دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

درعا.. الفلتان الأمني وحركة الاحتجاجات تنذر بانفجار ثانٍ

أوغاريت بوست (مركز الأخبار)-تزداد المؤشرات بانتشار المزيد من الفوضى والفلتان الأمني في محافظة درعا السورية ـ جنوب البلاد، بعد أكثر من 14 شهراً من سيطرة القوات الحكومية عليها، في ظل عمليات الاغتيالات التي تطال قادة وعناصر سابقين في صفوف المعارضة، وكذلك من القوات الحكومية وحلفائها، وسط تصاعد في النقمة الشعبية مع استمرار سوء الخدمات وتجنيد الشبان وإرسالهم إلى جبهات القتال في الشمال.

تشهد درعا عمليات اغتيال وحركة احتجاجات شعبية متصاعدة منذ حزيران الماضي

تشهد درعا ـ جنوبي سوريا، حالة من الفوضى والفلتان الأمني بوتيرة متصاعدة منذ حزيران الماضي، تتمثل بعمليات الاغتيالات والاشتباكات المتقطعة، والهجمات على حواجز القوات الحكومية والفصائل الموالية لها، وسط تجدد حركة الاحتجاجات الشعبية، وعودة الكتابات على الجدران، ضد الاعتقالات التعسفية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية الحكومية، وتجنيد أبناء المحافظة.

سيطرت القوات الحكومية على المحافظة في تموز 2018 عبر المصالحات

وكانت القوات الحكومية قد سيطرت على درعا في تموز 2018؛ بعد مرور أكثر من 7 سنوات على انطلاق حركة الاحتجاجات ضدها من المحافظة، وذلك عبر اتفاقات المصالحة التي وقعتها مع فصائل المعارضة بضمانات روسية، والتي كانت أبرز بنودها عدم زج أبناء المحافظة في صفوف القوات الحكومية، الأمر الذي لم يستمر طويلاً، حيث بدأت حملة الاعتقالات وإرسال عناصر المصالحات إلى جبهات القتال الشمالية خصوصاً إدلب.
وتعد درعا من أولى المدن التي عقدت فيها فصائل المعارضة اتفاقياتٍ للمصالحة مع النظام برعاية روسية بعد سلسلة اتفاقاتٍ مشابهة في ريف دمشق؛ أبرزها الغوطة الشرقية.

تتوزع السيطرة بين القوات الحكومية والفصائل الموالية لها أهمها حزب الله اللبناني

وتتوزع فيها السيطرة حالياً بين القوات الحكومية وعناصر حزب الله اللبناني الموالي لها، إضافة إلى فصائل مسلحة موالية لإيران، والفيلق الخامس الذي تشرف عليه روسيا.
وتشهد المحافظة تظاهرات مناهضة للقوت الحكومية بين الحين والآخر، رداً على تهرّب الطرف الروسي الضامن من تنفيذ وعودها بعد عقد مصالحات عدّة بين فصائل معارضة والقوات الحكومية منتصف العام 2018
كما أن تضييق الخناق على السكان من خلال إعادة انتشار حواجز أمنية في المدينة وبلداتها، ساهم في نمو حالة من الغضب الشعبي، ما أدى لاندلاع احتجاجات.
فيما يرى خبراء أن معارك الشمال قد ساعدت في تأجيج الموقف في الجنوب، حيث اضطرت الحكومة لإرسال العدد الأكبر من قواتها إلى جبهات إدلب، وأتاح ذلك مجال لشن سلسلة من الهجمات السريعة على حواجزها، واغتيال عدد من مؤيديها وإحداث فوضى في عموم المحافظة

المرصد السوري: مقتل 80 شخصاً في درعا من مختلف الأطراف منذ حزيران الماضي

من جهة أخرى تشهد المدينة حرباً غير معلنة بين فصائل مسلحة حليفة للحكومة، بعضها مدعوم من إيران وبعضها الآخر يتلقى دعماً من روسيا، من خلال عمليات الاغتيال التي تتكرر بشكلٍ مستمر وتستهدف على الدوام شخصياتٍ عسكرية من الحكومة والمعارضة في آنٍ واحد.
وسجل المرصد السوري لحقوق الانسان، 122 عدد الهجمات ومحاولات الاغتيال منذ حزيران الماضي، أسفر عن 80 قتيلاً بين مختلف القوات والفصائل المتواجدة في المحافظة أغلبهم من القوات الحكومية والموالين لها.

يتهم سكان درعا روسيا بالتهرب من وعودها بعدم تجنيد أبنائهم في صفوف قوات الحكومة

وبعد سيطرة القوات الحكومية على درعا في صيف 2018 اختار الكثير من السكان البقاء فيها بدلاً من الذهاب إلى مناطق يسيطر عليها فصائل المعارضة في شمال سوريا، بعد ضمانات أعطيت للجان المصالحة من قبل روسيا، إلا أن الأخيرة نكثت بوعودها، حسب ما يقول السكان المحليون.
كما يشكو الكثير من السكان في المحافظة من عدم عودة الخدمات بشكل كامل، وسط استمرار الأجهزة الأمنية الحكومية بالاعتقالات التعسفية، وتجنيد الشبان وإرسالهم إلى جبهات القتال.

مراقبون: الاحتقان الكامن بين سكان المحافظة قد يخلق جولة ثانية من مواجهات مباشرة

ينذر الأحداث والاغتيالات والفلتان الأمني في مدينة درعا وبلداتها، بانفجار شعبي ثانٍ نتيجة الاحتقان الكامن بين سكان المحافظة، وربما بجولة جديدة من المواجهة قد تتطور إلى معارك مباشرة، مع تصاعد الحركة الاحتجاجية، وبروز دعوات إلى مقاومة شعبية من قبل أطراف المعارضة، حسب متابعين للأزمة السورية.
فيما يرى آخرون أنه من الصعوبة بمكان أن تستطيع فصائل المعارضة من إعادة لملمة صفوفها، والعودة إلى المواجهات المباشرة مع القوات الحكومية بعد انتقال عدد من عناصرها إلى الشمال السوري، فضلاً عن إحكام السيطرة على المحافظة من قبل قوات الحكومة بوجود العديد من الأطراف العسكرية الموالية لها.

إعداد: سمير الحمصي