أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بينما الأطراف السورية والخارجية المتدخلة في الأزمة بالبلاد، مهتمة بالتصعيد العسكري التركي وما تروج له لعملية عسكرية جديدة في الشمال الشرقي، وتصاعد العنف في منطقة “خفض التصعيد”، أكدت تقارير إعلامية بأن “داعش يستغل هذه الفترة ويعمل على تنظيم صفوفه واستعادة قوته بشكل أكبر”.
داعش يكثف من نشاطه في سوريا في ظل الفوضى بالشمال
وخلال الفترة الماضية، شهدت أكثر من منطقة داخل سوريا هجمات ونشاط مكثف للتنظيم الإرهابي في سوريا، وسط تحذيرات جدية من أن التنظيم يستغل حالة عدم الاستقرار في المناطق الشمالية، و انشغال الأطراف الدولية والإقليمية المتدخلة بالأزمة السورية بما يحدث في الشمال.
ونقلت التقارير الإعلامية عن جهات وشخصيات مهتمة بالتنظيمات الإرهابية والمتطرفة، بأن تنظيم داعش كثف من عملياته العسكرية في سوريا، حيث شن عدة هجمات منها في الشرق والداخل والبادية السورية، ما يشير إلى أن التنظيم يعمل على تكرار سيناريو 2014. أي عندما تمكن من السيطرة على مساحات واسعة من البلاد، قبل قيام التحالف الدولي.
وخسر التنظيم الإرهابي أغلب الجغرافيا التي كان يسيطر عليها في شمال شرق سوريا، ضمن عمليات “عاصفة الجزيرة” التي قامت بها قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع التحالف الدولي، تلك العمليات التي توقفت أكثر من مرة بسبب الهجوم التركي على عفرين و رأس العين (سري كانيه) و تل أبيض (كري سبي).
وبدأ التنظيم بالنشاط مجدداً خاصة خلال العام الجاري، وكثف من هجماته ضمن المناطق السورية، بعد عملية “نبع السلام” التركية في عام 2019، وكان وراء العديد من الهجمات الدموية التي استهدفت قوات الحكومة السورية في البادية، ولايزال نشاط التنظيم مستمر.
استمرار نشاط التنظيم مع مواصلة الحملات الأمنية والعسكرية ضده
وعلى الرغم من استمرار العمليات الأمنية لقسد والتحالف في شرق البلاد، إلا أن خلايا التنظيم تنشط بشكل كبير في ريف ديرالزور و الرقة والحسكة، وجرت عمليات اغتيال عديدة لشخصيات تعمل ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية والقوى الامنية.
نشاط خلايا التنظيم لا يقتصر فقط على قسد بل يطال أيضاً قوات الحكومة، حيث قتل عنصرين من قوات الحكومة بالقرب من مدينة تدمر باستهداف حاجز للفرقة الرابعة الأسبوع الجاري، إضافة لمقتل 7 عناصر من قوات الحكومة وآخرين من القوات الإيرانية الثلاثاء الماضي بهجومين لداعش شرق البلاد.
ناهيك عن عمليات الاغتيال والإعدامات التي حصلت في البادية السورية وشرق البلاد، ضد أشخاص إما رفضوا العمل مع التنظيم أو دفع “الزكاة” لهم، وآخرين يتهمهم التنظيم بالعمل مع قسد والقوات الحكومية والتحالف ووصفهم “بالمرتدين”.
مناطق آمنة لقادة التنظيم
وبحسب تقارير إعلامية، فإن التنظيم وبعض قادته يتخذون من مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة “ملاذاً آمناً” للتخطيط لهجمات خارج تلك المناطق، وسبق أن كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن عملية إنزال جوي للتحالف بالتنسيق مع قوات قسد في منطقة بريف الرقة اعتقل على إثرها عدد من عناصر داعش بينهم قادة.
واشنطن تحذر من أي تصرفات تشتت قدرات التحالف بالحرب ضد داعش
وكانت الولايات المتحدة، قد حذرت تركيا من الإقدام على أي عملية عسكرية في شمال شرق سوريا، لما تحمله هذه المرحلة من حساسية بالحرب ضد داعش، ولكي لا تتعرض الجهود المبذولة بالحرب ضد التنظيم للخطر، وطالبت واشنطن جميع الأطراف باحترام اتفاق وقف إطلاق النار في الشمال.
ونقلت قناة “الحرة” عن المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، إن مهمة القوات الأميركية في سوريا هي هزيمة داعش، وأكد أن واشنطن لا تريد أن ترى أي تصرف (من تركيا) من شانه أن يشتت قدرات التحالف ضد داعش.
خطر الإرهاب في سوريا لايزال قائماً
ويشدد باحثون مختصون في مجال التنظيمات الإرهابية، أن الفرصة سانحة لداعش لإعادة تنظيم صفوفه الآن في سوريا، وتكرار سيناريو 2014، وعودة السيطرة على الجغرافيا، خاصة مع تراجع العمليات الامنية والعسكرية ضده بسبب وباء كورونا من جهة، والعمليات العسكرية التركية في سوريا، والتي تشتت تركيز القوات المحاربة للتنظيم في البلاد.
وحذرت الباحثون، من أن سوريا تعيش مرحلة حساسة للغاية وأن الإرهاب لم يقضى عليه بالكامل في سوريا، خاصة مع وجود تنظيمات راديكالية (إرهابية) غير داعش في سوريا، تنشط في مناطق سيطرة فصائل المعارضة، وهو بالضبط ما حذر منه السفير الروسي في سوريا، ألكسندر يفيموف، من أن الإرهاب لم يهزم في سوريا بعد.
إعداد: علي إبراهيم