أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يشكل مخيم الهول الذي يقع شرق مدينة الحسكة، خطراً حقيقاً على سوريا ودول الجوار، بل والإقليم والعالم، وذلك بسبب احتواءه على عشرات الآلاف من عائلات تنظيم داعش الإرهابي وجيل من الأطفال كبر وتربى على الفكر المتطرف الذي تلقوه من قبل أمهاتهم اللواتي لا يزلن يمجدن التنظيم ويتوعدن “بالذبح” في حال خروجهم من المخيم.
معلومات استخباراتية وتزايد نشاط التنظيم وراء انطلاق الحملة الأمنية
ويحتوي مخيم الهول على أقسام عدة من بينها “قسم المهاجرات” وهو قسم خاص بزوجات وعائلات تنظيم داعش الإرهابي، من جنسيات أجنبية مختلفة، ويعتبر من أخطر أقسام المخيم، والمسؤول عن كل حادثة فلتان أمني أو قتل أو جريمة تحصل فيه، وذلك ضد كل من يرفض فكر التنظيم المتطرف ولا يتعاون مع خلاياه.
فيما وردت للقوات الأمنية والعسكرية المسؤولة عن المخيم، معلومات تشير بأن هناك محاولات من التنظيم بشن عمليات هجوم على المخيم من الخارج، مع تجهيزات لمن في الداخل بالهجوم على النقاط الأمنية بالتزامن مع الهجوم الخارجي، ناهيك عن حالات القتل والجرائم التي كثرت في المخيم والتي مصدرها “قسم المهاجرات”، ولذلك أطلقت قوى الأمن الداخلي “الأسايش” برفقة قوات سوريا الديمقراطية حملة أمنية ضمن ما يسمى حملة “الإنسانية والأمن” في مرحلتها الثالثة قبل 10 أيام.
خلال 9 أيام.. القبض على 40 من عناصر داعش
وخلال 9 أيام من استمرار العمليات الأمنية داخل المخيم، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأنه تم القبض على 40 عنصراً من خلايا تنظيم داعش الإرهابي من جنسيات مختلفة، مع العثور على كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات والأنفاق كانت تستخدم داخل المخيم من قبل خلايا التنظيم.
ولفت المرصد إلى أنه مع بداية الحملة، تم القبض على عنصر لتنظيم داعش متنكراً بزي النساء، في قطاع “المهاجرات” مع 21 شخصاً من المتعاونين مع خلايا التنظيم في المخيم.
إضافة إلى القبض على 9 أشخاص من المشتبه بهم والمتعاونين مع خلايا التنظيم في اليوم الثالث من الحملة، وذلك من قبل “قوات التدخل السريع” التابعة “للأسايش”.
القبض على قيادات للتنظيم منهم مسؤولون عن “نشر التطرف”
فيما تمكنت القوات الأمنية والعسكرية من القبض على 3 عناصر للتنظيم ضمن المخيم، مع العثور على أسلحة وذخائر متعددة بعد اعترافات ممن ألقي القبض عليهم، ضمن اليوم الخامس للحملة.
وفي يوم الحملة السابع، نفذت قوى “الأسايش” عملية نوعية في مخيم الهول، ألقت القبض من خلالها على شخص عراقي مهمته التنسيق بين خلايا التنظيم في المخيم.
كذلك ألقي القبض على “مسؤول شرعي” في تنظيم داعش الإرهابي، مسؤول عن “نشر الفكر المتطرف” بين صفوف الأطفال وأفراد المخيم. خلال اليوم الثامن.
أما في اليوم التاسع من الحملة الأمنية المستمرة داخل المخيم، فقد أعلنت قوى الأمن عن القبض على عنصرين من التنظيم، مع العثور على مخبأ كانت تستخدمه خلايا داعش في المخيم وبداخله أسلحة وذخائر، من قبل “وحدات مكافحة الإرهاب”.
خطورة مخيم الهول
ويأتي خطورة مخيم الهول، كونه يحوي على عشرات الآلاف من عوائل التنظيم الإرهابي، القسم الأكبر منهم من جنسيات أجنبية مختلفة، ترفض الدول التي ينحدرون منها استقبالهم، كما أن التغاضي الدولي عن هذه المعضلة سببت تزايداً في خطورة ونشاط التنظيم وخلاياه في المخيم، مع قيام جيل جديد من الأطفال الذين كبروا في كنف أمهاتهم اللواتي زرعوا التطرف والإرهاب والحقد على كل من هو خارج المخيم، عبر الادعاء بأنهم “كفار وملحدين ومرتدين”.
وتأتي حملة “الإنسانية والأمن” في مرحلتها الثالثة، بعد قرار أصدرته الإدارة الذاتية منتصف عم 2023، نص على محاكمة المئات من عناصر ومقاتلي التنظيم، وذلك بعد مؤتمر لدول التحالف تغاضى بشكل كامل عن معضلة مخيم الهول وضرورة حلها، ورفض بلدانهم الأصلية قبول استقبالهم ومحاكمتهم لديها.
تقسيمات المخيم وماذا يضم
ويضم مخيم الهول المؤلف من 9 قطاعات، وفق سجلات إدارة المخيم 56 ألفاً و97 شخصاً، من بينهم 29 ألفاً، و152 شخصاً يحملون الجنسية العراقية؛ بين شباب ورجال ونساء وأطفال ضمن 7 آلاف و791 أسرة. ويصل عدد السوريين منهم إلى 18 ألفاً و863 شخصاً بين شباب ورجال ونساء وأطفال أيضاً، ضمن 4 آلاف 998 أسرة.
فيما يصل تعداد نساء وأطفال مرتزقة داعش الأجانب إلى 8 آلاف و109 أشخاص، ضمن 2416 أسرة، ينحدرون من 54 جنسية أجنبية، يقطنون في قطاع منعزل وهو القطاع التاسع المعروف باسم “قطاع المهاجرات” بالإضافة إلى وجود ما يقارب 12 ألف مرتزق في سجون شمال وشرق سوريا. وفق ما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي حصيلة للمرصد، فإن حالات القتل في مخيم الهول منذ بداية العام، وصلت إلى 24 شخصاً بين نساء ورجال، وإصابة 13 آخرين في محاولات مماثلة بدوافع القتل، وأكثر من 27 محاولة فرار.
إعداد: علي إبراهيم