أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يستمر التصعيد التركي ضد مناطق شمال وشرق سوريا خلال يومه الرابع، كما تجري اشتباكات عنيفة مترافقة بقصف متبادل بين قوات قسد والجيش التركي والفصائل الموالية له، يأتي هذا في وقت تشهد بعض جبهات “خفض التصعيد” لاستهدافات متبادلة بين الحكومة والمعارضة
الحصاد الميداني – منطقة خفض التصعيد
قتل وجرح 6 من القوات الحكومية السورية إضافة إلى قوات المعارضة، خلال اشتباكات واستهدافات متبادلة ضمن مناطق خفض التصعيد، وقتل 4 عناصر من القوات الحكومية وإصيب آخرين بينهم ضابط برتبة مقدم إثر استهدافهم بقذائف المدفعية من قبل المعارضة قرب تل هواش بريف حماة الشمالي الغربي، فيما قتل عنصر من القوات المعارضة على محور بلدة النقير بريف إدلب الجنوبي، إضافة إلى “مهاجر” سعودي ضمن فصائل المعارضة.
العملية العسكرية التركية في مناطق شمال وشرق سوريا
قصفت القوات التركية بقذائف المدفعية محيط موقع للقوات الأمريكية الخاصة، في منطقة قريبة من مدينة عين العرب/كوباني شمال سوريا، وطالت القذائف القاعدة العسكرية لقوات التحالف الدولي، حيث أشارت وسائل إعلامية عن إصابة أو مقتل جنود لم يتسنى معرفة جنسيتهم بالتحديد، إذا ما كان أمريكياً أم فرنسياً.
وفي السياق قصفت الطائرات التركية مدينتي تل أبيض ورأس العين شمال الرقة والحسكة، بالتزامن مع قصف بري على مناطق اخرى في شمال وشرق سوريا، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات التركية بالتعاون مع الفصائل الموالية لها.
كما تسببت الاشتباكات المتواصلة والقصف بمزيد من الخسائر البشرية، في حين استهدفت طائرات حربية تركية صباح اليوم الجمعة حي عين العروس بتل أبيض وقرية الأسدية بالقرب من رأس العين على طريق الحسكة.
إضافة إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل “أول جندي في العملية العسكرية التي تشنها مع فصال معارضة موالية لتركيا في شرق الفرات شمال سوريا، وإصابة 3 آخرين”.
استعادت قوات قسد قرى اليابسة بمنطقة تل أبيض بعد ساعات من سيطرة القوات التركية عليها، وأسفرت المعارك عن مقتل 6 من عناصر القوات التركية والفصائل الموالية لها، كذلك أكد المرصد أن قوات قسد تمكنت أيضاً من استعادة مواقع تقدمت إليها الفصائل الموالية لتركيا ومسلحين محليين في مدينة رأس العين.
كما جددت القوات التركية قصفها البري على مدينة القامشلي موقعة المزيد من الجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين.
تداعيات التدخل التركي في مناطق شمال وشرق سوريا
أعلن قائد قوات قسد مظلوم عبدي، إن تركيا استهدفت قواعد عسكرية بعد انسحاب القوات الأميركية منها،
وأضاف أن شرطهم الوحيد للحوار والمفاوضات مع تركيا هو وقف الاعتداء على شمال وشرق سوريا، وأردف أن الدوريات الأميركية لم تتجه لتل أبيض لكنها أمنت الطريق شرق عين عيسى.
وتابع قائلاً، أن “حراسة معتقلي داعش لم تعد أولوية لنا”، موضحاً ان الاستهداف التركي لأحد سجون إرهابيي داعش أدى إلى هروب 5 عناصر.
إضافة لذلك فوض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مسؤولين أمريكيين بصياغة مسودة لعقوبات جديدة “كبيرة جدا” على تركيا بعد أن شنت هجوما في شمال سوريا، وبيّن وزير الخزانة الامريكية، أن تلك “العقوبات لن تطبق في الوقت الراهن”.
فيما هددت حكومات الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على تركيا بسبب هجومها في سوريا ورفضت غاضبة تحذير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أنه “سيفتح الأبواب” ويرسل 3.6 مليون لاجئ إلى أوروبا إذا لم تسانده.
فيما أعرب مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية عن مخاوفه البالغة بشأن العملية التركية الجديدة ضد قوات سوريا الديمقراطية، واصفا إياها “بالخطأ الفادح” الذي سيجلب عواقب وخيمة.
ونقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن المسؤول قوله “إنه يشعر باليأس إزاء عملية نبع السلام التركية ويشارك السعودية وإسرائيل مخاوفهما من أن الهجوم التركي يصب في مصلحة إيران على مستوى المنطقة”.
إلى ذلك حث وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، تركيا “بقوة” على “وقف” عمليتها العسكرية ضد “المقاتلين الأكراد” في سوريا، وفق بيان للبنتاغون، كان ذلك خلال اتصال هاتفي بين الوزير الامريكي ونظيره التركي.
يأتي هذا في وقتٍ قالت أميلي دو مونشالان، وزيرة الدولة الفرنسية لشؤون الاتحاد الأوروبي، إن قمة الاتحاد في الأسبوع المقبل ستناقش فرض عقوبات على تركيا بسبب تحركاتها في سوريا، مشيرة إلى أن الموضوع مطروح بالفعل على الطاولة.
دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونسيف”، جميع الأطراف في سوريا، إلى حماية الأطفال والبنية التحتية المدنية التي يعتمدون عليها، وفقا للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وحذرت المنظمة من العواقب الوخيمة جراء التصعيد العسكري الذي تشهده مناطق شمال وشرق سوريا.
في حين حذرت منظمات أخرى تابعة للأمم المتحدة من نزوح عشرات آلاف المدنيين من مناطق شمالي سوريا بحثًا عن الأمان، نتيجة العملية العسكرية التي أعلنتها تركيا على تلك المناطق، وأعلنت تلك المنظمات نزوح 70 ألف من المدنيين مؤخراً من المدن الحدودية شمال سوريا.
فيما قالت وزارة الخارجية الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلف دبلوماسيين أمريكيين للتوسط بين الأكراد والأتراك لوقف الحرب، وقال ترمب “لدينا واحد من 3 خيارات، إرسال الآلاف من القوات والانتصار عسكرياً، أو ضرب تركيا بشدة مالياً وفرض عقوبات، أو التوسط بين تركيا والأكراد!”.
أعلن عشرات الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي، أنهم سيطرحون قراراً لفرض عقوبات على تركيا رداً على هجومها العسكري على القوات الكردية في سوريا، وقالت أحدى النائبات “يجب أن يواجه الرئيس أردوغان ونظامه عواقب وخيمة بسبب الهجوم بلا رحمة على حلفائنا الأكراد في شمال سوريا”.
قالت وزيرة الدفاع الإسبانية مارجاريتا روبليس إن بلادها ستعيد النظر في بقاء بطارية صواريخ “باتريوت” الإسبانية المنتشرة على الحدود التركية – السورية مع 150 جنديًا، تم نشرهم منذ يناير 2015، وذلك حال تفاقم الوضع في المنطقة نتيجة الهجوم التركي على شمال وشرق سوريا.
انقسمت مكونات “هيئة التفاوض العليا السورية” بشأن موقفها من العملية العسكرية التي تشنها تركيا ضد منطقة شرق الفرات، حيث رفضت منصة القاهرة العملية العسكرية التركية، واعتبرت أياها “حرب إضافية في سوريا” ستؤدي إلى مزيد من الضحايا، وخاصة في أوساط المدنيين، ومزيد من موجات النزوح والهجرة”.
في حين وصف “حزب الإدارة الشعبية”، الذي يتزعمه رئيس “منصة موسكو”، قدري جميل، التدخل التركي بـ”العدوان السافر”، داعياً إلى وقف العدوان والالتزام بالعمل ضمن صيغة “محادثات آستانا”.
أما “منصة الرياض”، التي يقودها رئيس “هيئة التفاوض”، نصر الحريري، فلم يصدر عنها أي بيان حول تأييد العملية أو رفضها مكتفياً بتأييد العملية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
محافظة الحسكة
فقد عدة أشخاص حياتهم وجرح آخرون جراء انفجار سيارة مفخخة في مدينة القامشلي شمالي مدينة الحسكة، ووقع التفجير في شارع “منير حبيب” بجانب مطعم “الأومري”، فيما بعد نقلت “وكالة أعماق” المقربة من تنظيم داعش الإرهابي تبنيه للهجوم الإرهابي.
محافظة درعا
انفجرت عبوة ناسفة موضوعة بجانب الطريق بسيارة تقل جنوداً من الشرطة العسكرية الروسية في محافظة درعا، ولم تذكر المصادر حجم الأضرار والخسائر في صفوف القوات الروسية.
محافظة دير الزور
قصفت القوات الحكومية السورية مدينة هجين الخاضعة لسيطرة قوات قسد ما أسفر عن إصابة امرأة. فيما ردت قوات التحالف بقصف القوات الحكومية.
محافظة اللاذقية
يشكو أهالي ريف محافظة اللاذقية من القيادة الرعناء وسوء استخدام الدراجات النارية، فيما وعدت السلطات المعنية بتسيير دوريات وضبط مخالفات بحق المخالفين، ويشتكي أهالي بلدتي “عين شقاق – ومفرق البرزين” بريف جبلة في محافظة اللاذقية، من تحول الطرقات إلى “رالي” لسياق الدراجات النارية.
محافظة دمشق
أكدت مصادر في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تنظيم 5098 ضبطاً تموينياً في كل المحافظات خلال شهر أيلول/سبتمبر الماضي فقط، إضافة إلى إغلاق 258 فعالية تجارية، وإحالة 62 مخالفاً إلى القضاء المختص.
وفي السياق قال “عامر مكي، مدير مالية ريف دمشق التابعة للحكومة السورية، أنه يوجد بعض الخلافات في وجهات النظر بين المالية والجهاز المركزي للرقابة المالية حول بعض التكاليف المالية، حيث أن التحقيقات التي نفذها الجهاز المركزي للرقابة المالية طالت عدداً من العاملين في المالية، تصل نسبتهم لحدود 8% من إجمالي العاملين في مالية الريف، وصدرت بعد ذلك عقوبات شملت بعض رؤساء الأقسام والشعب وعدداً من المراقبين وغيرهم.
محافظة حماة
بيَّنَ رئيس فرع المرور في حماة التابع للحكومة السورية، “العقيد وليد العجيلي”، “أن عدد الحوادث المرورية التي وقعت في حماة بلغ 49 حادثاً في الشهر الماضي (أيلول/سبتمبر)، ما أسفر عن وفاة شخصين، مبيناً أن السرعة الزائدة والقيادة الرعناء ومحاولة التجاوز هي من أهم أسباب تلك الحوادث.