أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – عبر التواطؤ مع إسرائيل لضرب مقراتها وقواعدها وانسحاب التشكيلات العسكرية السورية وإعادتها لثكناتها.. بهذه الطريقة وغيرها تحاول روسيا وضع حد للنفوذ الإيراني في سوريا، وتوسعه في المجتمع عبر التجنيد والتشييع ووضع اليد على الموارد في البلاد.
صراع روسي إيراني خفي في سوريا
ولا يخفى على أحد من المتابعين للشأن السوري، الصراع الخفي بين روسيا وإيران على الأراضي السورية، من خلال محاولة الطرفان بسط النفوذ والسيطرة على موارد البلاد أكثر من الآخر.
فمن حيث تصمت روسيا على الغارات والهجمات الإسرائيلية التي تستهدف الإيرانيين في سوريا، فإن طهران تعمل على وتر آخر عبر زيادة نفوذها في البلاد عبر عقد اتفاقات عدة مع الحكومة السورية لوضع يدها على موارد البلاد كطريقة “لتحصيل فاتورة تدخلها العسكري لجانب الحكومة السورية”.
“بأوامر روسية”.. إعادة “الفرقة الرابعة” لثكناتها
الجديد في مساعي موسكو لكبح جماح التغلغل الإيراني في سوريا، وضع حد للتواجد العسكري للتشكيلات المسلحة الموالية لها، حيث ضمنت موسكو خلال عملية السيطرة على محافظة درعا لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل وحتى الأردن، بعدم تواجد القوات السورية الموالية لإيران وعلى رأسها “الفرقة الرابعة” التابعة لشقيق الرئيس السوري، ماهر الأسد، بالقرب من حدودها.
حديثاً أزالت قوات “الفرقة الرابعة” التي تعتبر موالية لإيران بنظر روسيا، بعض حواجزها في الريف الشرقي لدمشق؛ وحلت محلها نقاط أمنية لقوات الأمن العسكري وغيرها.
وحول ذلك نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه “بعد مضي نحو 20 يوماً على انسحاب قوات الفرقة الرابعة من حواجزها وتمركزاتها بمحيط درعا البلد وغرب المحافظة، أفادت مصادر، بأن الفرقة الرابعة (جناح إيران في سوريا) انسحبت من 7 حواجز كانت تتمركز بها في ريف دمشق”.
وبحسب المصادر، فإن قوات الفرقة الرابعة انسحبت من الحواجز المذكورة وعادت إلى ثكناتها العسكرية، وتسليم الحواجز لشعبة المخابرات العسكرية، وأشارت المصادر إلى أن الأسباب لم تعرف بعد. إلا أن مصادر مطلعة أكدت لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أن القوات الروسية في سوريا هي من أمرت بذلك، وسط تحذيرات جدية من “محاسبتها” في حال عدم الامتثال للأوامر.
التواجد العسكري الإيراني ذريعة بيد إسرائيل لاستمرار الهجمات
وتدرك روسيا جيداً بأن تواجد الفرقة الرابعة وغيرها من المجموعات المسلحة الموالية لإيران، أصبحت ذريعة لإسرائيل لشن هجمات على مواقع عسكرية داخل الأراضي السورية، حيث تسعى موسكو لإسقاط هذه الذريعة من يد تل أبيب من جهة، والحد من نفوذ التشكيلات العسكرية السورية التي تعتبرها موسكو موالية لإيران في البلاد من جهة أخرى.
انسحاب التشكيلات العسكرية السورية الموالية لإيران لم يقتصر على الجنوب وريف العاصمة فقط، بل وصلت لمناطق شرق البلاد وتحديداً ريف دير الزور، حيث سبق وأن كشفت مصادر خاصة “لأوغاريت بوست” أن الفيلق الخامس الموالي لروسيا تمركز في نقاط وقواعد عدة للقوات الإيرانية بمحيط الميادين والبوكمال و غيرها من ريف المحافظة، تحت ذريعة تجنيب تلك المناطق لاستهداف إسرائيلي.
ماذا تفعل إيران لمواجهة الإجراءات الروسية ؟
إيران بدورها لم تتخذ موقف الصامت تجاه المساعي الروسية، التي فهمتها جيداً، وباتت تدرك أن كل استهداف يطال قواتها أو التشكيلات الموالية لها يأتي بالتنسيق مع روسيا، لذلك تعمل بشتى السبل لتعزيز نفوذها في سوريا إما عبر عقد صفقات مع الحكومة للسيطرة على موارد البلاد، وإما عبر استغلال الأزمة الاقتصادية وتجنيد الشبان السوريين في صفوفها عبر إغراءات مالية وأمنية.
“إيران تحصل فاتورة تدخلها العسكري في سوريا”
ونقل موقع “زمانه” الإيراني المعارض، أن مجموعة “هاكرز” إيرانيين سربوا صور ووثائق ومستندات تكشف مخططات إيرانية لاستغلال الموارد الاقتصادية في سوريا، مع الاستغلال والتجاري الإيراني للموارد الطبيعية والبنية التحتية في سوريا “مقابل إعادة الديون”. في إشارة إلى “فاتورة التدخل العسكري لجانب الحكومة السورية”.
وبما أن روسيا تعمل للاستفراد بكل الموارد والثروات السورية “مقابل تدخلها العسكري” لصالح الحكومة، فإن إيران أيضاً تعمل عبر عقود واتفاقات مبرمة مع دمشق لتحصيل “فاتورة تدخلها العسكري”، وسط تحذيرات من مواجهات بين وكلاء الطرفين على الأرض، وفتح الباب أمام نزاعات جديدة تزيد من حدة الأزمة والصراعات الخارجية على الأراضي السورية، في ظل استمرار دفع المواطن السوري فاتورة الحرب والتدخلات الخارجية.
إعداد: علي إبراهيم