دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

سباق محموم بين واشنطن وموسكو لبسط النفوذ والسيطرة على شمال وشرق سوريا

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – في إطار الصراع القائم بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في مناطق شمال وشرق سوريا، وسعي الطرفين إلى بسط النفوذ بشكل أكبر على المنطقة، وبينما تعيد الولايات المتحدة بسط نفوذها عبر إعادة العناصر العسكرية التي كانت تعمل معها، بدأت روسيا عبر العشائر بتشكيل فصيل مسلح تابع لها.

فصيل مسلح يتبع لروسيا

وبرز خلال الفترة الماضية السعي الروسي إلى تشكيل فصيل عشائري مسلح يتبع لها وليس للحكومة السورية أي علاقة به، حيث بدأ ضباط مركز المصالحة في حميميم سلسلة تحركات تركزت في منطقة القامشلي، تهدف – حسب المصادر- إلى الاستفادة من التوتر الحاصل بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات الحكومية السورية في مدينة القامشلي، وتحشيد العشائر العربية جنوب المدينة من أجل انضمامها إلى الفصيل المسلح.

وقالت مصادر أن القوات الروسية هي من تقف وراء تحريض أهالي قرى الريف الشرقي للقامشلي للوقوف في وجه الدوريات الأمريكية والتظاهر حولها لمنع مرورها.

وقالت مصادر محلية، أن القوات الروسية اجتمعت مع زعماء عشائر الطي والبو سبعة والبو عاصي والراشد والغنامة، حيث جرى الاجتماع في مضافة قبيلة طي في جرمز، وزار الوفد مضافة قبيلة حرب في قربة دبانة جنوب القامشلي.

وخلال الاجتماع عبر الروس عن أملهم بأن تساعد العشائر العربية في تشكيل “جيش العشائر” ويكون تابعاً بشكل مباشر لروسيا، وليست للحكومة أي سلطة عليه، ويأخذ أوامره بشكل مباشر من مركز حميميم.

وأشارت المصادر بأن القوات الروسية تعهدت بتسوية أوضاع المطلوبين من أبناء تلك العشائر، مقابل التحاقهم “بجيش العشائر”، وتتكفل القوات الروسية في سوريا بتجهيز الجيش بعتاد روسي كامل ونوعي.

وذكرت المصادر بأن المشروع الروسي يشبه بشكل كبير الإيراني الذي كان يحاول قائد فيلق القدس قاسم سليماني تشكيله في المنطقة قبل اغتياله من قبل الولايات المتحدة، بهدف الضغط على القوات الأمريكية ومحاولة إخراجها من المنطقة، وضرب قوات سوريا الديمقراطية وإضعافها.

فصيل مسلح تابع للولايات المتحدة

أما في الجهة المقابلة، فإن القوات الأمريكية تعمل هي أيضاً بالتقاعد مع عناصر محلية من عشيرة الجبور في منطقة الشدادي للعمل مع القوات الأمريكية بشكل مباشر، دون العودة لقوات سوريا الديمقراطية، وبحسب مصادر إعلامية مقربة من “قسد”، فإن القوات الأمريكية ستخضع المنتسبين لدورة لمدة 70 يوماً، في حقل النفطي “الجبسة” ومن ثم تنشرهم في مناطق ريف دير الزور على الضفة الأخرى لنهر الفرات التي تقابل مناطق سيطرة إيران.

وتعمل الأطراف الرئيسية في مناطق شمال وشرق سوريا، على حشد حلفاء بشكل أكبر أكثر من الآخر، في محاولة لإعادة رسم خارطة السيطرة وبسط النفوذ في المنطقة الأكثر أهمية في سوريا من الناجية الاقتصادية والنفطية والزراعية، في وقت يتربص بالمنطقة خطر آخر قادم من الشمال، حيث تركيا تريد أيضاً إفشال مشروع أهالي المنطقة المتمثل بالإدارة الذاتية.

وفي ظل كل هذه التطورات تبقى مصير المنطقة التي بقيت آمنة أكثر من غيرها على الجغرافية السورية، خلال سنوات الحرب مجهولاً، في وقت تريد واشنطن وموسكو بسط نفوذها عليها، بينما تريد تركيا احتلالها.

إعداد: علي إبراهيم