دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

سياسي سوري: تركيا تسعى لضم مناطق الشمال.. وإنقاذ البلاد يكمن بالتوافق بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – سيطرت تركيا خلال السنوات السابقة عبر عمليات عسكرية عدة وهي “درع الفرات و غصن الزيتون ونبع السلام” على مناطق سورية واسعة في الشمال الشرقي والغربي، ولا تزال تعمل على توسيع رقعة سيطرتها في الأراضي السورية، وتقول أنقرة أن تواجدها في هذه المناطق “لمحاربة الإرهاب”، بينما يؤكد السوريون أن النوايا التركية في البلاد هي “نوايا احتلالية”.

“التواجد التركي في سوريا استعماري”

الاعتقاد السائد في سوريا بأن التواجد التركي هو تواجد “استعماري”، فما تمارسه هذه الدولة في المناطق السورية التي تسيطر عليها تعتمد بالقيام بعمليات تتريك ممنهجة، من حيث تغيير معالم هذه المدن وأسمائها وإطلاق أسماء لشخصيات وقادة ورموز تركية عليها، وفرض التعلم باللغة التركية في المدارس والمعاهد والجامعات، إضافة إلى التخلي عن التعامل بالهوية والعملة الوطنية السورية، وإصدار بطاقات شخصية من قبل المجالس المحلية في تلك المناطق التي شكلتها تركيا، ناهيك عن التعامل بالليرة التركية بدلاً من السورية.

ليس هذا فحسب، بل أن بناء تركيا للقرى السكنية في مناطق الشمال وخاصة الكردية منها، بعد تهجير أغلب سكانها الأصليين، جعلت من فكرة أن التواجد التركي هو “استعماري”، حيث تبنى هذه القرى التي يسميها السكان الأصليون “بالمستوطنات” بدعم من منظمات وجمعيات إخوانية وأموال عربية، يتم إسكان المهجرين السوريين من الداخل والمرحلين قسراً من تركيا وعوائل الفصائل التي تقاتل مع أنقرة.

أنقرة تخطط لتنصيب والي موحد على المناطق السورية

وكانت أنقرة أتبعت كل مدينة سورية بولاية تركية، ونصبت عليها والي خاص، فيما تخطط تركيا حديثاً لتوحيد إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها، عبر تعيين حاكم واحد يتولى سلطات إدارة هذه المناطق بدلاً من 7 ولاة، وذلك بهدف ما قيل أنه “منع الارتباك في إدارة تلك المناطق”.

وبحسب تقارير إعلامية تركية، فإنه يجري العمل حالياً على وضع نظام جديد للتنسيق بين أنقرة والمجالس المحلية في 13 منطقة مختلفة، في مقدمتها أعزاز وجرابلس والباب وعفرين وتل أبيض ورأس العين.

وتقول صحيفة “تركيا” المقربة من الحزب الحاكم في تركيا، أن الهدف من هذه الخطوة “إزالة ارتباك السلطة هناك وإدارة العلاقات بدرجة عالية من التنسيق مع أنقرة”، وبحسب هذه التقارير فإنه “سيتم أيضاً تنفيذ الكثير من المشروعات للحفاظ على أمن المنطقة ووقف عمليات الهجرة خارج الحدود، وتشجيع العودة الطوعية للاجئين السوريين في تركيا”.

“المخططات التركية تمهيد لقضم المناطق السورية”

شخصيات سياسية سورية رأت أن ما تخطط له أنقرة في الأراضي السورية تمهيد لقضمها، مشيرين إلى أن تركيا لاتزال تعتبر أن المناطق الشمالية السورية هي من أراضي “الامبراطورية العثمانية”، لافتين إلى أن صمت الحكومة السورية وحلفائها عما تفعله تركيا في الشمال بسبب “المصالح المشتركة بين هذه الأطراف”.

وفي هذا السياق قال الأمين العام لحزب التغيير والنهضة السوري، مصطفى قلعه جي، في حديث له مع شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أن قرار تركيا بتوحيد المناطق السورية الخاضعة لسيطرتها هو “تمهيد لقضم هذه المناطق”، وأضاف “منذ بداية تأسيس تركيا الجديدة بعد أفوول الخلافة العثمانية، كانت الحكومة التركية تعين والي لمدينة حلب مقره مدينة غازي عنتاب، واستمرت على هذا الحال حتى التعينات الأخيرة “.

وأشار السياسي السوري إلى أن تعيين والي جديد لمحافظة إدلب مع بقية “المناطق المحتلة” هو تأكيد على ما ورد في الميثاق الملي التركي. وهو ما يسميه الأتراك “الميثاق الوطني” ويعني حدود الأمبراطورية العثمانية التي تعتبر شمالي سوريا والعراق أراضي تركية.

تتريك المناطق السورية.. والصمت دليل على مصالح مشتركة

وشدد قلعه جي على أن الممارسات التركية في المناطق السورية “المحتلة” هي “ترسيخ لسياسة التتريك” مع “سهولة إدارة هذه المناطق من الماحية الإدارية والعسكرية” مع “ربطها بالداخل التركي”.

وفي وقت يستغرب الكثيرون من الصمت والمواقف الرسمية السورية وحلفائها كل من روسيا وإيران حول خطورة الممارسات التركية على الأراضي السورية ووحدتها وسيادتها، أكد الأمين العام لحزب التغيير والنهضة السوري أن “هناك مصالح مشتركة بين أطراف مسار آستانا” (روسيا وتركيا وإيران)، مشدداً على أن سوريا لا تهم هؤلاء.

لافتاً في الوقت نفسه إلى أن صمت الحكومة السورية حول ما تفعله تركيا يدل على “ضعف” من يطلق عليهم “حلفاء”، وأضاف أن تركيا تحصل في سياساتها على دعم الناتو في سوريا وآستانا.

“الفرصة مهيأة لتركيا لإجراء استفتاء شعبي لسلخ المناطق السورية”

وخلال السنوات الماضية، كثيراً ما ترددت عباراة “الاستفتاء الشعبي في المناطق السورية التي تسيطر عليها تركيا” وهو احتمال لا تستبعده الأوساط السياسية والمتابعة السورية بأن تلجأ أنقرة إليه لسلخ الشمال عن الوطن الأم، وهو ما أكد عليه السياسي السوري مصطفى قلعه جي، في حديثه لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، ورأى أن “الظروف مهيأة لذلك” سواءً على الوضع الداخلي والإقليمي والدولي.

“إنقاذ سوريا يكمن بالتوافق بين الحكومة والإدارة الذاتية”

ومن أجل إنقاذ البلاد والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها، أكد السياسي السوري أن هذه المناطق التي تسيطر عليها تركيا لن تعود إلا “عبر مشروع وطني جامع” والبداية من لقاء بدون شروط بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية، وضرورة أن تقوم هذه الأطراف بتغليب المصالح الوطنية على أية مصالح أخرى لإنقاذ البلاد وطرد الاحتلالات.

 

(ملاحظة.. ستنشر شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية التفاصيل الكاملة للحوار الذي أجرته مع الأمين العام لحزب النهضة والتغيير السوري قريباً).

 

إعداد: ربى نجار