أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع دخول الصراع والحرب بين إسرائيل وحركة حماس الأسبوع الثاني، في ظل غياب أي بوادر للحل أو وقف إطلاق النار، وذهاب الأمور نحو المزيد من التصعيد واحتمالية أن تبدأ إسرائيل بعملية برية شاملة في قطاع غزة، يجري الحديث عن احتمال فتح الجبهة السورية ودخول دمشق للحرب، وسط التأكيد عن أن دخول الأخيرة من عدمها هو بيد “صانع القرار الإيراني”.
هل تستطيع دمشق الدخول في الحرب ؟
وتختلف الرؤى والتحليلات حيال ما إذا كانت دمشق تستطيع الدخول لمثل هذه الحرب بعد 12 عاماً من الصراع المسلح على السلطة في البلاد، فبينما من يجزم أن دمشق لن تستطيع الدخول لهذا الصراع نظراً للخسائر الكبيرة التي منيت بها المنظومة العسكرية خلال عقد من الحرب، يعتقد البعض أن دخول دمشق من عدمه يقرره “صانع القرار الإيراني”.
وسبق أن حذرت الإمارات العربية المتحدة في رسالة من أعلى المستويات، دمشق، من المشاركة أو السماح باستخدام أراضيها لفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل أو شن هجمات ضدها، وسط تساؤلات حيال قدرة دمشق في التحكم بالأراضي السورية، في ظل وجود الإيراني والمجموعات المسلحة التي تؤتمر بأوامر طهران والقريبة من الحدود مع إسرائيل.
“إيران هي من تقرر دخول دمشق للحرب”
ولا شك في أن قرار توقيت وكيفيّة فتح جبهات إضافيّة سواءً من جنوب لبنان أو من الأراضي السوريّة هو بيد “صانع القرار الإيراني” وليس الرئيس السوري ولا حزب الله، وهو ما يؤكد الباحث الأكاديمي والمعارض السوري عصام زيتون في حديث خاص لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، مشيراً إلى أنه من الواضح أن طهران أتمت الاستعدادات لدفع حلفاءها العرب لخوض حرب شاملة مع إسرائيل.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية نشرت تقريراً قالت فيه أن إسرائيل أرسلت تحذيراً شديد اللهجة إلى “حزب الله” اللبناني بشأن الدخول إلى الصراع المسلح مع حماس، وذلك عبر فرنسا، حيث أكدت إسرائيل في رسالتها أنها ستستهدف دمشق والرئيس السوري في حل دخول الحزب في الصراع، وهنا يرى السياسي السوري المعارض عصام زيتون، أن استهداف تل أبيب للأسد مرتبط بفتح جبهة لبنان من جهة حزب الله، مشيراً إلى أن دمشق لعبت دوراً في تسهيل “تغلغل إيران في العالم العربي وسيطرتها على سوريا وتمركز ميليشياتها على الحدود مع إسرائيل”، مؤكداً أن كل هذا “لن يمر دون عقاب”.
ماذا لو فتحت جبهة سوريا بدون قرار من دمشق ؟
ولاشك في أن تل أبيب تدرك جيداً أن دمشق لا تتحكم بكامل أراضيها، ولا سلطة لها على مجموعات وقوات ممولة من طهران، ويقول السياسي السوري أن دمشق غير قادرة ولا حتى راغبة في ضبط الحدود مع إسرائيل، وأضاف “كلّ ما فعله الأسد في سورياً كان لحماية نفسة واستمرار حكمه دون الاضطّرار لتقديم أي تنازل أو إجراء أيّة إصلاحات حقيقيّة”، وشدد على أن الأسد يدرك تماماً أن لا أحد يستطيع حمايته سوى إيران.
وكثيراً ما تم الحديث عن دعم إيراني سوري لحماس في هجومها على إسرائيل، وهنا لم يستبعد السياسي السوري المعارض عصام زيتون ذلك، وقال “بكل تأكيد لإيران الدور الرئيسي في تلك العملية البربرية الغادرة تحريضاً وتمويلاً”، مشيراً إلى أن موجة التطبيع العربي مع تل أبيب دفع طهران لفعل ذلك، ولفت إلى أن إيران تتخذ من القضية الفلسطينية “مسمار جحا” لتغطي ويتبرر توسعها في المجتمعات والسيطرة على الدول العربية”.
“دمشق لم تكن على علم بالعملية.. لأن نظامها فاسد”
بينما أضاف أن “النظام في دمشق لم يكن على علم بالعملية” وذلك كون إيران “تعلم أنه نظام فاسد يمكن شراءه”، ولفت إلى أن جميع الاحداثيات والمعلومات وشحنات الأسلحة الإيرانية إلى سوريا يتم تسريبها من ضباط سوريين وبالتالي يتم استهدافها من قبل إسرائيل، وهذا تعلمه إيران جيداً.
ومع استمرار الحرب تخطى عدد القتلى والإصابات من الطرفين الـ10 آلاف شخص، وسط الاعتقاد بأن التصعيد العسكري سيستمر خاصة وأن إسرائيل تجهز نفسها لحرب طويلة الأمد، ولهذا أعلنت تل أبيب عن تشكيل حكومة طوارئ، وهنا يقول السياسي السوري المعارض عصام زيتون، أن الأيام والأسابيع المقبلة ستكون صعبة على الجميع.
“إيران تريد استمرار الحرب”
ولفت السياسي السوري إلى أن ما فعلته حماس في إسرائيل خلال الأيام الماضية أعاد إلى الذاكرة “معتقلات الإبادة النازية”، وأضاف أن “اجتثاث إيران وأذرعها في الشرق الأوسط وتحيدها نووياً قد تم اتخاذه في إسرائيل وهذا القرار وحد إسرائيل لأول مرة”.
وأكد أن أكثر المتضررين سيكنونون المدنيين من العرب والهيود، ولفت إلى أن “استمرار الوضع على ما هو عليه من تغوّل إيران وشراستها وتهديدها ابتلاع المنطقة وأيضاً اقترابها من امتلاك السلاح النووي بمساعدةٍ روسيّةٍ ومباركةٍ أوربيّة وغطاءٍ أمريكيً لم يعد مقبولاً من جميع شعوب المنطقة العربيّة وحكوماتها بما في ذلك إسرائيل”.
إعداد: ربى نجار