دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

حصاد أوغاريت بوست: بنس إلى تركيا لوقف إطلاق النار في شمال سوريا، والقوات الأمريكية تستمر بسحب جنودها من مواقعهم في المنطقة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات قاسية طالت مسؤولين ووزارتين تركيتين، يرحل نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إلى تركيا للتباحث حول وقف إطلاق النار في شمال سوريا، يأتي هذا في وقتٍ سحبت فيه القوات الأمريكية جنودها من مدينة منبج واتجهت إلى وجهة اخرى، فيما قتل 3 عناصر من المعارضة باشتباكات مع القوات الحكومية في “خفض التصعيد”.

الحصاد الميداني – التدخل العسكري في شمال وشرق سوريا

اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة والقوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة أخرى، على محاور على مقربة من بلدة عين عيسى، بالتزامن مع معارك متواصلة بوتيرة عنيفة في رأس العين وتل أبيض.

وبحسب المرصد أن المحور يتواجد فيه القوات الحكومية، إلا أنهم أخلوا مواقعهم وانسحبوا أثناء الاشتباكات.

وعلى صعيد متصل، تستمر المعارك العنيفة بين الطرفين، على محاور في رأس العين وتل أبيض، في هجوم متواصل من قبل القوات التركية والفصائل الموالية لها بغية معاودة التقدم في مدينة رأس العين وتوسيع نطاق سيطرتها في تل أبيض.

وفي سياق المعارك الجارية أعلنت قوات سوريا الديمقراطية مقتل 103 من عناصر الجيش التركي والفصائل الموالية له في الاشتباكات منذ يوم الاثنين، في محاور رأس العين وتل أبيض، إضافة إلى 23 من قسد لقوا مصرعهم أثناء الاشتباكات نفسها.

يأتي هذا في وقت تجددت فيه المعارك العنيفة بين قوات قسد والقوات التركية والفصائل الموالية لها على محور رأس العين، بعد سيطرة قسد عليها جراء هجوم معاكس كبير، ولا تغيير على خريطة السيطرة العسكرية، تزامنت الاشتباكات مع قصف مدفعي وجوي كثيف من جهة معبر رأس العين والمنطقة الصناعية.

تداعيات التدخل العسكري في شمال وشرق سوريا

قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، إنه ربما يجري تحميل تركيا المسؤولية عن عمليات “إعدام تعسفية نفذتها جماعة مسلحة مرتبطة بها بحق عدد من المقاتلين الأكراد وسياسي”، وقيل إنها ظهرت في تسجيلات فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي في مطلع الأسبوع.

وكانت وسائل إعلام عالمية قد أكدت صحة مقطع الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يظهر لحظة إعدام هفرين خلف رئيسة حزب سوريا المستقبل، والتي قتلت بطريقة شنيعة مع 9 مدنيين آخرين على يد عناصر من فصيل مسلح موالٍ لتركيا.

يأتي هذا في وقتٍ حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش، الدول الأوروبية من نقل المئات من المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم داعش الإرهابي من سجون قوات سوريا الديمقراطية في سوريا إلى العراق، وقالت الباحثة في شؤون العراق لدى المنظمة بلقيس والي إن “أي حكومة تدعم هذه الخطوة من دون اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تعرضهم لخطر التعذيب، أو لمحاكمة مزيفة أو الإعدام، تكون بذلك تساهم في انتهاكات جدية”، معتبرة ان،

يجدر على الدول الأوروبية عدم الدفع بالجهود لنقل مواطنيها إلى العراق لمحاكمتهم، نتيجة سجل العراق في المحاكمات غير النزيهة، فيما دعت المنظمة كل من فرنسا والدنمرك وألمانيا وبريطانيا ودولا أخرى على استعادة مواطنيها بدلا من نقلهم إلى العراق.

كذلك سحبت القوات الأمريكية جنودها من مدينة منبج شمال حلب باتجاه سد تشرين على نهر الفرات، شمال شرق سوريا.

وفي الوقت الذي تتحدث فيه الولايات المتحدة الأمريكية عن انسحاب جنودها من سوريا، قال مسؤول بالخارجية الأميركية، “هدف واشنطن الأول هو السعي عبر الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في شمال سوريا، مشيراً إلى ان بلاده لاتزال تسيطر على الأجواء في شمال وشرق سوريا.

وأكد مسؤول أمريكي آخر، أن طائرات عسكرية أمريكية قامت “باستعراض للقوة” في سوريا لتفريق قوات مدعومة من تركيا، في حين يزور نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس تركيا، الأربعاء، للتباحث حول وقف إطلاق النار في شمال سوريا والعودة إلى الحوار.

كذلك يعقد مجلس الأمن الدولي، الاربعاء، جلسة مغلقة من أجل النقاش حول الأوضاع في شمال سوريا، بعد دعوة من قبل دول أوروبية عدة من بينها فرنسا وبلجيكيا.

