ذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم الاثنين أن إسرائيل ضربت مرتين منشآت أسلحة كيماوية في سوريا على مدى العامين الماضيين في حملة تستهدف منع دمشق من استئناف إنتاج الأسلحة الكيميائية.
وأكد مصدر مطلع على العملية اشترط عدم نشر اسمه أو جنسيته لرويترز دقة التقرير، الذي استشهد بمسؤولين حاليين وسابقين في المخابرات الأمريكية والغربية لم يتم الكشف عن هويتهم.
وذكرت الصحيفة الأمريكية نقلا عن مسؤولين استخبارات غربيين مطلعين أن “غارة جوية إسرائيلية نادرة في عمق الأراضي السورية في حزيران استهدفت أسلحة كيماوية”.
وأطلق الطيران الحربي صواريخ على ثلاثة أهداف عسكرية قرب مدينتي دمشق وحمص، ما أدى إلى مقتل ثمانية جنود، في 8 حزيران.
وذكرت الصحيفة أنه وفقًا لمسؤولين أمنيين حاليين وسابقين، فإن الضربة كانت محاولة لوقف ما تعتقد إسرائيل أنه محاولة من سوريا لإعادة إطلاق برنامج الأسلحة الكيماوية.
ورفضت إسرائيل التعليق على الهجوم وأسبابه، لكن المحللين في ذلك الوقت لاحظوا أن العمل العسكري تعمق في سوريا أكثر من المعتاد ولم يستهدف الوجود الإيراني في البلاد.
وبدلاً من ذلك، استهدفت الضربة منشآت عسكرية مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيماوية السوري، والتي تم التخلي عنه في عام 2013. ويفصل التقرير أن المسؤولين الإسرائيليين أمروا بضربتين، واحدة في حزيران والأخرى قبل عام تقريبًا، بناءً على معلومات استخبارية تشير إلى أن سوريا كانت ستحصل على إمدادات لإعادة بناء البرنامج.
وتعتبر إسرائيل احتمال وجود ترسانة سورية من الأسلحة الكيماوية تهديدا كبيرا لأمنها واستقرار المنطقة.
واستهدفت الغارتان الأولى مجمعا جنوب شرقي مدينة حمص، في 5 آذار 2020، بحسب التقرير. نفذت المخابرات الإسرائيلية الغارة بعد أن استورد الجيش السوري مادة كيماوية يمكن استخدامها لصنع غاز السارين، والذي ورد أن الرئيس السوري بشار الأسد استخدمه في غارة قاتلة أسفرت عن مقتل أكثر من 100 مدني في عام 2017.
وفي أعقاب غارة آذار، اكتشفت أجهزة المخابرات الإسرائيلية نشاطا في مواقع إضافية، مما دفعها إلى تنفيذ غارة إضافية في حزيران، بحسب ما قاله المسؤولون في التقرير.
وقال المسؤولون لصحيفة واشنطن بوست إن المسؤولين الأمريكيين في إدارتي ترامب وبايدن كانوا على علم بالهجمات والمخابرات الإسرائيلية.
على الرغم من أن هذه الضربات كانت غير عادية، فقد شنت إسرائيل مئات الضربات على أهداف داخل سوريا التي تسيطر عليها الحكومة على مر السنين، لكنها نادرا ما تعترف أو تناقش مثل هذه العمليات. ومع ذلك، أقرت إسرائيل بأنها تستهدف قواعد الميليشيات المتحالفة مع إيران، مثل جماعة حزب الله اللبنانية التي تنشر مقاتلين في سوريا. وتقول إنها تهاجم شحنات أسلحة يعتقد أنها متجهة إلى تلك الميليشيات.
المصدر: صحيفة الواشنطن بوست+ وكالة رويترز
ترجمة: اوغاريت بوست