دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

جريمة اغتصاب بحق طفلة واستمرار الانتهاكات وتزايد نشاط “الإخوان” في عفرين.. لماذا كل هذا الصمت ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يبادر إلى أذهاننا، السبب في عدم تسليط الإعلام العربي والدولي الضوء على ما يحصل في المناطق التي تسيطر عليها تركيا وخاصة الكردية منها، وعلى رأسها منطقة عفرين، التي تشهد انتهاكات وجرائم اغتصاب وتحرش جنسي مع عمليات تهجير للسكان الأصليين وبناء قرى بأموال منظمات إخوانية، إضافة لصمت الحكومة السورية وحلفائها الذين تهمهم جداً “الوحدة والسيادة السورية”.

لماذا غابت مناطق سيطرة الأتراك عن بيانات آستانا ؟

كل ما يجري في المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل المعارضة، لم يتطرق لها المجتمعون في اجتماع آستانا الأخير، (حلفاء الحكومة السورية)، حيث تتواجد قيادات وعناصر لجماعات ارهابية مدرجة على قوائم الإرهاب الدولية ومنها لتنظيم داعش، والنصرة، كذلك عمليات التهجير القسرية التي يتعرض لها السكان الأصليون والإقدام على اعتقالهم وسلب ممتلكاتهم والاستيلاء عليها بحجج واهية، والأهم من ذلك كله، بناء القرى السكنية وتوطين المهجرين سواءً من الداخل السوري أو الذين يتم ترحيلهم من تركيا، في المكان الذي تراه أنقرة مناسباً.. أليس ذلك تمهيد لما كشفت عنه تقارير إعلامية سابقة بأن تركيا تعمل عبر “انشاء المستوطنات” في الشمال السوري لإجراء استفتاء شعبي واقتطاع كل هذه المناطق تحت مسمى “حق تقرير المصير”؟.

هل تعرضت عفرين “لتطهير عرقي” ؟

منطقة عفرين، التي اجتاحتها القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” في 2018، كانت من أكثر المدن السورية أماناً ومقصداً للآلاف من الفارين من هول الحروب والصراع على السلطة بين الحكومة والمعارضة، لكن بعد السيطرة التركية عليها، انقلبت الأوضاع في هذه المنطقة رأساً على عقب، حيث تقول الاحصائيات أن نسبة الأكراد فيها كان قبل الاجتياح 95 بالمئة، بينما بعد 5 سنوات لم يتبقى 5 بالمئة من السكان الأصليين في هذه المنطقة.

وقد يتساءل البعض عن السبب، بينما الجواب هو ما تشهده هذه المنطقة من انتهاكات وجرائم اغتصاب وتحرش جنسي والتضييق على المواطنين من السكان الأصليين، والترهيب الممارس ضدهم يدفعهم للهجرة، وهذا من الأسباب المتعددة الرئيسية لذلك.

في ظل غياب القانون والمحاسبة.. جريمة اغتصاب جديدة بحق طفلة

المرصد السوري لحقوق الإنسان، من الجهات الإعلامية السورية الوحيدة التي تسلط الضوء على ما يجري في هذه المنطقة، أفاد بارتكاب أحد عناصر فرقة “الحمزات” سيئة الصيت، لجريمة اغتصاب بحق طفلة في ريف عفرين.

وفي التفاصيل، اغتصب عنصر من فصيل “الحمزة” ، المنضوي ضمن صفوف “الجيش الوطني” الموالي لتركيا، طفلة تبلغ من العمر 13 عاماً، مستغلاً وضع عائلتها المادي، حيث تعيش الفتاة مع أب ضرير وأم مريضة في قرية جويق بريف عفرين.

وتمكن العنصر من إقناع الطفلة بالذهاب معه لتزويدها بالمعونات الإنسانية والمساعدات، في حين أقدم على اغتصابها، وأعادها إلى منزل والدها في اليوم التالي قبل أن يلوذ بالفرار.

