دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

شمال غرب سوريا .. استياء شعبي على صفيح ساخن

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يعيش أهالي شمال غرب سوريا ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا أوضاعاً اقتصادية صعبة يفرضها استمرار الحرب ونقص الموارد الضرورية، وقلة فرص العمل إلى جانب الغلاء وفقدان العملة التركية لقيمتها يوماً بعد يوم كونها العملة المحلية المتداولة في هذه المناطق، إلى جانب وجود طبقية مالية بين السكان هناك والتي بدأت تظهر بشكل كبير خلال الفترة الماضية عبر نداءات وجهها الكثيرون من القاطنين في الشمال السوري والذي يعيشون تحت خط الفقر في مخيمات على الحدود السورية – التركية.

أوضاع سيئة

الأمر تعدى هؤلاء اللاجئين والنازحين في المخيمات إلى المواطنين المتواجدين في القرى والبلدات، فمنهم من انضم للفصائل بهدف تقاضي رواتب شهرية قليلة نسبياً إلى جانب العاملين في التجارة والتي انهكتهم الضرائب المفروضة من قبل المجالس المحلية مترافقة مع ارتفاع شبه أسبوعي للمحروقات والمواد الرئيسية والتي أصبحت حكراً لقيادي معين في الفصائل أو مسؤول في المجالس والمؤسسات المدنية.

ولا يخفى على أحد ما لهذه المؤسسات من أهمية في الارتقاء بالأوضاع المعيشية والاقتصادية وانعاش المنطقة، وخاصة للنازحين في الشمال السوري وتخفيف حدة الفقر الذي استفحل مؤخراً، فمعظم هذه المؤسسات التابعة لما تسمى الحكومة المؤقتة توجهت نحو مشاريعها الخاصة والتي أسفرت عن ظهور “حيتان” في هذه المناطق وأشخاص تحتكر المواد الرئيسية والمشاريع الحيوية التي من المفترض أن تخفف من ﺍﻟﻌﺐﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻬﺠّﺮﺓ ﺑﻤﺨﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻭﺭﻳﻒ ﺇﺩﻟﺐ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻗﻴﻦ ﻭﺍﻷﺭﺍﻣﻞ ﻭﺍﻷﻳﺘﺎﻡ.

فعلى الرغم من الأعداد الكبيرة للمنظمات الاغاثية والانسانية العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا نجد أنه هناك الكثير من الشكاوى لعوائل أشخاص محتاجين لعمليات ضرورية دون الاستجابة لهذه النداءات يضاف إلى ذلك حصر التوظيف في هذه المنظمات بعوائل وأسر المسؤول عن الجمعية او المنظمة.

فلتان أمني

الجانب المعيشي والاقتصادي على أهميته ليس هو السبب الرئيسي الذي يعاني منه السكان في شمال غرب سوريا وانما الأوضاع الأمنية في المنطقة والتي تتصف بحالة من الفلتان حيث تسود عمليات الاغتيال والتفجيرات على المشهد العام في المدن والبلدات وبخاصة الرئيسية منها.. وكالمعتاد توجه الاتهامات لقادة الفصائل والسلطات الأمنية بالتغاضي أو ادخال السيارات والأليات المفخخة إلى المناطق المدنية والأسواق ليدفع المدنيين الفاتورة الأكبر من الفساد الأمني والذي راح ضحيته مئات وربما ألاف الأبرياء من أطفال ونساء.

ولعل الاشتباكات المتواصلة بين الفينة والأخرى بين الفصائل العاملة في شمال غرب سوريا خير دليل على حالة الفلتان الأمني حيث نلاحظ بشكل مستمر اخبار عن قتلى وجرحى من الفصائل جراء اشتباكات قد تصل لاستخدام الأسلحة الثقيلة وتسفر في أغلب الأحيان عن سقوط قتلى من المدنيين في خلافات تعود لتقاسم النفوذ.

تغاضي تركي

وفي سياق متصل، يعيش السكان في مناطق “خفض التصعيد” بشكل خاص خلال الفترة القريبة الماضية حالة من الهلع والرعب جراء عمليات القصف المتبادلة والمتواصلة بين الفصائل وقوات الحكومة السورية بالإضافة للغارات الجوية الروسية على هذه المناطق مترافقاً مع صمت تركي مريب على الرغم من وجود اتفاقية موقعة بين موسكو وأنقرة تتضمن ايقاف العمليات العسكرية ضمن منطقة خفض التصعيد والذي تضم محافظة إدلب ومناطق من ريف حلب وحماه واللاذقية، حيث أسفرت هذه العمليات العسكرية المتبادلة لسقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح إلى جانب تهجير الألاف لمناطق أكثر أمناً .. كل ذلك أبرز عدم قدرة الفصائل الموالية لأنقرة بالحفاظ على سلامة وأمن السكان المواطنين هناك ورفع المستوى المعيشي والذي ولد نوعاً من السخط والاستياء الشعبي وسط السكان والذي تمثل بمظاهرات ووقفات احتجاجية خلال الفترة السابقة بالإضافة للحديث عن تواطئ تركي – روسي في جعل المنطقة تعيش على “صفيح ساخن” وبعيدة عن الاستقرار والأمان.

 

إعداد: يعقوب سليمان