دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

دمشق مصرة على شروطها للتطبيع مع تركيا.. “لا حوار مع دولة محتلة إلا بسحب قواتها من البلاد”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – جددت دمشق شروطها التي اعتبرتها الأساس في أي حوار مع أنقرة، وذلك بالانسحاب العسكري التركي الكامل من الأراضي السورية، وذلك مع عودة الحديث عن تطبيع العلاقات والصلح بين سوريا وتركيا، اللتان انقطعت العلاقات السياسية بينهما منذ بداية الأزمة السورية في 2011، بسبب دعم تركيا للمعارضة السورية السياسية والمسلحة.

تركيا تسيطر على مساحات واسعة من شمال البلاد

وتدخلت تركيا عسكرياً في سوريا عبر 3 عمليات عسكرية هي “درع الفرات وغصن الزيتون و نبع السلام” سيطرت بموجبها مع فصائل المعارضة في “الجيش الوطني” على 7 مدن رئيسية في شمال شرق وشمال غرب البلاد، وهي “إدلب وجرابلس وإعزاز وعفرين ورأس العين وتل أبيض”، مع تهديدات تركية مستمرة باجتياح المزيد من الأراضي السورية.

ولتركيا العشرات من النقاط العسكرية والقواعد المنتشرة على الأراضي السورية، والتي تعتبرها أنقرة ضمان “لأمن حدودها” الجنوبية؛ الشمالية السورية، وتقوم بين الحين والآخر بشن عمليات قصف برية وجوية على بنى تحتية ومرافق عامة ومؤسسات في المنطقة الشمالية الشرقية، إضافة لقرى مدنية مع نقاط عسكرية وأمنية تابعة “للإدارة الذاتية”.

روسيا من اقترحت تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة

وخلال السنتين الماضيتين، ومع تفاقم الأزمة السورية واستمرار الصراع، اقترحت روسيا بتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، للإسراع في عجلة الحل السياسي للأزمة السورية، وجرت العديد من الاجتماعات بين مسؤولين سوريين وأتراك من بينهم وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء الاستخبارات، إلا أن هذه الاجتماعات لم تفضي لأي نتائج للصلح بين أنقرة ودمشق.

وتوقفت مساعي روسيا التي انضمت إيران لها العام الماضي، بسبب كثرة الخلافات بين دمشق وأنقرة، اللتان وضعتا شروطاً للحوار ولا تزالان تتمسكان بهم كمبدأ أساسي لا غنى عنه للارتقاء بمستوى العلاقات والتطبيع بين البلدين.

“الشرط الأساسي لأي حوار مع تركيا انسحابها من سوريا”

وبعد حديث لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن تحركات لبلاده لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، أكد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني، وزير الخارجية بالوكالة علي باقري كني، إنه لا تنازل عن المطالب والشروط التي حددتها دمشق للحوار مع تركيا.

وقال المقداد، إن الشرط الأساسي لأي حوار سوري- تركي هو إعلان أنقرة استعدادها للانسحاب من سوريا، وأضاف المقداد خلال المؤتمر الصحفي مع باقري كني في دمشق، “لا نتفاوض مع من يحتل أرضنا”، في إشارة إلى تركيا التي تسيطر على مساحات شاسعة من شمالي سوريا، وذلك بعد أن تحدثت تقارير عن لقاءات ديبلوماسية على مستوى الرؤساء.

وشدد على أنه “لا يجوز استمرار احتلال تركيا لأراضينا ودعم القوى الإرهابية والمسلحة في شمال سوريا”.

من جهته قال باقري كني: “نعتقد أن استدامة الأمن والاستقرار في المنطقة هو رهن بعدم تواجد الأجانب”.

أنقرة ترفض شروط دمشق بالانسحاب بحجة “أمنها القومي”

وترفض أنقرة الشروط والمطالب التي تتحدث عنها دمشق، وتقول أن العلاقات مع سوريا والحوار يجب أن يكون بدون شروط مسبقة، مشيرة إلى أن تواجدها العسكري في سوريا هو “لحماية أمنها القومي” وحدودها الجنوبية التي شكل انسحاب دمشق العسكري والأمني هناك فراغاً أمنياً، مع الإصرار على أن تركيا لاتزال تبحث عن شن المزيد من الهجمات ضد مناطق سيطرة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية لضمان “أمنها القومي”.

تحركات عراقية للتطبيع بين دمشق وأنقرة

وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني كشف في تصريحات سابقة، عن تحركات لحكومته لإتمام التطبيع بين تركيا ودمشق، وذكر السوداني أنه على اتصال مع الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان، بشأن جهود المصالحة.

وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى أن بلاده تبذل جهوداً كبيرةً من أجل الحكومة السورية، خاصةً فيما يتعلق باستعادة مقعدها في الجامعة العربية، لافتاً إلى دور بلاده في اتفاق التطبيع بين إيران والسعودية.

وقال محمد شياع السوداني “نفكر بنفس الطريقة التي تفكر فيها تركيا فيما يتعلق بالحوار مع الحكومة السورية، هناك مصلحة مشتركة في تقريب وجهات النظر للتوصل إلى حل لقضايا الخلاف”.

تركيا ترفض الانسحاب وتؤكد احتمال تدخلها العسكري من جديد

تصريحات السوداني تزامنت مع حديث لوزير الدفاع التركي يشار غولر، عن أن قوات بلاده جاهزة للتدخل في سوريا ومحاربة ما أسماها “التنظيمات الإرهابية”، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية، التي تنظر إليها أنقرة على إنها “إرهابية” و امتداداً “لحزب العمال الكردستاني”.

وفي تصريحات له، مساء السبت الماضي، قال غولر أن بلاده قد تفكر في سحب قواتها من سوريا بمجرد ضمان ما وصفها “أمن الحدود التركية بشكل كامل”، وأضاف إن المشاكل في المنطقة نشأت من فراغ السلطة الذي خلقته دمشق، وأشار إلى عدم قدرة دمشق على ضمان أمن الحدود، و”لو كان لها القدرة على ذلك لما وصلت الأوضاع إلى هذا الحد”، وفق تعبيره

إعداد: ربى نجار