أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – منذ بداية عام 2024، زاد تنظيم داعش الإرهابي من نشاطه بشكل كبير وملحوظ في مختلف المناطق السورية، وذلك عبر هجمات وكمائن وعمليات استهداف تطال قوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لها من بينهم تلك الموالية لإيران، و قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي، مع مدنيين يعملون في جمع مادة الكمأة في مناطق البادية.
ببداية رمضان.. 7 عمليات لداعش في بوادي سوريا
عمليات التنظيم الإرهابي ازدادت بشكل كبير خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، حيث شن العديد من العمليات والهجمات طالت قوات عسكرية ومدنيين يعملون في جمع فطر “الكمأة”، وهو ما أسفر عن خسائر بشرية كبيرة، وذلك مع زيادة نشاط التنظيم بشكل ملحوظ خاصة في البادية السورية.
وخلال الأيام الثلاث الأولى من شهر رمضان، شن التنظيم العديد من الهجمات قتل فيها 17 شخصاً، وهم سيدة من عمال الكمأة و 10 من مسلحي “الدفاع الوطني” و 2 من الفرق الـ25 قوات خاص، و 2 من العاملين مع “حزب الله اللبناني من الجنسية السورية، و 2 من لواء القدس، وذلك في 7 عمليات توزعت في بادية دير الزور والرقة وحمص، وهي المناطق الأكثر نشاطاً للتنظيم الإرهابي وخلاياه النائمة.
خسائر بشرية بينها مدنيون وعمال بجمع الكمأة
وفي تفاصيل هذه الهجمات، وفق المرصد السوري، قتل عنصران وجرح 3 آخرون جميعهم من المنتسبين الجدد للواء القدس، في هجوم لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، أمس، استهدف سيارة كانوا يستقلونها بالقرب من صوامع الحبوب على طريق الاستراد الدولي تدمر- دير الزور، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة.
أما في بادية دير الزور، قتل 3 أشخاص، هم “سيدة وعنصرين بالدفاع الوطني”، من العاملين في جمع فطر الكمأة، مع فقد الاتصال بآخرين ببنهم نساء في حصيلة أولية لهجوم مسلح شنه خلايا التنظيم الإرهابي أثناء تواجدهم في بادية البشري بريف دير الزور الجنوبي، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة.
فيما أرسلت قوات الحكومة السورية دوريات لمسلحي “الدفاع الوطني” للمنطقة التي حصل فيها الهجوم لجلب جثامين القتلى، فيما تعرضت الدوريات العسكرية أيضاً لكمين من خلايا التنظيم وفقدان الاتصال بهم، فيما أشار المرصد إلى أن من بين العناصر العسكرية المرسلة نساء.
وسبق أن استهدف خلايا التنظيم الإرهابي امرأة يقال إنها “تعمل بالسحر والشعوذة” بعد استهدافها بالرصاص المباشر في منزلها يوم الثلاثاء، ببلدة الجرذي شرق محافظة دير الزور، لتنقل المرأة على إثر ذلك للمشافي لتلقي العلاج، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة يوم الأربعاء، كما أصيب زوجها خلال الهجوم.
وقبل ذلك، قتل 4 عناصر من قوات “الدفاع الوطني” إثر هجوم لخلايا التنظيم على موقع عسكري في منطقة حويسين شرق جب الجراح بالريف الشرقي لمحافظة حمص، فيما لاذ المهاجمون بالفرار إلى جهة مجهولة.
وفي بادية الرقة، أفاد المرصد السوري في وقت سابق بمقتل عنصر من “الدفاع الوطني” بهجوم للتنظيم على مواقع قوات عسكرية لقوات الحكومة والمجموعات المسلحة الموالية لها في بادية الجبيلة بريف الرقة، حيث تبادل الطرفين إطلاق النار، قبل أن تنسحب الخلايا إلى جهة مجهولة في عمق البادية السورية.
منذ بداية 2024.. 213 قتيل بالعمليات العسكرية في البادية السورية
وفي إحصائية نشرها المرصد السوري للعمليات العسكرية ضمن البادية السورية منذ مطلع عام 2024، فقد قتل 213 شخصاً وهم، 22 من عناصر التنظيم الإرهابي، و 156 من قوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لها من ضمنهم 14 من المجموعات الموالية لإيران من الجنسية السورية، إضافة إلى 35 مدني قتلوا في 79 عملية لداعش في مناطق متفرقة من البادية السورية.
وتوزعت عمليات التنظيم ضمن منطقة البادية في الفترة المذكورة، 37 عملية في بادية حمص، و 26 في بادية دير الزور، 9 عمليات في بادية الرقة، و 6 هجمات في بادية حماة، و هجوم واحد في بادية حلب.
2024 بأشهره الأولى.. الأعنف لداعش بعد “الانتصار العسكري” عليه
ويعد عام 2024 بأشهره الثلاث الأولى هو الأعنف والأكثر نشاطاً لتنظيم داعش الإرهابي أسوة بباقي السنوات التي تلت الإعلان عن فقدانه لآخر معاقله في منطقة الباغوز بريف دير الزور، والانتصار العسكري عليه من قبل قوات سوريا الديمقراطية و التحالف، إضافة للضربات الكبيرة التي تعرض لها التنظيم في السنوات الماضية بمقتل متزعمهم المدعو “أبو بكر البغدادي” و خليفته المدعو “أبو إبراهيم القرشي”، مع استمرار العمليات الأمنية ضد التنظيم في مختلف المناطق السورية سواءً البادية وشرق البلاد، والغارات الجوية التي يتعرض لها داعش في البادية من قبل سلاح الجو الروسي.
وسبق أن حذرت تقارير دولية وأممية من أن تنظيم داعش الإرهابي سيشتغل حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي تسيطر على منطقة “الشرق الأوسط” جراء الحرب المستمرة في قطاع غزة، وانشغال الجهات التي تحارب التنظيم بعدم اتساع رقعة الحرب وشمولها لدول الجوار الفلسطيني، مع تأثيرها على الحرب ضد التنظيم من قبل التحالف الذي بات يرفع جاهزيته القتالية ليس لمحاربة داعش بل لمواجهة المجموعات الإيرانية التي تهاجم قواعده في شرق البلاد.
إعداد: علي إبراهيم