دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“ثورة الجياع” تدق أبواب بعض المناطق السورية.. وتظاهرات حاشدة ودعوات للإضراب العام في الجنوب والعاصمة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تعيش مناطق سيطرة الحكومة السورية أوضاعاً اقتصادية مزرية للغاية، زادت سوءاً بعد الانهيار الأخير لقيمة الليرة أمام العملات الأجنبية وخاصة الدولار، ووصول سعر الصرف إلى أكثر من 16500 ليرة، وهو ما أسفر عن ارتفاع جنوني في أسعار السلع والمواد الغذائية.

احتقان وتظاهرات شعبية.. والزيادة تذهب أدراج الرياح

وزادت هذه الأوضاع السيئة من الاحتقان الشعبي، خاصة بعد زيادة أسعار المحروقات بالتزامن مع صدور مرسومي زيادة الرواتب بنسبة 100 بالمئة، حيث أثرت زيادة أسعار المحروقات على كافة جوانب الحياة وتسببت بارتفاع أخر على الأسعار، وهو ما أدى بالناس للخروج إلى الساحات للتنديد والتعبير عن غضبهم.
وشهدت مدن عدة في مناطق سيطرة الحكومة السورية احتجاجات شعبية غاضبة للأوضاع المعيشية والغلاء الفاحش الذي رافق الانهيار الأخير للعملة المحلية، وكانت مناطق الجنوب السوري هي الأولى في التعبير عن الغضب عن تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
ومنذ أيام عدة تشهد محافظة السويداء مظاهرات شعبية، تندد بمعاناة الأهالي جراء الانهيار الاقتصادي وارتفاع الأسعار، وأقدم المحتجون على قطع طريق دمشق – السويداء لمدة ساعة مع سماحهم لبعض الحالات بالمرور للتأكيد على استمرار الاحتجاجات.
وستشهد محافظة السويداء، الاحد، إضراباً عاماً مع إعلان العشائر وفعاليات اقتصادية وشعبية الانضمام إليها.

الحكومة هي المسؤولة.. والمطالب تصل “لإسقاط النظام”

وتجددت، السبت، احتجاجات الأهالي ضد قرارات رفع أسعار المشتقات النفطية، مع استمرار إغلاق الطرق العامة والاوتوستراد الرابط بين دمشق والسويداء.
كذلك كشفت مصادر إعلامية محلية عن إغلاق مقر المجلس البلدي وفرقة “حزب البعث” في قرية المجدل بالريف الغربي للمحافظة، وذلك وسط مخاوف من هجوم للمدنيين عليها، بعدما تم اعتبارهم “أداة بيد الحكومة لقمع ونهب الشعب”.
وخلال الاحتجاجات، حمل الأهالي مسؤولية الانهيار الاقتصادي، للحكومة السورية، وليس للحصار وما تسميها السلطات “المؤامرة الكونية” والعقوبات وخروج أغلب موارد البلاد من سيطرة الدولة، مشددين على أن السلطة باعت كل موارد البلاد لحلفائها روسيا وإيران بعدما ساعدوها في البقاء في الحكم، بينما يحملون المسؤولية للعقوبات وغيرها، لافتين إلى أن هذه “الأكاذيب” لن تنطلي عليهم بعد الآن.

تجار السويداء ملتزمون بالإضراب ودعوة للبرلمانيين بالمشاركة

وفي سياق ذلك، أصدر تجار محافظة السويداء بياناً أعلنوا فيه “التزامهم بالحراك السلمي ومطالب الشعب السوري المحقة في تحصيل حقه بالعيش الكريم ووضع حد لهذه السلطة المستبدة التي تتاجر بدماء السوريي، ودعا البيان جميع الفعاليات في المحافظة للالتزام بمقررات الحراك ودعوة جميع الفعاليات التجارية في المحافظة للإغلاق، تضامناً مع الحراك ومطالبه “لرفع الظلم والعوز عن أهلنا وذلك يوم الأحد”.
وطالبت أوساط سياسية وشعبية وفصائلية محلية في السويداء، أعضاء مجلس الشعب للمشاركة في الإضراب، إذا كانوا بالفعل ميالين للشعب وقاموا بترشيح أنفسهم لإيصال صوت الشعب.

