دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

داعش ظهر في سوريا بعد التدخل العسكري التركي شمال البلاد، وقسد تعلن الحرب مجدداً عليه رغم المحاولات الدولية لاحتواء خطره

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – تخشى الدول الاوروبية وعلى رأسها الولايات المتحدة، من عودة قوية لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا، وخاصة بعد الهجوم الذي شنته تركيا على قوات سوريا الديمقراطية التي تعمل منذ سنوات على محاربة داعش وقضت عليه جغرافياً، ومن ثم احتجزت عشرات الآلاف من عناصر التنظيم وعائلاتهم.

خلل أمني.. وقسد تتهم تركيا بإطلاق سراح داعش

وحذرت قسد مراراً من أن أي هجوم تركي سيؤدي إلى خلل أمني من قبل الجهاز الامني الذي تراقب السجون والمخيمات التي تحتجز داعش بداخلها.

وخلال الهجوم التركي على شمال سوريا، أعلنت قوات قسد تعليقها للحرب ضد داعش إلا انها أعادت استئناف الحرب، بسبب ان المنطقة يتواجد فيها نشاط كبير لخلايا التنظيم، فمنذ اليوم الأول “للغزو”، العمليات الإرهابية لخلايا التنظيم لم تتوقف، فمن محاولة تفجير حائط السجن المركزي في الحسكة بسيارة مفخخة، إلى نشاط الخلايا ضمن الأحياء السكنية في عدة مدن كالقامشلي ورأس العين ومحاولة استهداف المركز الأمنية لقسد.

واتهمت الإدارة الذاتية، تركيا، بأنها هي من تقف وراء انتشار آلاف “المرتزقة” في شمال سوريا، وذلك من خلال قصف السجون والمخيمات التي تحتجز داعش في البلاد، وبثت الإدارة مقاطع فيديو لسجون تعرضت لقصف من الطائرات التركية، وهروب المئات من عناصر داعش على أثرها وتوجههم إلى مناطق سيطرة المعارضة الموالية لتركيا، حسب وسائل إعلامية.

المجتمع الدولي يحمل تركيا مسؤولية عودة داعش في سوريا

وليست الإدارة الذاتية فحسب، بل الكونغرس الامريكي وبعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية، حملوا تركيا مسؤولية تسريع عودة داعش في سوريا، وإطلاق سراح الآلاف من السجون عبر قصفها، مشيرين أن تركيا “بغزوها لشمال سوريا” قوضت سنوات من الجهد في سبيل القضاء على داعش واحتجازه في بقع صغيرة مشتتة لتشتيت خطره.

وفي السياق كشفت صحيفة “غارديان” البريطانية عزم بلجيكا استعادة مواطنيها المحتجزين لدى قسد، قبل انتهاء الهدنة المعلنة بين قسد وتركيا، وبحسب الصحيفة، فإن المسؤولين البلجيكيين أبلغوا عوائل داعش في معسكرين تحرسهما قوات قسد، بأن بروكسل ستحاول الاستفادة من وقف إطلاق النار لاستعادتهم”.
في حين أشارت الصحيفة أن دولاً أخرى كفرنسا وألمانيا، تدرس أيضا السبل المتاحة لديها للاستفادة من الهدنة المتفق عليها في استعادة النساء والأطفال المحتجزين في المنطقة، في حين لم تبدي الدول الأخرى أي اهتمام باستعادة الدواعش.

فرنسا تطالب باجتماع لدول التحالف.. وسياسيون أوروبيون يتهمون أنقرة بإنعاش داعش

يشار إلى ان فرنسا طالبت سابقاً باجتماع طارئ للدول التي تنضوي تحت راية التحالف ضد داعش، لبحث “الغزو التركي” لشمال سوريا وكيفية استعادة الأمور إلى نصابها، واستئناف الحرب ضد داعش مع الشريك على الأرض قوات قسد.

واتهمت أوساط فرنسية وأوروبية أنقرة، “بالهجوم على شمال سوريا لإطلاق سراح داعش من سجون قسد، متذرعة بحجج الامن القومي والخطر الذي تشكله قسد عليها”، وأشاروا إلى أن “قسد حارب داعش 5 سنوات على الحدود التركية السورية، ولم تطلق طلقة واحدة اتجاه تركيا، واصفين التدخل العسكري التركي في شمال سوريا بقبلة الحياة لداعش”.

استجواب إدارة ترامب عن هروب عناصر داعش من السجون

وبما ان الكونغرس والمسؤولين الامريكيين يحملان ترامب وأردوغان مسؤولية انصراف قسد عن الحرب على داعش، “وغزو” شمال وشرق سوريا، يسعى رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب الأمريكي بيني طومسون، والنائب مايك روجرز، أبرز عضو جمهوري باللجنة لعمل تقييم استخباراتي للتهديد الذي يشكله عناصر تنظيم داعش الإرهابي الذين تم إطلاق سراحهم وهربوا من سوريا نتيجة العمليات العسكرية التركية.

وذكرت وكالة أنباء “بلومبرغ” أن النواب كتبوا في رسالة إلى وزارة الأمن الداخلي، عبروا فيها عن قلقهم البالغ إزاء  قدرة هؤلاء العبور من تركيا إلى الولايات المتحدة، مشيرين إلى أن ذلك يشكل تهديداً على الولايات المتحدة”.

وفي غضون ذلك، ذكرت قناة سي أن أن الأمريكية، أن الكونغرس الامريكي يتحرك في إجراءات عزل ترامب على خلفية قرار انسحابه من سوريا، وما نتج عنه من عودة لتنظيم داعش، وتدارك الامر قبل فوات الأوان.

فهل سيتدخل الكونغرس مرة أخرة ويوقف قرار الانسحاب والتدخل التركي في شمال سوريا، والانصراف مرة أخرى للقضاء على التدخل الأوحد “داعش”، أم أن قسد ستنصرف لوحدها مرة أخرى وتدافع عن البشرية ضد داعش؟.

 

إعداد: علي إبراهيم