أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – عاد الحديث مجدداً عن نشاط تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، خاصة في محافظة دير الزور، بشقيه الذي يخضع لسيطرة القوات الحكومية السورية وقوات سوريا الديمقراطية.
هجمات مكثفة
وكثف التنظيم الإرهابي من هجماته خلال الفترة الماضية على نقاط عسكرية تابعة للقوات الحكومية وقسد، إضافة إلى شنه هجمات على بادية دير الزور الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، وسيطرته على مناطق في البادية وسط تكتم إعلامي كبير من قبل الحكومة.
ومع بداية التدخل العسكري التركي في شمال وشرق سوريا في الـ9 من تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، عاد التنظيم بشكل أسرع إلى الواجهة من جديد، في ظل تعليق قوات قسد عملياتها العسكرية ضده في شمال سوريا، واكتفاء تلك القوات في الدفاع عن الحدود الشمالية من سوريا.
دفع ديات.. ومهام سرية
وعادت التوترات الأمنية مجدداً لبعض المناطق في أرياف دير الزور ومنها التي تخضع لسيطرة قسد، نتيجة الانتشار المتزايد لخلايا تنظيم “داعش” في تلك المناطق، الأمر الذي يشكل تهديداً جديداً للسكان خاصة أن جماعاتٍ سرية للتنظيم تحاول إرغام بعضهم على دفع مبالغ مالية دون أسباب.
وأفادت مصادر إعلامية واستخباراتية، أن التنظيم يواصل مهامه بشكل سري في بعض البلدات بدير الزور، ويقوم بتقوية عماده المالي من خلال فرض إتاوات على التجار في تلك المناطق، ومن لا يدفع يهدد بالقتل في المرة الأولى، وأن استمر في الرفض يقتل.
ووفقاً للمعلومات التي كشفت عنها وسائل إعلامية، فإن “مقاتلي التنظيم يرعبون السكان في تلك المناطق بطرقٍ مختلفة، منها تفجير قنابل صوتية أمام منازلهم، وكذلك تهديدهم بالقتل لإرغامهم على دفع أموالٍ لهم”.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد أشار أكثر من مرة إلى أن مسلحين مجهولين يرددون شعارات “داعشية” في بعض البلدات بريف دير الزور، ويقومون بإجبار الناس على دفع “الزكاة” لهم تحت التهديد، وكشف المرصد عن أن هناك أشخاص تعرضوا لمحاولة اغتيال من قبل عناصر داعش بعد رفضهم دفع الزكاة.
مناطق دير الزور لم تعد آمنة
ونقلت المصادر الإعلامية عن أحد سكان دير الزور، إن “مختلف مناطق دير الزور غير آمنة”، مضيفاً أن “بعض الأشخاص الذين كانوا في صفوف داعش سابقاً، يطالبون بعض التجار والأشخاص ميسوري الحال بدفع مبالغ كبيرة لهم، وحين يرفضون ذلك، يقدمون على قتلهم في ظروفٍ غامضة أو يفجرون بيوتهم”.
وبحسب سكان دير الزور، فإن أسباب هذه الفوضى الأمنية، تعود لوجود عدّة أطراف عسكرية في المنطقة إلى جانب وجود خلايا نائمة لتنظيم داعش وجماعاتٍ أخرى في عموم مناطق دير الزور.
وسبق أن أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن نحو 135 شخصاً مدنياً قُتلوا في محافظات دير الزور والحسكة والرقة، ومنطقة منبج، على يد مجهولين يُعتقد أنهم خلايا نائمة لتنظيم “داعش”.
كذلك يقوم عناصر من التنظيم بين الحين والآخر بالهجوم على نقاط وقواعد عسكرية للقوات الإيرانية في بادية دير الزور، حيث كان آخر عملية قام بها هؤلاء الإرهابيون، مهاجمة نقطة عسكرية لقوات موالية لإيران والاشتباك معها، مساء الأربعاء، وقتل خلال الاشتباكات 4 عناصر من القوات الموالية لإيران، فيما لم ترد معلومات عن خسائر داعش.
عناصر من داعش في صفوف “الوطني السوري”
وفي سياق ذي صلة، تحدثت مصادر إعلامية محلية، أن عناصر كانوا مقاتلين من داعش يقاتلون في صفوف “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا في شمال وشرق سوريا مع القوات التركية ضد قسد، وكشفت تلك المصادر عن أن بعض العوائل التي بايعت داعش في مدينة تل أبيض (أثناء سيطرته عليها سابقاً) عادوا إلى المدينة بعد مغادرتها، إبان سيطرة قوات قسد عليها قبل سنوات، وهم يتواجدون في المدينة ويشاركون فصائل المعارضة في العمليات العسكرية ضد قسد.
كذلك أدى التدخل التركي في شمال سوريا إلى هروب المئات من عناصر داعش المحتجزين لدى قسد من المعتقلات، وتحدثت تقارير إعلامية بأن هؤلاء توجهوا إلى مناطق سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا، ومنهم من أنضم لعملية “نبع السلام” التركية.
وتهدد حالة عدم الاستقرار في شمال وشرق سوريا، وانشغال قسد بالتصدي للهجمات على مناطقها وانخفاض حدة العمليات العسكرية للتحالف وقسد ضد داعش في الآونة الأخيرة، من عودة سريعة للتنظيم، وسط مخاوف دولية من المخيمات الكبيرة التي تضم عائلات للتنظيم ويقدر عددهم بعشرات الآلاف، وهروبهم منها نتيجة أي خلل أمني قد يحدث داخل تلك المخيمات.
إعداد: ربى نجار