درعا تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية.. والتظاهرات تصل دمشق

وفي الجنوب أيضاً، تجمع المئات من أبناء بلدة صيدا بريف درعا في وقفة احتجاجية سلمية أمام المسجد الأسود الكبير في بلدة صيدا بريف درعا الشرقي، طالب خلالها المتظاهرون بتحسين الأوضاع المعيشية وإطلاق سراح المعتقلين، من جهته أطلق مركز أمن الدولة قنابل مضيئة لإرهاب المتظاهرين علّهم ينفضوا. وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووفق المرصد فإنه تخلل التظاهرات نداءات من المحتجين تنادي بإسقاط الحكومة السورية ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد، لكي تعود الحياة من كافة نواحيها إلى طبيعتها، كما طالب المحتجون بإطلاق سراح المعتقلين من أبناء المحافظة وغيرهم.
كما شهدت كل من مدينة إنخل وبلدة تل شهاب، ومفرق سملين بريف درعا مظاهرات ضد الحكومة وسياساتها في تعمد إذلال وتجويع الشعب السوري، وسط إطلاق نار من مركز أمن الدولة على مظاهرة مفرق سملين بغية تفريق المتظاهرين.
القبضة الأمنية والتواجد ضمن العاصمة دمشق، لم يمنع أهالي مدينة جرمانا من الخروج في تظاهرات منددة بالوضع المزري الذي يعيشونه، حيث خرج المئات من أبناء جرمانا لليوم الثاني على التوالي في مظاهرة تطالب “بإسقاط النظام” و “خروج المعتقلين” وتنديداً بالواقع المعيشي المتردي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن هناك معلومات تؤكد وصول محافظ ريف دمشق إلى مدينة جرمانا للاجتماع مع الأهالي أمام مجلس المدينة للاستماع لمطالبهم وتهدئة الأوضاع.

“قرارات السلطة ذل”.. و “ثورة الجياع” قادمة

وفي حديثه لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية قال الناشط “عماد.أ” أن “الناس وصلوا لمرحلة لا يمكنهم السكوت على ما يعيشونه من فقر وتعاسة”، خاصة في ظل تدني الأجور والرواتب وارتفاع الأسعار بشكل جنوني دون أي تدخل من قبل السلطات المختصة لكبح جشع التجار وتلاعبهم بالأسعار وقوت الناس، كما وصف قرارات الحكومة الأخيرة برفع الرواتب وزيادة أسعار المشتقات النفطية بـ “الذل”، وهي “سياسة ممنهجة تتبعها الدولة السورية لإفقار الشعب وإذلاله وعدم تفكيره مرة أخرى بالقيام بثورة جديدة”، مشدداً أن ما تقوم به الحكومة من هذه السياسة الخاطئة هو “سيف ذو حدين”، فمن جهة “تحاول إفقار الناس بعد التنازل عن كافة موارد البلاد للمحتلين” حسب وصفه، ومن جهة أخرى “يدفع الناس للخروج بثورات جديدة ضده – ثورة الجوع”.
ولم يستبعد الناشط “عماد .أ” من أن تشهد مناطق سيطرة الحكومة السورية “ثورة الجياع” مؤكداً أن الاحتقان والغضب الشعبي وصلا لدرجة لم يعد الناس يطيقون الصبر، وهم يعلمون أن الحكومة السورية هي المتسببة بذلك، وقال “بينما يعيش هؤلاء في رفاهية ونعيم مع أولادهم الذين يدرسون ويقومون بالسياحة في الخارج، يعيش الناس هنا في فقر مدقع وفي ظل أوضاع معيشية وأزمات صعبة للغاية”.
ولم يستبعد الناشط “عماد .أ” من أن تشهد مناطق سيطرة الحكومة السورية “ثورة الجياع” مؤكداً أن الاحتقان والغضب الشعبي وصلا لدرجة لم يعد الناس يطيقون الصبر، وهم يعلمون أن الحكومة السورية هي المتسببة بذلك، وقال “بينما يعيش هؤلاء في رفاهية ونعيم مع أولادهم الذين يدرسون ويقومون بالسياحة في الخارج، يعيش الناس هنا في فقر مدقع وفي ظل أوضاع معيشية وأزمات صعبة للغاية”.

إعداد: ربى نجار