أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – خلال الشهرين الماضيين، ذاع صيت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها “سرايا درع الثورة” تنشط في مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة”، حيث قامت بعمليات عدة قامت بها ضد الهيئة، وتعرف هذه المجموعة نفسها بأنها “تهدف للدفاع عن الأعراض وتأمين المظاهرات السلمية ضد تحرير الشام وإعادة إدلب إلى حضن الثورة السورية”.
وبشكل شبه يومي تخرج التظاهرات الشعبية المنددة بسياسات الهيئة وأجهزتها الأمنية وانتهاكاتهم بحق المدنيين في مناطق سيطرتها، مع دعوات لإسقاطها وزعيمها المدعو “أبو محمد الجولاني”.
“سرايا درع الثورة” من هي ولصالح من تعمل ؟
وبالعودة لهذه المجموعة المسلحة، نفذت “سرايا درع الثورة” عدة عمليات ضد “تحرير الشام” طالت إحداها “مسؤول أمني” في الهيئة، إضافة إلى عمليات أخرى طالت بعض الحواجز الأمنية، بينما نشرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل تظهر نصبها لحواجز أمنية “طيارة” بحثاً عن منتسبي الهيئة.
ومع بداية نشاطها، أمهلت “السرايا” خصمها “تحرير الشام” أيام لإطلاق سراح جميع المعتقلين من وجهاء وأعيان المنطقة، وهددت بضرب كل مصالح ونقاط وحواجز “الهيئة” في مناطق سيطرتها، وأنها ستكون أهدافاً مشروعة.
ومع تحول الحديث العام عن هذه المجموعات المسلحة، والجهة التي تقف خلفها والداعمة لها، خرجت العديد من الروايات والتكهنات للجهة التي تعمل لصالحها “السرايا”.
صمت مطبق من الهيئة عن “السرايا” واتهامات لأطراف مختلفة بدعمها
يشار إلى أنه خلال الأيام الماضية، اندلعت اشتباكات بين عناصر تابعين لهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة عن طريق الخطأ على حاجز شمال محافظة إدلب، وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عناصر الحاجز اشتبهوا بتبعية الطرف الآخر “للسرايا” ما أدى لاندلاع الاشتباكات التي قتل خلالها أبن قيادي سابق ضمن الهيئة المدعو “هاشم الشيخ”.
ومع تشكيل هذه المجموعات والعمليات التي قامت بها ضد “تحرير الشام” وحتى الاشتباك الأخير، لم ترد أي ردة فعل أو حركة من قبل “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة”، مع وجود احتمالية أن تكون هذه السرايا بحد ذاتها “تابعة لها”، فيما قال آخرون أن السرايا هي مشكلة من قبل الاستخبارات الحكومية السورية وتدعي الحفاظ على الثورة لتكوين الشعبية في مناطق سيطرة “النصرة”، بينما اعتبر آخرون أن السرايا هي مزيج من الأطراف المتخاصمة مع تحرير الشام وهدفها “استنزاف الهيئة”.
ومع الإعلان عن تشكيل هذه المجموعات، نشر إعلام “تحرير الشام” فيديو تحت عنوان “عصابات حزب التحرير”، وذلك في إشارة إلى حزب التحرير الذي يعمل ضمن مناطق نفوذ الهيئة منذ أشهر، واتهم أيضاً إعلام الهيئة فصيل “جيش الإسلام” الموالي لتركيا بالوقوف وراء تشكيل “السرايا”، حينها قال إعلام الهيئة أن المجموعة المسلحة التي ظهرت في الفيديو وأعلنت تشكيل “السرايا” كانت في إحدى المقرات العسكرية التابعة “للجيش الوطني” في بلدة سوسيان بمدينة الباب شرق حلب.
ولا شك في أن الخلافات واضحة للعيان بين “تحرير الشام” و “الجيش الوطني”، وسبق أن اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في ريف حلب ومنطقة عفرين، وكادت “الهيئة” تقضي على تواجد الفصائل العسكري في ريف حلب الشرقي وعفرين لولا التدخل التركي.
هل تحرير الشام هي من تدعم “السرايا” ؟
ويشار إلى أن هناك آراء أخرى تقول بأن “السرايا” هي من صنيعة “تحرير الشام” نفسها، ومهمتها تصفية واغتيال كل الشخصيات والقيادات التابعة للهيئة الذين تخشى الهيئة منهم، أو من “انتهى صلاحيته”، مشبهين هذه السياسة بالتي تقوم بها الحكومة السورية واستخباراتها بتصفية الضباط والعناصر التابعين لها واعتبارها استهدافات من قبل مسلحين مجهولين أو مجموعات إرهابية، لتصفية هؤلاء من طرف والقيام بالهجوم على أطراف أخرى بالحجة نفسها.
ومع كل هذه التكهنات، لم تستبعد أوساط سياسية ومتابعة، بأن تكون “سرايا درع الثورة” هي مجموعات شعبية مشكلة في مناطق “تحرير الشام” لمواجهة الانتهاكات التي تقوم بها الهيئة وأجهزتها الأمنية بحق المدنيين.
وتعاني مناطق سيطرة “تحرير الشام” و فصائل “الجيش الوطني” والقوات التركية، حالة فلتان أمني كبيرة، إضافة لفوضى انتشار السلاح، مع جرائم وعمليات استهداف تطال قيادات وعناصر ومدنيين، وسط عجز هذه الأطراف من وضع حد لهذه الفوضى الأمنية.
إعداد: ربى نجار