دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

رياض درار لأوغاريت: هدف تركيا تدمير البنى التحتية لمناطق الإدارة الذاتية.. وما حصل كان بموافقة دمشق وحلفائها

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – خلفت العملية العسكرية الجوية التي أطلقتها تركيا، ضد مناطق “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، دماراً كبيراً في البنى التحتية والمنشآت الخدمية الحيوية، منها محطات توليد الكهرباء وضخ المياه وآبار النفط والمدارس والنقاط الصحية، ما يعني أن المنطقة قادمة على فترة لن تكون سهلة على الإطلاق من حيث قلة الخدمات في ظل الإمكانيات المحدودة، وما قد يزيد من الوضع سوءاً قرب حلول فصل الشتاء، وتعرف هذه المناطق بقساوة مناخها وبرودته في هذا الفصل.

بطريقة ممنهجة ومدروسة”.. تركيا شلت مناطق الإدارة الذاتية خدمياً واقتصادياً

الطريقة التي استهدفت فيها أنقرة البنى التحتية والمرافق العامة والمنشآت الحيوية بهذه الدقة والنوعية التي شلت المنطقة بشكل شبه كامل اقتصادياً وخدمياً، لم تكن على الإطلاق مجرد خطط وضعت خلال أيام قليلة، بل إنها خطط مدروسة ربما تمتد لأشهر أو أكثر، وبالطبع فإن أنقرة حصلت على مساندة أطراف أخرى، كحلفائها في آستانا “روسيا وإيران” والوافد الجديد لهذا المسار “دمشق”.

وهذه الخطط لم تكن بحاجة إلا لذريعة للبدء بتنفيذها، فجاء هجوم أنقرة الذي استهدف مركز الأمن العام التابع لوزارة الداخلية التركية، وتبناه “حزب العمال الكردستاني”، فيما سارعت أنقرة لاتهام الإدارة الذاتية بإيواء العنصرين اللذان نفذا الهجوم، وقالت إنهما انطلقا إلى تركيا من الأراضي السورية، وسط تساؤلات تدور حول الاستخبارات والجيش والأمن التركي، وعدم استطاعتهم كشف عنصرين عبرا الحدود المغلقة والمؤمنة في وجه السوريين، ووصولهم إلى العاصمة والوزارات السيادية التركية دون أن يتم كشفهم.

لا علاقة لشمال شرق سوريا بما جرى في أنقرة

ومع أن “حزب العمال الكردستاني” أكد أن ما حدث هو شأن داخلي وفي إطار الصراع المستمر مع الدولة التركية منذ عقود، إلا أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان سرعان ما خرج وهدد باستهداف من حملهم المسؤولية، وبعد التهديد بيومين بدأت تركيا حملتها العسكرية الجوية، التي “كانت برضى جميع الأطراف الخارجية والإقليمية المتواجدة في سوريا”.

الهدف تدمير البنى التحتية وليس المقرات العسكرية”.. فما الإمكانات لاحتواء الكارثة ؟

ويقول الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، رياض درار، في حديث خاص لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أن هدف تركيا من العملية العسكرية الجوية لم تكن المراكز العسكرية لسوريا الديمقراطية “قسد”، بل كانت المنشآت الخدمية والاقتصادية وتدميرها، كون لتركيا هدف بحسب المسؤول في مسد وهو “التضييق أكثر على المواطنين”، وغياب كافة مقومات الحياة والعيش من كهرباء ومياه ونفط وحبوب، وبالتالي زيادة المعاناة في هذه المناطق خاصة مع حلول فصل الشتاء، إضافة إلى إشغال قسد والإدارة بهموم الداخل.

وهناك تساؤلات كثيرة حول قدرة القامشلي في إصلاح وإعادة تأهيل ما تضرر وتدمر بفعل العدوان التركي على الأراضي السورية، فيما يجيب الرئيس المشترك لمسد أن الإدارة “لا تملك الإمكانات الكافية لإعادة تأهيل ما تضرر”، مشبهاً ما فعلته تركيا من دمار بالبنى التحتية، بما فعله تنظيم داعش الإرهابي؛ حينما دمر عنفات سد الفرات قبل خروجه منه، مشيراً إلى أن أبناء المنطقة كما استطاعوا بناء ما هدمه الإرهاب من قبل، سيقومون ببناء ما دمرته تركيا.

مواقف دولية وأممية خجولة.. وصمت تام من دمشق وحلفائها

وخلال 4 أيام من العمليات العسكرية التركية، كان واضحاً المواقف الخجولة التي خرجت من بعض الأطراف الدولية والأممية، والتي اكتفت بالتعبير عن قلقها وإدانتها للتصعيد وتجنب استهداف البنى التحتية وتعريض حياة المدنيين للخطر، كالتحالف والأمم المتحدة.

بينما لم يصدر أي مواقف من دمشق وحلفائها (روسيا وإيران) اللتان التزمتا الصمت الكامل حيال ما جرى من تدمير لمنشآت هي سورية بالنهاية وأي ضرر فيها يعود بالضرر على الدولة السورية ككل.

وحول ذلك يرى الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، رياض درار، أنه كان هناك تواصل مع أطراف دولية معنية لوقف الاعتداءات، بينما هذه الأطراف لم تقم بما يجب وذلك يعود “لحسابات ومصالح مشتركة مع تركيا”.

وحول الموقف الأمريكي قال درار “لعله خفف من الإجراءات العملية التي تقوم بها تركيا في استهدافاتها”، أما الموقف الروسي فإشار إلى أنهم “لم يسمعوا أي رد واضح حول ما يجري”.

ولم يستبعد المسؤول في مسد أن ما جرى هو متفق عليه في إطار “الاجتماعات الرباعية” بين “روسيا وتركيا وإيران ودمشق”، وهذا يعني وفق رؤية المسؤول في مسد أنه “شراكة مع تركيا فيما جرى”.

“الهجوم البري وارد”.. والجميع “متفق على العمل الجوي”

وبالتزامن مع عمليتها العسكرية الجوية، تحدثت أنقرة عن أن خيار العملية البرية لايزال مطروحاً، وهذا لم يستبعده الشيخ درار، حيث قال أنهم لا يستبعدون قيام تركيا بعمل بري، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن هناك حسابات دولية قد تمنع أنقرة من الإقدام على هذه الخطوة، لافتاً إلى أن تركيا لم تحصل على ضوء أخضر أمريكي ولا روسي للقيام بعمل بري، وتابع “يبدو أن الجميع كان موافقاً على العمليات الجوية”.

ما جرى له علاقة مباشرة بالاجتماعات الأمنية الرباعية

كما أكد الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، رياض درار، خلال حديثه لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أن ما حصل له علاقة مباشرة “بالاجتماعات الأمنية” بين الأطراف الرباعية من دول مسار آستانا والحكومة السورية، وقال “اتفاقات آستانا هي المؤسس لهذه الاعتداءات”.

(ملاحظة.. ستنشر شبكة أوغاريت بوست الإخبارية التفاصيل الكاملة للحوار الذي أجرته مع السيد رياض درار – الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية قريباً).

 

إعداد: ربى نجار