلى حافة الانضمام إلى الناتو بعد قرون من الحياد العسكري.
لكن المحاولة التاريخية واجهت مشاكل بشأن قضية لم يتوقعها كثيرون وهي: دور السويد في النزاع الطويل بين تركيا والأكراد.
وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السويد بأنها “مركز إرهاب كامل، وكر للإرهاب” وهدد بمنع انضمامها إلى المجموعة المكونة من 30 عضوًا ما لم تقطع العلاقات مع وحدات حماية الشعب (YPG)، وكذلك رفع حظر الأسلحة المفروض على تركيا وتسليم عشرات الأشخاص الذين تتهمهم أنقرة بالإرهاب.
قال آرون لوند، الخبير في شؤون الشرق الأوسط:” إنه أمر محرج للغاية. مطالبه ستترك الحكومة ذات الميول اليسارية أمام خيارات صعبة. هناك ناخبون أكراد في السويد، وهناك الكثير من نشطاء الأحزاب من خلفيات كردية، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يتعاطفون مع الأكراد. إنها قضية حساسة، بالنسبة للسويد بشكل عام وللديمقراطيين الاجتماعيين على وجه الخصوص”.
وأصبحت أندرسون رئيسة للوزراء العام الماضي بفضل صوت واحد فقط، هو صوت النائبة الكردية أمينة كاكابافيه، ولم تقدم كاكابافيه دعمها إلا بعد توقيع اتفاق مع الاشتراكيين الديمقراطيين ركز بالكامل على دعم الأكراد وانتقاد معاملة أردوغان السيئة للأكراد.
كانت السويد ذات يوم أقوى داعم أوروبي لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. لكن استبدادية أردوغان والقتال ضد تنظيم داعش الجهادي أعاد ترتيب أولويات السياسة الخارجية في ستوكهولم وأماكن أخرى.
أدى الدعم الغربي لوحدات حماية الشعب، إلى تدهور العلاقات بين تركيا وشركائها في الناتو منذ عام 2014.
يتعين على جميع أعضاء الناتو الثلاثين الحاليين المصادقة على طلبات كل من السويد وفنلندا للانضمام إلى الحلف، مما يمنح تركيا حق النقض. يقول المسؤولون الأتراك والسويديون والفنلنديون جميعًا إن المشكلة الرئيسية تكمن في ستوكهولم وليس في هلسنكي، مما يزيد الضغط على السويد للتوصل إلى حلول وسط.
المصدر: صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية
ترجمة: أوغاريت بوست