دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“تهديدات تل أبيب وضغوطات العرب”.. توقف الهجمات “الإيرانية” على “إسرائيل” من سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشهد المناطق الجنوبية السورية التي كانت مسرحاً خلال الفترة الماضية لعمليات قصف متبادلة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل المسلحة الموالية لإيران والعاملة مع “حزب الله” اللبناني هدوءً تاماً، وذلك بعد تثبيت القوات الروسية عدة نقاط مراقبة “لخفض التصعيد”، بعد تهديدات إسرائيلية “بحرب مدمرة” على الجنوب السوري في حال عدم توقف هذه الاستهدافات.

“9 نقاط روسية تراقب الهدوء على جبهات القتال بين سوريا وإسرائيل”

وسبق أن كشفت مصادر لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية قبل أيام، أن القوات الروسية تعمل على وضع حد للهجمات التي تشنها مجموعات مسلحة تطلق على نفسها “المقاومة” والتي تطال مواقع إسرائيلية في الجولان السوري المحتل، وذلك بعد تهديد إسرائيلي مباشر بشن عمليات عسكرية في تلك المناطق لوقف عمليات القصف وتحويلها لغزة ثانية.

تقارير إعلامية بعدها نفت قيام القوات الروسية بتثبيت أي نقاط مراقبة في ريف محافظة القنيطرة، بالقرب من الجولان السوري المحتل، وقالت حينها أن القوات الروسية سيرت دوريات استطلاع في تلك المناطق، وليس هناك أي تواجد لنقاط مراقبة.

إلا أن تقارير إعلامية أخرى، من بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان، أثبتت صحة المعلومات الواردة “لأوغاريت بوست”، وقالت إن القوات الروسية ثبتت ما يصل مجموعه لـ9 نقاط مراقبة للحد من التصعيد التي تقوم بها مجموعات مسلحة عاملة مع “حزب الله” اللبناني وموالية لإيران، وعمليات القصف التي تنفذها على قواعد إسرائيلية.

وفي التفاصيل، ثبتت القوات الروسية نقطتي مراقبة جديدتين قرب الجولان السوري المحتل، وانتشرت قوات روسية في قريتي بئر عجم والملعقة بريف القنيطرة الغربي، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أن نقاط المراقبة هذه تأتي في إطار خفض وتيرة وحدة التوترات في المنطقة.

“التحركات الروسية جاءت بعد تهديدات إسرائيل وضغوطات عربية”

ومنذ ما يقارب الأسبوعين، لم تسجل أي عمليات قصف من ريف محافظة القنيطرة باتجاه المواقع والمناطق السورية التي تحتلها إسرائيل، وخاصة هضبة الجولان السوري، من قبل الفصائل الموالية لإيران والعاملة مع “حزب الله”، وهذا يدل على أن التهديدات الإسرائيلية تم اتخاذها على محمل الجد من قبل روسيا، التي يبدو أنها ليست موافقة على تصرفات إيران في الجنوب السوري، وإمكانية أن تجر تلك المناطق لحرب مع إسرائيل لن تكون لصالح سوريا أبداً.

وقال ناشطون محليون لشبكة “أوغاريت بوست” أن القوات الروسية وقبل أن تقوم بتثبيت نقاطها قامت باستقدام تعزيزات عسكرية للمنطقة، ودخلت على خط التهدئة وخفض التوتر عبر تثبيتها لـ9 نقاط مراقبة على المناطق الحدودية القريبة من خطوط التماس بين سوريا والمواقع التي تحتلها إسرائيل.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن العرب أيضاً مارسوا ضغوطات على روسيا والحكومة السورية من أجل إيقاف الهجمات التي تنطلق من الأراضي السورية نحو المواقع المحتلة في هضبة الجولان السوري، وضرورة منع تلك المجموعات المسلحة من جر المنطقة نحو حرب جديدة قد تشبه في نتائجها ما حصل في غزة أو عمليات القصف شبه اليومية التي تقوم بها إسرائيل على مواقع في جنوب لبنان.

“الخطوات اللاحقة .. إبعاد المسلحين الإيرانيين” من الجنوب

ولفتت المصادر إلى أن من بين الدول العربية التي مارست الضغوطات على روسيا ودمشق، الإمارات، التي سبق وأن اقترحت فرض وإجراء تسوية جديدة في المناطق الجنوبية السورية، من بينها درعا والقنيطرة، وذلك بهدف إبعاد كل الجماعات المسلحة الموالية لإيران والعاملة مع “حزب الله” في استهداف المواقع الإسرائيلية داخل الأراضي السورية المحتلة، وضرورة أن تقوم القوات العسكرية السورية بالسيطرة على الوضع الأمني في تلك المناطق منعاً أيضاً لتهريب المخدرات إلى الأردن وبالتالي إلى دول الخليج.

إسرائيل هددت “بحرب مدمرة” في جنوب سوريا

وسبق أن أعلنت إسرائيل استعدادها لفتح جبهات حرب جديدة في الشمال، أي جنوبي سوريا ولبنان، والتي وصفتها “بالحرب المدمرة”، وأشارت إلى أن نتائج هذه الحرب في حال وقعت لن تكون أقل مما حدث في غزة، وذلك في حال لم تتوقف عمليات القصف على المواقع التي تتواجد فيها.

وكانت إسرائيل ردت على العديد من الهجمات التي انطلقت من داخل الأراضي السورية نحو هضبة الجولان المحتلة، محملة الحكومة السورية بشكل مباشر تبعات أي هجوم واسع قد تشنه في حال لم تتوقف هذه الهجمات وبشكل كلي.

يأتي ذلك في وقت لاتزال عمليات القصف التي تقوم بها مجموعات مسلحة موالية لإيران على قواعد التحالف الدولي والجيش الأمريكي في الشمال الشرقي السورية ومنطقة التنف مستمرة، حيث أن ما يصل لنحو 90 هجوماً تعرضت له تلك القواعد منذ بداية الحرب في غزة، مع عمليات رد من قبل القوات الأمريكية والتحالف بقصف مواقع إيرانية داخل سوريا، وهو ما أدى لخسائر كبيرة بشرية ومادية في صفوف الأخيرة.

إعداد: رشا إسماعيل