أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تطورات سياسية وعسكرية متسارعة عقبت التدخل العسكري التركي في شمال وشرق سوريا، فمن دخول القوات الروسية والحكومية إلى مناطق حدودية مع تركيا بالاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية، إلى تقديم دمشق لمشروع “الإدارة المحلية” التي ينص عليها دستور 2012 السوري، لممثلي شمال سوريا لإدارة تلك المناطق.
مشروع “إدارة محلية” وليس “ذاتية” للقوى السياسية في شمال سوريا
ولم يبد ممثلو الأحزاب التي شكلت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا موافقتهم بعد على المقترح المقدم من قبل دمشق، كذلك لم يرفضوا المقترح، وبحسب مصادر إعلامية فإن ممثلو الأحزاب في تلك المناطق سيناقشون المشروع المقدم من قبل دمشق.
وفي السياق نقلت صحيفة “الوطن” التابعة للحكومة السورية، عن عضو مجلس الشعب السوري “نواف الملحم”، إن وفداً من دمشق يضم أحزاباً وأعضاء في مجلس الشعب السوري، قدّم لشخصيات وقوى في شمال شرق سوريا مشروع “الإدارة المحلية” الموجود في الدستور السوري لعام 2012، لتدار وفقه تلك المناطق، موضحاً أن تلك القوى لم ترفض المشروع وبذات الوقت لم تعطِ موافقتها عليه.
يشار إلى أن مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق البلاد، كانت طيلة سنوات الأزمة في سوريا، بعيدة عن الصراع على السلطة الذي لايزال مستمراً بين الحكومة والمعارضة السورية، وتم إدارة تلك المناطق من قبل “مكونات المنطقة” من عرب وكرد وسريان، ضمن الإدارة الذاتية وبنت تلك الجهات مؤسسات خدمية وعسكرية المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية، التي حاربت داعش في تلك المناطق بدعم من قبل التحالف الدولي وقضت على الجغرافيا التي كان يسيطر عليها التنظيم، وأعُلن عن ذلك في منتصف شهر آذار/مارس الماضي.
التأكيد على الهوية السورية وعدم الرغبة في الانفصال كما يشاع
وبالعودة إلى تصريحات العضو في مجلس الشعب السوري، أشار نواف الملحم، إلى أن اللقاء الذي عقد السبت، جاء بعد لقاءات سابقة “تنسيقية بيننا وبينهم ووجدنا خلالها أن هناك ما يجمعنا من أفكار وطنية وثوابت وطنية”.
وأوضح أنه في اللقاءات السابقة كان المشاركون “يؤكدون أننا نحن سوريون لنا حقوق كأي فرد سوري وللوطن واجبات علينا كما على الآخرين ونحن لسنا انفصاليين كما يشاع، ونحمي حدود سوريا وطهرنا شمال شرق البلاد (من الإرهاب)، وقاتلنا وقدمنا الشهداء وضحينا”.
وقال: “في اللقاءات السابقة، طرحوا مشروع الإدارة الذاتية ونحن سلمناهم مشروع الإدارة المحلية، لنتناقش في هذين المشروعين، وهم لم يعطوا رفضاً أو موافقة بقبول المشروع، ونحن كذلك لم نعط الموافقة أو الرفض على مشروع الإدارة الذاتية، فنحن اتفقنا أن نبحث النقاط الإيجابية إن كان في الإدارة المحلية وإن كان في الإدارة الذاتية، وتكون بيننا ورقة نتفق معهم عليها وتقدم للحكومة السورية”.
مملوك يزور القامشلي.. والهدف حل قسد
يذكر أيضاً ان رئيس مكتب الأمن الوطني في سوريا التابع للحكومة السورية، اللواء علي مملوك، اجتمع الخميس الماضي، مع عدد من وجهاء العشائر العربية في مطار القامشلي لبحث “تفعيل دور العشائر في مهام حماية المنطقة”.
وأفادت وسائل إعلامية كردية بأن مملوك “اجتمع مع 20 شخصية من شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل العربية في المنطقة وهم مقربون من الحكومة”، وتمحور الاجتماع الذي عقد في مطار القامشلي حول “تفعيل دور العشائر في حماية البلاد وعدم الانجرار في دعم المجموعات المسلحة بمختلف تشكيلاتها، وسحب أبنائهم من قسد”، ألا أن شيوخ ووجهاء العشائر الأخرى (يشكلون الغالبية) رفضوا الأمر وأكدوا أنهم يرفضون عودة الأمور إلى “ما قبل عام 2011” في إشارة منهم إلى عودة الحكومة السورية إلى سابق عهدها في مناطق شمال سوريا.
وجاءت زيارة مملوك بعد أيام من إعلان قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، التوصل إلى اتفاق مع روسيا ينص على دخول قواتها إلى بلدات “عامودة وتل تمر وعين عيسى” شمال شرق سوريا لإرساء الاستقرار في المنطقة، وحمايتها من دخول القوات التركية والفصائل المعارضة الموالية لها.
إعداد: ربى نجار