دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

سياسيون: انتخاب البحرة رئيساً للائتلاف وراءه تدخل خارجي وفتح الباب أمام الانقسام والثوار لن يثقوا بهم

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – وسط معارضة كبيرة وعدم قبول الكثير من الأعضاء، تم تعيين هادي بحرة رئيساً “للائتلاف السوري” المعارض وذلك في وقت قالت تقارير إعلامية إنها “صفقة”، مع الحديث عن انقسام كبير في صفوف الكيان السياسي المدعوم من تركيا.

“بالصرماية”.. “البحرة” رئيساً “للائتلاف”

وبدأ اجتماع الهيئة العامة للائتلاف السوي، الثلاثاء الماضي، في ولاية إسطنبول التركية، وذلك لانتخاب الرئيس والهيئة السياسية والأمين العام، وحينها تم تداول قبل أيام أن البحرة سيكون رئيساً “بالصرماية”.

وبحسب مصادر مقربة من الائتلاف، فإن عبد الرحمن مصطفى، رئيس “الحكومة السورية المؤقتة”، عندما علم بأن هناك أعضاء في الائتلاف يرفضون رئاسة البحرة، وقال أن هادي بحرة سيتم انتخابه في الموعد المحدد و “بالصرماية”. وحافظ هيثم رحمة، المرشح للرئاسة إلى جانب البحرة، على منصبه أميناً عاماً للائتلاف.

وسبق أن ترأس البحرة الائتلاف عام 2014، بعد انتخابه بأغلبية 62 صوتاً، خلفاً لأحمد الجربا، وبقي في المنصب حتى كانون الثاني 2015 حين رفض التقدّم لولاية ثانية من ستة أشهر، فانتخب خالد خوجة خلفاً له، وبذلك يصبح الرئيس الثالث “للائتلاف”، وذلك خلفاً لسالم المسلط الذي انتخب في تموز/يوليو 2021، بحصوله على 71 صوتاً.

أيام عصيبة سبقت انتخاب البحرة

وجاء انتخاب البحرة، بعد أيام عصيبة ولم تكن هادئة على الإطلاق في أروقة “الائتلاف” وذلك كون البحرة سيكون رئيساً مرة أخرى، فيما وصفت تقارير إعلامية معارضة ذلك “بمعركة تكسير عظم”.

وتضم الكتلة الأولى تحالف الـ G4 مع كتلتي التركمان والمجالس المحلية ومجلس القبائل والعشائر، والثانية هي تحالف مجموعة نصر الحريري مع نذير الحكيم وهيثم رحمة.

وكان من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية خلال اجتماع الهيئة السياسية في 21 تموز الماضي، إلا أنها أُجلت بسبب استمرار حالة الاستقطاب وبناء التحالفات بين مكونات الائتلاف، فضلاً عن الموقف التركي الذي كان مؤيداً لتأجيلها.

الشارع المعارض ينتقد طريقة انتخاب رئيس “للائتلاف”

طريقة تعاطي الائتلاف مع كيفية اختيار قياديه من رئيس ونواب وأمين عام، كانت محل انتقادات واسعة في الشارع المعارض، وشخصيات سياسية سورية سبق وأن ترأست الائتلاف، كمعاذ الخطيب، الذي “نعى الائتلاف”، وقال إن ما يحدث داخل الائتلاف من خلافات ومخططات من قبل أعضائه لاختيار رئيس يعد إعلاناً رسمياً لوفاة الائتلاف.

حديث الخطيب جاء تعليقاً على رسالة وجهها للرئيس السابق للائتلاف، نصر الحريري، الذي نقل فيها كلاماً لرئيس “الحكومة المؤقتة” عبدالرحمن مصطفى، يقول فيها أن “الهادي سيصبح رئيساً للائتلاف بالإجبار (بالصرماية)”.

“نعي الائتلاف”.. “والائتلافيون عملاء”

وفي تغريدة له على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، دون الخطيب، “أنعي إلى جميع السوريين وفاة الائتلاف الذي كان معارضاً، هناك تهديد مُشين لإجبار أعضائه على التصويت لقيادة مفروضة عليه”.

وأضاف: “حزب البعث الستاليني لم يستطع إركاع السوريين ولن تستطيع عقلية فتافيته الوصاية عليه بالإجبار اليوم، لا جنازة للمتوفى فالمرتد عن وطنه تحرم الصلاة عليه”.