إضافة لذلك هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات قاسية جداً على مسؤولين أتراك سابقين وحاليين على خلفية العملية العسكرية التي أطلقتها أنقرة ضد قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، ووقع ترامب عقوبات طالت 3 وزراء أتراك إضافة إلى وزارتين آخرتين، مؤكداً أن هذه هي الحزمة الأولى فقط، وان الحزمة الثانية ستشمل كل المسؤولين الأرتراك.

وأكد ترامب أن وزارة التجارة الأمريكية ستراجع اتفاقاً تجارياً بقيمة 100 مليار دولار مع أنقرة، وأضاف أن واشنطن ستفرض مزيداً من العقوبات القاسية الإضافية على من قال إنهم ارتكبوا جرائم، وشردوا الناس من بيوتهم، ويهددون السلم والاستقرار في سوريا، من دون أن يسميهم.

وفي السياق دعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وقف تركيا لعملياتها العسكرية في سوريا فوراً والدخول في مفاوضات، فيما رد أردوغان ان تركيا لن تفاوض “الإرهابيين” حسب وصفها.

وبدوره قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، إن الهجوم التركي على شمال سوريا أدى إلى إطلاق سراح مقاتلين محتجزين من تنظيم “داعش” الإرهابي، موضحاً أن الناتو سيجتمع الأسبوع المقبل لبحث ملف الهجوم التركي على شمال سوريا، وأن هذا الهجوم قوض المهمة الدولية في محاربة داعش.

ويتوجه نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إلى تركيا في غضون الساعات الـ24 المقبلة، وسيدعو خلال اللقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا،

وأكد بينس أن ترامب تلقى “تأكيدا ثابتا” من أردوغان خلال المكالمة بأن الجيش التركي لن يهاجم مدينة (عين العرب) الحدودية. مشيرا إلى أن العقوبات المعلنة ضد تركيا ستستمر لطالما ان عملية “نبع السلام” متواصلة.

أما روسيا فقد أكدت على لسان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن موسكو تجري اتصالات لتفادي اشتباكات بين الجيشين التركي والسوري بسبب العملية العسكرية التركية، ورفض التعليق على وجود وساطة روسية بين قوات قسد والحكومة السورية، وقال، “طبعاً، نأمل في أن يتوصلوا إلى توافقات. يجب أن يتوافق الجميع بمن فيهم السوريون والأكراد، والسوريون والأتراك”.

فيما قالت الصين “إن بكين تدعو أنقرة إلى وقف عملياتها العسكرية في شمال سوريا”، مطالبة إياها، بـ”العودة إلى المسار الصحيح”.

عودة تنظيم داعش في سوريا

كتبت صحيفة “الفورين بوليسي” أنها تمتلك أدلة أكدها مسؤولان أمريكيان بأن تركيا و”الجماعات المتطرفة المدعومة منها” تطلق سراح منتمين إلى تنظيم داعش الإرهابي، من سجون غير خاضعة للحراسة بعد أن استهدفتها تركيا. وأشار المسؤولون إلى ان الكرد يخوضون معركة باسلة ضد التنظيم المتطرف الذي يستهدفهم، مؤكدا بأن “الجماعات المدعومة تركياً والتي يعترف العالم بتطرفها هي المستفيد الوحيد من إطلاق سراح سجناء داعش”.

وقال اللواء أليكس جرينيكويش، نائب قائد التحالف العسكري :أن عشرات الآلاف من مقاتلي داعش لا يزالون في المنطقة وأن ما ارتكبه ترامب هو أكبر خطأ استراتيجي سيرسم تهديداً طويل الأجل يدمر مكتسبات الحملة العالمية ضد التطرف”.

مــنــطــقـــة خــفــض الــتــصــعــيــد

اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وقوات المعارضة السورية في منطقة أبو الظهور بريف إدلب الشرقي، أدت لمقتل عنصر من المعارضة وإصابة  3 آخرين منهم بجراح متفاوتة، كما قصفت المدفعية الحكومية الثقيلة قرية الصقيعية بريف إدلب الشرقي، ما دون ذلك يسود الهدوء الحذر في عموم قطاعات “خفض التصعيد” الأربعة.

وفي السياق أفادت مصادر من “الدفاع المدني” بمقتل 4 أطفال وجرح آخرون بينهم امرأة، بانفجار عبوة ناسفة في قرية شلخ شمال مدينة إدلب شمالي سوريا، لافتة أن العبوة كانت أمام منزلهم ولم يتعرفوا عليها.

حــرائــق الــغــابــات فـي ســوريـــا

اندلعت سلسلة حرائق بمناطق عدة في المناطق الساحلية من سوريا، لا سيما الجبلية منها، بسبب موجة الحر التي تضرب البلاد في الساعات الماضية، وتحاول فرق الإطفاء إخماد الحريق بيد ان النيران تستعر أكثر فأكثر، وأتت النيران على مساحات واسعة من الغابات والأشجار المثمرة، ورغم كل الجهود المبذولة ألا أن الحرائق لاتزال مستمرة.