أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – قال المعارض السوري جورج صبرا بأن هيئة التفاوض السورية فشلت، نتيجة تناقضات أطرافها وخليط الجمع الميكانيكي الذي بنيت عليه خارج إطار الالتزام الوطني، مشيراً إلى أنه ربما جاء الدور لمنصة جديدة هي “بي واي دي” (يقصد الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا) وقوات سوريا الديمقراطية.، مؤكداً بأن اجتماع القدس بين الروس والأمريكان والإسرائيليين قد ينتج عنه مؤشرات كمسار الوقائع والأحداث بخصوص سوريا.
المعارض السوري والرئيس السابق للمجلس الوطني السوري جورج صبرا أدلى بهذه التصريحات خلال حوار مفصل أجرته أوغاريت بوست معه، وكان الجزء الثالث والأخير من الحوار على الشكل التالي:
أوغاريت بوست: بعض التقارير تتحدث عن إعادة صياغة هيئة التفاوض السورية، هل فعلاً سيتم ذلك، ولماذا ؟
جورج صبرا: يبدو أن شيئاً من هذا يلوح في الأفق، ويجري التحضير له، دون أن تتوفر معلومات صلبة وموثوقة حول التفاصيل، وموجب ذلك فشل الهيئة في تحقيق أي حضور بين السوريين وفي المجتمع الدولي، فقد بنيت على أساس من التنازلات لتلبية المتطلبات والإرادة الدولية، ونتيجة تناقضات أطرافها وخليط الجمع الميكانيكي الذي بنيت عليه خارج إطار الالتزام الصارم بمسار الثورة وأهداف الشعب.
فبقيت كل منصة تنهج نهجاً مختلفاً عن الآخرين، نتيجة الولاءات المختلفة مما أورث الصراعات والتلاسن المتبادل بين الأطراف وانسحاب البعض منها، واقتصرت نشاطاتها على الزيارات البروتوكولية وأخذ الصور مع السفراء والوزراء، واعتماد محاولات فاشلة لاستجداء تأييد شعبي.
الموجب الثاني كما يبدو وصول مسار آستانا إلى نهاية غير سعيدة، وعدم الافراج حتى الآن عن مسار جنيف حيث العملية السياسية بمرجعياتها الأممية، نتيجة عجز الوصول إلى توافقات أمريكية – روسية ومن الطبيعي أن تعادل النغمة الأساسية للتدخل الدولي وهي انضمام معارضين آخرين جدد فكل دولة تطمح لمن يمثلها من السوريين في منصة المهرجان الدولي للقضية السورية.
وربما جاء الدور اليوم لمنصة جديدة هي البي واي دي (الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا) وقوات سوريا الديمقراطية، باختصار تنفيذ للإرادة الدولية من جديد من أجل تنازلات جديدة.
أوغاريت بوست: سوريا إلى أين ؟
جورج صبرا: سؤال صعب في ظل تعقد المشهد الإقليمي والضبابية التي تسيطر على الأفعال والتوجهات فيه، لأن سوريا في القلب من المنطقة تاريخياً وجغرافياً واستراتيجياً، فمن الطبيعي أن ترتبط أشد الارتباط بالمجريات في الإقليم، فقمم مكة الثلاث لم تقدم ما يسعف لوضوح الرؤية وسبر التوقعات في المنطقة، وكذلك استعراضات القوة التي تبديها الولايات المتحدة وإيران في بحار المنطقة وأجوائها تفتقد للثقة في الحصول على وضوح لما يمكن أن يجري بعد حرب النفط والطائرات المسيرة عن بعد.
وقد يعطي اجتماع القدس بين الأمنيين الروس والأمريكان والإسرائيليين مؤشرات كمسار الوقائع والأحداث في الفضاءين السوري والفلسطيني حيث تتزاحم أيدي الجميع في استسهال المنح والمنع على حساب الدم السوري المراق والحقوق الفلسطينية المغتصبة.
لكن على السوريين أن يكفوا عن كونهم الغائب الأكبر في شؤون قضيتهم فلا بد من وضع نهاية لهذا التبدد السوري والعمل على تحقيق الذات في كتلة وطنية تحافظ على استقلالية القرار الوطني السوري والتمسك بأهداف الثورة مستندة في ذلك لثقة السوريين وتأييدهم.
انتهى
حوار: بهاء عبدالرحمن