والمجرم له سجل إجرامي وسوابق في حوادث التحرش الجنسي والاغتصاب. بحسب المرصد.

جرائم الاغتصاب والتحرش الجنسي ترتكب دون محاسبة

وذكر المرصد أنه في تاريخ الـ11 من أيار/مايو الفائت، ارتكبت جريمة استغلال جنسي بحق طفلة 14 عام، استمرت لـ 7 أشهر، عبر إغرائها مادياً من قبل عنصر ينتمي لـ “جيش الإسلام” الموالي لتركيا، يبلغ من العمر 54 عام مستغلا فقر عائلتها.

وحملت الطفلة منه، مع استمرار العلاقة معه في مسكن بحي الأشرفية في مركز مدينة عفرين، وقررا الهرب إلى إعزاز بريف حلب.

وتنحدر الطفلة من عائلة فقيرة نزحت من مدينة حلب مع عائلتها إلى مدينة عفرين، هرباً من الحرب آنذاك، لتلقى مصيرها على يد وحش بشري من الفصائل الموالية لتركيا، على إثر ذلك، ساد توتر وغضب شعبي واسع في مناطق سيطرة الفصائل، بعد إصدار ذوي الطفلة بياناً يؤكد اغتصاب طفلتهم من شخص 54 عاماً.

انتهاكات مستمرة.. وتجاهل محلي ودولي تام

جرائم الاغتصاب هذه، تأتي مع استمرار عمليات الاعتقال بحق المواطنين بتهمة باتت هي الرائجة للحصول على فدى مالية وهي “التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة”، إضافة إلى إقدام الفصائل على بيع منازل المهجرين بأسعار زهيدة لعناصر أو مسلحين آخرين ومهجرين من المناطق السورية الداخلية، ناهيك عن عمليات السلب والاستيلاء بقوة السلاح على ممتلكات المدنيين، وهذا لم تنكره التقارير الدولية والأممية إلا أن الصمت الدولي حيال هذه الحوادث غريب جداً.

تنظيم الإخوان ينشط في الشمال.. بناء قرى سكنية تحت مسمى الإنسانية

ومع تصاعد عمليات الترحيل للاجئين السوريين من الأراضي التركية، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن هناك أعمال لبناء 3 قرى سكنية في ريف عفرين، تطلق مصادر إعلامية محلية كردية تسمية “المستوطنات” عليها، كونها تبنى على أراضي المهجرين ومنازلهم المدمرة.

وبحسب المصادر فإن السلطات التركية رحلت منذ اليوم الأول لعيد الأضحى المبارك ما مجموعه من 390 لاجئاً سورياً تحت مسمى “العودة الطوعية”، منهم عبر معبر باب السلامة وآخرون عبر معابر بريف عفرين والبعض الآخر من معبر رأس العين.

لماذا كل هذا الصمت من دمشق وحلفاءها مع تصاعد نشاط الإخوان في الشمال ؟

وأشارت المصادر إلى أن عمليات الترحيل القسرية هذه تتزامن مع بناء 3 قرى سكنية/مستوطنات، جديدة في المنطقة الواقعة بين قريتي كفرومة ومرتقلاق صغير بريف ناحية شران بمنطقة عفرين، وذلك من قبل جمعية “سخاء” التابعة للإخوان المسلمين، التي استقدمت آليات ثقيلة وبدأت بعمليات البناء بعدما قامت القوات التركية باقتلاع العشرات من الأشجار المثمرة من أراضي المواطنين المهجرين لتسوية الأرض.

وهنا يبادر إلى أذهان المتابعين سؤالاً برسم الحكومة السورية وحلفائها، أن عمل منظمات إخوانية.. هذا التنظيم المدرج على قوائم الإرهاب في سوريا والكثير من الدول العربية والعالم، ألا يشكل خطراً على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وألا يعتبر ذلك انتهاكاً للسيادة السورية، ولماذا كل هذا التجاهل لما يحصل من جرائم وانتهاكات في هذه المنطقة بالذات ؟.

إعداد: ربى نجار