أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يُعتبر عام 2023 الجاري، من أكثر الأعوام نشاطاً لتنظيم داعش الإرهابي، وأكثره دموية بعد هزيمته في 2019، عبر شنه لعشرات الهجمات على مواقع عسكرية لقوات الحكومة السورية والمجموعات الموالية لها لوحدها، دون الحديث عن تلك الهجمات التي يشنها على قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي في مناطق شمال شرقي سوريا.
نشاط داعش يدل على عودته بشكل أقوى
كل هذه الهجمات والنشاط المتزايد دليل على أن التنظيم الإرهابي، استطاع تخطي مرحلة التأثير باغتيال قاداته من الصف الأول والكثير من عناصره المدربين والذين يعول عليهم في عمليات التفخيخ ورسم الخطط وشن الهجمات وإيصال الدعم للخلايا الإرهابية النائمة في مختلف المناطق السورية.
كما أن هذه الهجمات والنشاط المتصاعد بدأت تقلق كافة الأطراف التي قاتلت التنظيم، والذين باتوا متأكدين من أن داعش عاد وبقوة أيضاً بعد سقوط خلافته المزعومة في آذار/مارس 2018 في مناطق شمال شرقي سوريا، على يد قوات التحالف وسوريا الديمقراطية “قسد” وهي الضربة التي كانت الأقوى للتنظيم بعد خسارته لمناطق نفوذه وسيطرته العسكرية في العراق.
الأمم المتحدة: الآلاف يوالون ويقاتلون مع داعش
وفي أول رد أممي على تزايد نشاط تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، قال خبراء أمميون أن التنظيم الإرهابي لايزال يتمتع بموالاة الآلاف من الناس له إضافة لوجود آلاف العناصر الذين يقاتلون في صفوفه.
وفي التفاصيل، قال خبراء الأمم المتحدة في تقرير، إن تنظيم داعش الارهابي لا يزال يقود ما بين 5000 و7000 عنصر في معقله السابق بسوريا والعراق.
وأشار الخبراء الذين يراقبون العقوبات المفروضة على “داعش” إلى أنه خلال النصف الأول من عام 2023 ظل التهديد الذي يشكله التنظيم “مرتفعاً في أغلب مناطق الصراع”.
وأضافوا في تقريرهم لمجلس الأمن الدولي أنه رغم الخسائر الفادحة التي مني بها التنظيم الارهابي وتراجع نشاطه في سوريا والعراق، لا يزال خطر عودته للظهور قائماً.
داعش باتت له حاضنة شعبية.. ويدرب “أشبال الخلافة”
وبحسب التقرير، “قامت المجموعة بتكييف استراتيجيتها والاندماج مع السكان المحليين، وتوخي الحذر في اختيار المعارك التي يتوقع أن تؤدي إلى خسائر محدودة، أثناء إعادة مرحلة إعادة التنظيم صفوفه وتجنيد المزيد من المسلحين من المخيمات في شمال شرق سوريا ومن المجتمعات الضعيفة، بما في ذلك الدول المجاورة”.
ورغم عمليات مكافحة الإرهاب المستمرة، يواصل “داعش” قيادة ما بين 5000 و7000 عضو في جميع أنحاء العراق وسوريا، “معظمهم من المقاتلين”، رغم تعمده خفض مستوى عملياته “لتسهيل التجنيد وإعادة التنظيم”، على حد قول الخبراء.
ونقلت لجنة الخبراء عن مصدر لم تسمه قوله: إن “داعش” لا يزال ماضيا في برنامجه “أشبال الخلافة”، لتجنيد الأطفال في مخيم الهول المكتظ بالإضافة إلى ذلك، هناك أكثر من 850 طفلا، بعضهم لا تزيد أعمارهم عن 10 سنوات، في مراكز إعادة التأهيل في شمال شرق سوريا.
هجمات دموية بعد مقتل “أمير التنظيم”
وخلال الأيام الماضية شن التنظيم الإرهابي عدد من الهجمات الدموية على مواقع لقوات الحكومة السورية والتي أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف القوات العسكرية.
وبدأت الهجمات الدموية لداعش مع شن التنظيم وخلاياه النائمة هجوماً مباغتاً على مواقع عسكرية في بلدة معدان عتيق ما اسفر عن مقتل 10 جنود وإصابة آخرين.
وقام التنظيم باستهداف عربات عسكرية وبيوت مسبقة الصنع وحاجز القوس في البلدة، وسيطر على تلك المواقع لساعات قبل الانسحاب لجهة مجهولة.
في الهجوم الثاني، الذي طال حافلة مبيت لقوات الحكومة السورية في بادية الميادين بريف دير الزور، وذلك عبر نصب كمين واستهداف القوات العسكرية بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، حيث أسفر هذا الهجوم الإرهابي عن مقتل أكثر من 30 جندياً وإصابة 11 آخرين.
كذلك هجوم ثالث وقع بشكل مباغت على نقاط “للدفاع الوطني” بالقرب من منجم الملح في بادية بلدة التبني غرب دير الزور، وذلك بالأسلحة الرشاشة، ما أدى لمقتل 5 عناصر و جرح آخرين.
كل هذه الهجمات جاءت بعد أن أكد المتحدث باسم التنظيم الإرهابي المدعو “أبو حذيفة الأنصاري”، مقتل “أميرهم” أبو حسين الحسيني القرشي في شمال غرب سوريا في 3 آب/أغسطس الماضي، وذلك خلال اشتباكات مع “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة”، ولم يذكر الأنصاري بالضبط متى قتل القرشي.
وعين القرشي في تشرين الثاني 2022 بعد مقتل سلفه أبو الحسن الهاشمي القرشي في معارك جنوبي سوريا، حل الأخير محل أبو بكر البغدادي، الذي اغتيل خلال عملية أمريكية في قرية باريشا بالقرب من الحدود التركية في ريف إدلب في تشرين الأول 2019.
إعداد: علي إبراهيم