أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – حملت صحيفة “ذي أوبزرفر” البريطانية، في تقرير لها، حوادث غرق قوارب اللاجئين حول العالم في البحار مسؤولية الغرب، مشيرةً أن قائمة البلدان التي ينحدر منها الضحايا الذين غرق معظمهم بالبحر المتوسط مؤشر مؤلم يوضح مسؤولية الاتحاد الأوروبي وبريطانيا عن مأساتهم.
ورأت الصحيفة أن جنسيات مئات الأشخاص الذين يفترض أنهم غرقوا في آخر مأساة مروعة لقوارب المهاجرين بالبحر المتوسط تفسر سبب إقدامهم على خوض رحلة محفوفة بالمخاطر فقد كان أغلب المسافرين على متن المركب البالغ عددهم حوالي 750 شخصا من سوريا ومصر وفلسطين وأفغانستان وباكستان.
وقالت الصحيفة إن فشل الغرب في وقف حرب الحكومة السورية على شعبها نجمت عنه أزمة المهاجرين عامي 2015 و2016، عندما تدفق مئات الآلاف من السوريين إلى أوروبا فرارا من الحرب.
ورغم تراجع القتال في سوريا، فإن كثيرا من الناس من ضمنهم الفلسطينيون الذين يعيشون في البلد الذي مزقته الحرب في مخيمات وظروف سيئة مازالوا يفرون من اضطهاد الحكومة السورية وانتقامها، أو يغادرون تركيا التي لم تعد ملائمة لهم طلبا لحياة أفضل في أوروبا.
وأوضحت “ذي أوبزرفر” أن الأسباب المذكورة آنفا تنطبق على مواطني بلدان أخرى مهملة في القرن الأفريقي والساحل وجنوب آسيا، الذين يغذي شعورهم باليأس والفقر وانعدام الأمن المزمن رغبتهم في الهجرة.
وأكدت أيضا أن الدول الأوروبية، بما في ذلك بريطانيا، فشلت باستمرار في تطوير نهج إنساني متماسك وفعال للتعامل مع التحديات التي تطرحها الهجرة غير النظامية.
ورأت أن الجهود المحدودة المبذولة لوضع حد لهذه الرحلات الخطيرة عبر البحر المتوسط والقناة الإنجليزية تتعثر مع الارتفاع الملحوظ في أعداد المعابر والوفيات هذا العام، بينما لا يوجد سوى عدد قليل من الطرق القانونية الآمنة للهجرة إلى أوروبا، كما يغيب التنسيق الدولي بهذا الشأن.
وقد شككت الصحيفة في أن يحدث اتفاق الهجرة واللجوء الجديد على مستوى الاتحاد الأوروبي أي تغيير إيجابي يحد من المآسي التي يتعرض لها اللاجئون.
وتعد مأساة المركب الذي غرق قبالة سواحل اليونان الأربعاء الماضي بينما كان يقل مئات اللاجئين والمهاجرين أحد أسوأ حوادث الغرق في تلك المياه.
وأعلن خفر السواحل أن مركب الصيد الذي كان يحمل الضحايا انقلب في المياه الدولية قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية، حيث قالت السلطات إنها تمكنت من إنقاذ 104 أشخاص، كما أفادت بأن أشخاصا كانوا يستقلون المركب أكدوا لها أن عدد الركاب لا يقل عن 750 شخصا.