وتابع: “عندما يقول أي شخص إن دولة ما تريدني رئيساً للائتلاف مثلاً أو أي مؤسسة للمعارضة، فذلك يقتضي عمالته لتلك الدولة بالدليل القطعي الذي أقامه على نفسه ووجوب كفه عن كل الفعاليات ومقاطعة أي نشاط معه”.

ونشر الخطيب على حسابه ضمن سلسلة تغريدات رسالة كتبها الحريري للائتلاف، تكشف حجم الخلافات بين الأعضاء، وتدخل رئيس الحكومة السورية المؤقتة في فرض موعد الانتخابات، واختيار الشخصية التي ستتولى رئاسة الائتلاف، منتقداً الدورالتركي وتدخله في شؤون الائتلاف الداخلية، وفرض رؤيتها على الأعضاء بطريقة غير لائقة.

وشبه الحريري ما قام به “عبدالرحمن مصطفى” بما كان يقوم به “عاطف نجيب رئيس فرع الأمن السياسي السابق في درعا وابن خالة الرئيس السوري بشار الأسد والتي تسببت في الشرارة الأولى للثورة السورية”.

وسبق أن أبلغت تركيا أعضاء الائتلاف الذين زاروا أنقرة في وقت سابق، بضرورة انتخاب رئيس جديد، قبل بدأ اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما وصف متابعون كلام أنقرة بأنه رسالة منها لتعيين البحرة رئيساً، حيث يعتبر البحرة شخصية تحظى بدعم أنقرة والرياض وواشنطن أيضاً.

استقالات بالجملة

بدوره أعلن عضو الهيئة السياسية في الائتلاف ومنسق مكتب شؤون اللاجئين سليم إدريس، عن انسحابه من الائتلاف، وذلك خلال تغريدة على منصة إكس.

وأفادت مصادر إعلامية، بأن إدريس قال في كتاب الاستقالة، “الزملاء والزميلات الكرام؛ أشكركم على الفترة التي تقارب عاماً عملت خلالها معكم، واليوم الأربعاء ١٣ أيلول ٢٠٢٣ أعلن انسحابي من الائتلاف متمنياً لكم النجاح والتوفيق”.

وسبق إدريس، حافظ قرقوط عضو الائتلاف، بالانسحاب بشكل نهائي، وقالت مصادر إعلامية بأن “أعضاء آخرين في الائتلاف على وشك تقديم استقالاتهم بسبب الطريقة التي تم اختيار وفرض هادي البحرة وهو الرئيس المشترك للجنة الدستورية السورية عن فئة المعارضة”.

العميد الرحال: ما جرى مهزلة ويشبه انتخابات مجلس الشعب

فيما وصف العميد أحمد الرحال ما حدث في “الائتلاف”، “بالمهزلة” ووضع البحرة “بالصرماية”، وذلك خلال برنامجه “حديث البلد”، مشيراً إلى أن انتخاب القيادة الجديدة جاءت وفق ما كان يريد “رئيس الحكومة المؤقتة”، وشدد على ضرورة محاسبة عبدالرحمن مصطفى في حال قوله لما تم الكشف عنه وفرضه البحرة على الائتلاف رئيساً، وفي حال لم يكن ذلك صحيحاً يجب محاسبة مروجي هذه العبارات الثقيلة، لافتاً على وجوب تشكيل لجنة تحقيق، مؤكداً أن “الحراك الثوري” ينتظر الإجابة.

ووصف ما حدث في الائتلاف من انتخابات، بما يجري في البرلمان السوري (مجلس الشعب)، وأن النتائج محسومة مسبقاً، لافتاً إلى وجود فساد ورشاوي في جسم الائتلاف.

وعبر الكثيرون عن استغرابهم في الطريقة التي تم انتخاب هادي البحرة فيها رئيساً للائتلاف، وحديث رئيس “الحكومة المؤقتة” التي كان فيها فرض الشخصية على الأعضاء، وسط تساؤلات عن الأسس التي بني عليها الائتلاف قبل عقد من الزمن “بإقامة دولة ديمقراطية والحرية”، مشددين على أن انتخاب البحرة يعني أن ليس تركيا فقط من فرضت ذلك بل هناك دول أخرى وضعت يدها في الائتلاف.

إعداد: رشا إسماعيل