دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

خلافات وسرقة رواتب واستغلال .. مسلحون سوريون في ليبيا يشكون حالهم وتوترات مع القادة

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – بعيداً عن ما تشهده سوريا من تصعيد عسكري في المناطق الشمالية، لايزال ملف تواجد المسلحين السوريين الموالين لتركيا وروسيا في ليبيا محل جدل دولي، مع الحديث عن اضطرابات و توترات بين الفصائل المتواجدة هناك بسب قطع الرواتب.

عناصر الفصائل يتهمون قادتهم بسرقة رواتبهم

وتشهد صفوف فصائل “الجيش الوطني السوري” وغيره من المجموعات المسلحة الموالية لتركيا المتواجدة في ليبيا، توترات و اضطرابات وسط اتهامات من قبل العناصر لقادتهم بسرقة رواتبهم واستغلالهم، وذلك بالتزامن مع ضغوطات دولية مستمرة على تركيا لسحب “المرتزقة” من ليبيا، لفتح الطريق أمام الحلول السياسية.

وبعد مظاهرات لهم وعصيان الأوامر العسكرية في سوريا بسبب قطع رواتبهم من قبل تركيا في سوريا، توترت العلاقات بين عناصر “الجيش الوطني” وقادتهم المتواجدين في ليبيا، حيث يطالب العناصر بمستحقاتهم التي لم يحصلوا عليها منذ أشهر.

تركيا وروسيا تواصلان إرسال المسلحين إلى ليبيا

وبالرغم من المؤتمرات الدولية و الضغوط الممارسة على أطراف الصراع في ليبيا، إلا أن عمليات التجنيد و إرسال المسلحين من سوريا إلى ليبيا مستمرة، وذلك مع محاولات تركية لتنظيم المسلحين السوريين الموالين لها، مع مطالبات للجنة العسكرية الليبية “5+5” بضرورة إخراجهم بشكل كلي من الأراضي الليبية، مع الدعوة لخروج كافة القوات الأجنبية أيضاً من البلاد.

التواجد المسلح لعناصر سورية لا يقتصر على تركيا فقط، بل هناك مسلحين موالين لروسيا أيضاً متواجدين على الأراضي الليبية، تنحصر مهمتهم بحسب قادتهم “بحماية المصالح والشركات الروسية هناك”، وذلك تحت إشراف ما يعرف “بمرتزقة فاغنر”.

الأمم المتحدة: فاغنر نشرت 1200 مسلح في ليبيا

وتقول الأمم المتحدة في تقرير لها أن “فاغنر” الروسية، نشرت أكثر من 1200 من عناصرها على الأراضي الليبية لتقديم الدعم لقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتابع أوضاع المسلحين هناك، قال أن “الرواتب الشهرية باتت تجارة رابحة للكثير من قادة الفصائل الموالية لتركيا ومن دون مبالاة من الضباط الأتراك بما يحدث حيث يتعرض عناصر المجموعات المسلحة المدعومة من أنقرة والمتواجدين في الأراضي الليبية، لشتى أنواع الابتزاز والاستغلال من قبل قاداتهم”.

قادة الفصائل يخلفون بوعودهم بعد وصول العناصر إلى ليبيا

وذكر المرصد ان الفصائل الموالية لتركيا تقوم بإغراء المسلحين برواتب شهرية لاتقل عن ألف دولار، ولكن بعد وصولهم إلى ليبيا يقوم قادة الفصائل بإعطائهم رواتب لا تتجاوز 3000 ليرة تركية أي بما لا يتجاوز (330 دولارا)، إضافة إلى 100 دولار، وهو راتب أقل بكثير مما تم وعد المسلحين به، ويقول العناصر أن قادتهم يسرقون رواتبهم.

وفي عملية تبديل روتينية، عاد خلال الأسبوع الاول من الشهر الجاري، نحو 100 مسلح سوري موالي لتركيا من ليبيا إلى سوريا، بينما غادرت مجموعة أخرى تتألف من نحو 200 عنصراً الأراضي السورية عبر تركيا إلى ليبيا.

“أبو عمشة” يطلق النار على أقدام عناصره في ليبيا

وتحدث المرصد أن قائد ما يسمى “فرقة السلطان سليمان شاه” المدعو “أبو عمشة” قام بإطلاق النار على أقدام عناصر تابعين له في المعسكرات الليبية، لأنهم احتجوا على  قلة الطعام، وسرقة رواتبهم الشهرية، والمحسوبيات داخل المعسكر، إضافة لما معاناتهم من استغلال”، وأشار المرصد إلى ان المدعو “أبو عمشة” فرض على كل مسلح يطالب العودة إلى سوريا بالتناول عن راتبه لمدة 3 أشهر لقائد الفصيل”. حيث يتكتم قادة الفصائل هناك على الانتهاكات المرتكبة من قبل أبو عمشة خوفاً من “ابتزاز عوائلهم في سوريا أو حتى تعرضهم للقتل”.

وذكر المرصد أن ما يحدث من اضطرابات داخل الفصائل السورية دفع بالأتراك إلى تسيير الأمور وعدم تركها في يد قادة الفصائل.

المسلحين الموالين لروسيا يطالبون أيضاً برواتبهم

التوتر لم يقتصر على الفصائل الموالية لتركيا، بل المسلحين الموالين لروسيا أيضاً لم تصرف رواتبهم منذ أشهر، وهناك مطالب بدفع المرتبات الشهرية التي تبلغ أكثر من 6 مليارات دينار ليبي لعدد من الفصائل الليبية الجنسية، حيث لم تدفع روسيا والجيش الوطني الليبي لهم مرتباتهم مدعين أن هذه الأرقام غير صحيحة.

وسبق أن اتفقت مجموعة 5+5 الليبية، على انسحاب تدريجي ومتوازن للمجموعات المرتزقة والمسلحين والقوات الأجنبية من ليبيا، كما يضغط المجتمع الدولي على أطراف الصراع في ليبيا للقيام بالأمر، لإفساح المجال أمام الحلول السياسية وإجراء الانتخابات المقررة نهاية العام الجاري، وإنهاء الأزمة والحرب الليبية.

وتؤكد أوساط سياسية ليبية أن المجتمع الدولي غير قادر على فرض إخراج المسلحين والمرتزقة من ليبيا على كل من تركيا وروسيا، مشيرين إلى أن تواجدهم يعرض الأمن القومي لدول الجوار للخطر.

إعداد: رشا إسماعيل