دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

روسيا تواصل جهودها للتطبيع بين أنقرة ودمشق.. وسكان الشمال يتخوفون من تكرار سيناريو الجنوب والغوطة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تتواصل الجهود الروسية للتقارب وإعادة تطبيع العلاقات بين حليفيها المتخاصمين والأعداء منذ أكثر من عقد من الزمن، الحكومة السورية وتركيا، وذلك لأهداف لا تتعلق على الإطلاق بالحل السياسي في سوريا، بحسب ما تراه أوساط متابعة، حيث يرون أن الهدف هو مساندة الرئيس التركي بالفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة على حساب المعارضة الموالية للغرب، والتي تخشى موسكو وصولها للسلطة ومشاركتها الدول الأوروبية في مساعي عزل موسكو وإضعافها.

لافروف في أنقرة لتسريع التطبيع

التقارب بين الحكومتين السورية والتركية، يخشى السوريون وخاصة في الشمال الغربي أن يكون على حسابهم، حيث يتخوفون من أن تؤدي عملية المصالحة لصفقات استلام وتسليم مناطق أو قبول تركيا لدمشق وموسكو مد السيطرة والنفوذ إلى مناطقهم، ما يعني حدوث حروب وموجات هجرة جديدة.

واحتضنت العاصمة الروسية موسكو خلال الأسبوع الماضي، اجتماعاً بصيغة رباعية بين نواب وزراء خارجية دول روسيا وإيران وسوريا وتركيا، وذلك بهدف إعادة تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، بينما قرر المشاركون الاستمرار بالمباحثات والارتقاء بها لمستوى وزراء الخارجية، تلا ذلك زيارة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أنقرة للاستمرار في جهود التطبيع وإزالة العراقيل.

وتأتي الجهود الروسية وسط تمسك الحكومة السورية بمطالب عدة وهي “الانسحاب التركي الكامل من الأراضي السورية” إضافة إلى “وقف دعمها عن فصائل المعارضة بشقيها السياسي والعسكري ومكافحة الإرهاب”، مع “عدم تدخل تركيا في شؤون سوريا الداخلية”.

لافروف وتشاويش أوغلو: التطبيع لن يحصل خلال اجتماع أو اثنين

وبعد اجتماعه بنظيره التركي مولود تشاويش أوغلو، صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن عملية التطبيع بين أنقرة ودمشق لا يمكن أن تتم في لحظة واحدة، لا بد من تعزيز الثقة والشفافية.

وأوضح لافروف أنه تباحث مع نظيره التركي بشكل تفصيلي “الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة القوقاز والبحر الأسود”، وأشار إلى أنهم أولوا أهمية كبيرة “للتسوية السياسية في سوريا في سياق عملية التطبيع بين أنقرة ودمشق”.

وأضاف لافروف أن “هذه العملية لا يمكن أن تتم في لحظة واحدة، لا بد من تعزيز الثقة والشفافية، وتوازن المصالح الشرعية للمشاركين في هذه العملية، وقد انطلقنا من هذا عندما بدأنا مساعينا، ونحن وزملاؤنا نحضر للقاءات على مستوى الوزراء، وهو ما حدث خلال لقاء نواب الوزراء في العاصمة الروسية مؤخراً”.

بدوره قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن أنقرة تريد استمرار عملية التطبيع مع الحكومة السورية “بطريقة شفافة””، وأضاف “قمنا (هو ولافروف) اليوم بتقييم إمكانية انعقاد اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وإيران وروسيا”، مشيرا إلى أن تركيا تعلم “أن القضية السورية لا يمكن حلها في اجتماع أو اجتماعين ولكن سيكون من المفيد مواصلة المحادثات”.

التطبيع لن يخدم السوريين.. ومخاوف لسكان الشمال

الجهود الروسية التي تصب في إطار الصلح بين الأسد وأردوغان، تراها أوساط سياسية سورية أنها لن تخدم السوريين على الإطلاق، كون كل الاجتماعات التي حصلت في هذا الإطار وبين هذه الأطراف لم تجلب منذ انطلاقها في 2017، سوى الحروب وصفقات الاستلام والتسليم وزيادة سلطة الحكومة السورية على حساب ما يريده السوريون.

كذلك يخشى السوريون وخاصة الذين يعيشون في المناطق الشمالية الغربية من البلاد، من أن يكونوا “قرابين” لهذا التطبيع، وسط مخاوف كبيرة من صفقات جديدة بين دول مسار آستانا تعيد العمليات العسكرية إلى المنطقة التي تعاني أصلاً من تصعيد عسكري قبل وبعد “الاجتماع الرباعي”.

ناشطون: تركيا تاجرت بدمائنا ولكن تواجدها يبقي المنطقة آمنة بعض الشيء

وذكر ناشطون محليون “فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم” لشبكة “أوغاريت بوست”، بان الخوف والقلق يسيطر على مجمل المنطقة الشمالية الغربية، خاصة وأن الناس يشعرون أن تركيا هي من تريد الصلح وهي مستعدة لتقديم تنازلات لدمشق وموسكو لنجاح التطبيع، ولفتت هذه الأوساط أنه ورغم أن تركيا تاجرت بدماء السوريين و”ثورتهم” خلال السنوات الماضية وكانت وراء تقليل نفوذ المعارضة في سوريا، إلا أن تواجدها العسكري يمنح المناطق الشمالية الغربية بعضاً من الاستقرار وإيقاف تمدد الحكومة السورية إليها.

ناشطون: كل من يسكن في الشمال إرهابي بنظر دمشق وحلفائها وسيرتكبون الفظائع بحقنا

وأكدت هذه الأطراف أن دمشق وموسكو وطهران ينظرون لكل من في مناطقهم على أنهم “إرهابيين” سواءً من حمل السلاح أو المدني الذي يعيش في هذه المنطقة ولم يكن ذنبه إلا أنه من أبنائها، وعبر الناشطون عن تخوفهم من أن تتم عقد صفقات استلام وتسليم وتكرار سيناريو درعا والغوطة في الشمال، ورأت أن دمشق وحلفائها “سيرتكبون الفظائع بحقهم”.

 

إعداد: علي إبراهيم