أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – بعد 3 سنوات من السرية التامة، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته “للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين” والمعروفة “بصفقة القرن”، وسط تباينات في المواقف الدولية والإقليمية ورفض فلسطيني قاطع.
“خطة السلام” منحازة لإسرائيل
واعتبر محللون فلسطينيون أن خطة الرئيس الأمريكي، كانت منحازة بشكل كبير لإسرائيل، “وهذا ما كانوا يتوقعونه منذ الإعلان عن الخطة قبل 3 سنوات”، مشيرين إلى أن ترامب لم يقدم شيئاً للفلسطينيين سوى وعود “خلبية” بدولة متصلة الأراضي تجمع بينها الأنفاق والجسور والطرقات، وهي في الحقيقة متقطعة الأوصال.
وأعلن الرئيس الأميركي أن خطته لتسوية النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني تقوم على “حل واقعي بدولتين” مؤكدا أنها ستتيح لإسرائيل “اتخاذ خطوة كبيرة نحو السلام”.
وخلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال ترامب، إن “الفلسطينيين يستحقون حياة أفضل بكثير”، مضيفاً “أن الدولة الفلسطينية المستقبلية لن تقوم إلا وفقاً لشروط عدة بما في ذلك رفض صريح للإرهاب”. وتابع أن واشنطن “مستعدة للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على أراض محتلة” لم يحدّدها.
ووصف ترامب خطته التي تتألف من 80 صفحة، بأنها الأفضل على الإطلاق.
القدس ليست للبيع
وأكد ترامب أيضاً ضرورة إقامة عاصمة للفلسطينيين في القدس الشرقية، وأن بلاده ستقيم في نهاية المطاف سفارة هناك، الأمر الذي رفضه الفلسطينيون، حيث قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس موجهاً كلامه لترامب “القدس ليست للبيع”.
وأفادت وسائل إعلامية أمريكية نقلاً عن “مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية” قولهم، إنه سيتم ربط الدولة الفلسطينية المقترحة بطرق وجسور وأنفاق من أجل الربط بين غزة والضفة الغربية.
تباين آراء الدول حول “خطة السلام”
وتباينت ردود الأفعال الدولية حول خطة الرئيس الامريكي لحل النزاع بين فلسطين وإسرائيل، حيث قال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان، “إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يتعهد بمساعدة إسرائيل والفلسطينيين على التوصل إلى سلام قائم على قرارات المنظمة الدولية والقانون الدولي والاتفاقات الثنائية ورؤية الدولتين بناء على حدود ما قبل 1967″، الأمر الذي اعتبره مراقبون بقبول ضمني من قبل المؤسسة الأممية الدولية حول الخطة.
بينما اعتبرت بريطانيا على لسان المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن خطة السلام التي أعلنها ترامب، “قد تكون خطوة إيجابية لأجل تسوية النزاع”.
ومن ناحيته، قال وزير خارجية بريطانيا، دومينيك راب، إن بلاده تحث زعماء إسرائيل والفلسطينيين على النظر بإنصاف في خطة السلام الأميركية.
أما تركيا فقد انتقدت خلال بيان لوزارة خارجيتها، “بشدة” خطة السلام، وقالت إن الخطة الأمريكية للسلام ولدت “ميتة”، مضيفة أنه “لا يمكن شراء الشعب الفلسطيني وأراضيه بالمال”.
عربياً أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، رفضه مجددا لخطة السلام التي أعلنها ترامب، قائلا إن “الصفقة لن تمر”، مشيراً إلى أن “القدس ليست للبيع”.
ودعت مصر الفلسطينيين والإسرائيليين إلى دراسة خطة السلام التي أعلن عنها ترامب وفتح قنوات لاستئناف المفاوضات برعاية أميركية.
من جانبه، قال السفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، إن الإمارات تقدر الجهود الأميركية المستمرة للتوصل إلى اتفاق سلام حقيقي بين الفلسطينيين وإسرائيل، وأضاف أن دولة الإمارات تعتقد أن بإمكان الفلسطينيين والإسرائيليين أن يحققوا سلاماً دائماً وتعايشاً حقيقياً بدعم من المجتمع الدولي.
جوانب غامضة في “خطة السلام”
أوساط غربية تحدثت أن الخطة فيها الكثير من الجوانب الغامضة “المقصودة”، وهناك الكثير من التفاصيل تعمد ترامب عدم الخوض في طياتها، مشيرين إلى أن “خطة السلام” الخاصة بترامب تأخذ مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى، وعلى هذا الأساس لا يمكن تحقيق حل للنزاع المستمر بين فلسطين وإسرائيل.
وشددوا على ان الخطة لن تسمح للفلسطينيين بإقامة دولة وفق قرار مجلس الأمن ذات الصلة، وتقر بضم إسرائيل للمستوطنات التي لطالما اعتبرها المجتمع الدولي “غير شرعية”، وهذا يمثل تغاضياً أمريكيا عن إرادة المجتمع الدولي وقرارات المؤسسات الأممية، ومن شأنه أن يزيد التوترات في المنطقة.
إعداد: ربى نجار