دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تمسك “الشق الإيراني” من قوات الحكومة بالخيار العسكري يعكر الأجواء بين دمشق وموسكو

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لاشك في أن التصعيد العسكري في محافظة درعا وضع خلافات بين شقي العاصمة السورية دمشق، سواءً المواليين لروسيا وأخرون يدعمون إيران، يأتي ذلك في وقت تستمر قوات “الفرقة الرابعة” باستقدام تعزيزات عسكرية من مناطق سورية عدة لمحافظة درعا في مشهد يوحي بالتمسك بالخيار العسكري.

التمسك بالخيار العسكري يغضب روسيا

تلك الخطوات تقابلها روسيا بمحاولة تهدئة الأوضاع عبر مفاوضات بين وفود محلية من درعا مع قوات الحكومة السورية، لتجنب المحافظة عملية عسكرية واسعة قد تكلف المنطقة الجنوبية والحكومة معاً خسائر كبيرة، خاصة بعد حديث لضباط روس مسؤولين عن ملف الجنوب أن موسكو لن تساند دمشق في حال هاجمت درعا.

درعا لم تكن المحطة الأولى أو الوحيدة ولن تكون الأخيرة في إطار الصعوبات التي تواجهها روسيا في إدارة العمليات العسكرية والسياسية للحكومة السورية، خاصة مع وجود شق في هذه الحكومة توالي إيران وتعمل على تنفيذ مصالحها وأهدافها في سوريا. هذا الأمر بدأ يزعج الروس كثيراً خاصة مع تقارب وجهات النظر مع الأمريكيين بخصوص الملف السوري.

كما أن الاتفاقات التي أبرمتها موسكو مع الولايات المتحدة، بعد اللقاء بين الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين، تهدف إلى تثبيت مناطق السيطرة و وقف إطلاق النار، دعماً أيضاً للمؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والذي عقد في وقت سابق من الشهر الماضي، حيث ترغب موسكو بتسلم هذا الملف، كون له منافع كثيرة مالية سياسية وبسط للنفوذ أيضاً.

تجدد القصف ورفع سواتر ترابية لخنق أهالي درعا

ميدانياً.. جددت قوات الحكومة السورية قصفها على مناطق سكنية في محافظة درعا، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء السبت، أن مدينة درعا و المناطق المحيطة بها تشهد أزمة إنسانية تتمثل بنقص في مخصصات الطحين و الحصول على المواد الغذائية ومياه الشرب.

يتزامن ذلك مع مواصلة قصف قوات “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات الحكومة بالأسلحة الثقيلة على درعا البلد ومخيم درعا وطريق السد ومنطقة العجمي ومخيط الري شرق المزيريب وأطراف طفس الغربية، ولا معلومات عن خسائر بشرية.

فيما تواصل قوات الحكومة السورية استقدام تعزيزات عسكرية للمحافظة قادمة من حلب وغيرها من المناطق السورية. كما تستمر المساعي الروسية لتهدئة الأوضاع عبر الاجتماعات التفاوضية بين اللجان المركزية في حوران مع الوفود الأمنية الحكومية. والتي لم يعرف بعد إذا ما توصلت الأطراف لصيغة معينة لإنهاء التصعيد أم أن الخلافات لا تزال سائدة.

و “بهدف خنق المدنيين في درعا”، قامت قوات الحكومة السورية برفع سواتر ترابية حول درعا البلد، لإحكام الحصار ومنع المدنيين من مغادرتها، وذلك في ظل الحديث عن وصول “أسد الله” وهو لقب يطلق على المبعوث الروسي، إلى المدينة للقاء وجهاء الجنوب لبحث الوصول إلى تسوية جديدة تبعد العمل العسكري.

التصعيد في درعا يتناقض مع التنسيق الأمريكي الروسي حول سوريا

وفي الشق السياسي أيضاً، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن محليين روس، أن روسيا غير مرتاحة لما يتم في درعا، خاصة أن ذلك يتناقض مع التنسيق الروسي الأمريكي، مشيرين إلى عدم رضا موسكو على عرقلة البدء بالمسار السياسي من قبل القيادة في دمشق.

واعتبرت تلك الأوساط أن خطوات القيادة السورية في درعا تشير إلى خلق واقع جديد للابتعاد عن ما يرغب به المجتمع الدولي، بتنفيذ قرارات مجلس الأمن وعلى رأسها 2254. ولفت إلى أن ما تقوم به دمشق يتعارض مع ما تسعى إليه روسيا في السير بخريطة الطريق التي أعلنت في ختام مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي 2018″.

وسبق أن أشار المستشار لدى الخارجية الروسية، رامي الشاعر، أن أولويات موسكو في درعا تتمثل في المحافظة على نظام التهدئة ومنع توسع التصعيد، وأكد أن الحكومة السورية بدون روسيا لا تستطيع أن تسيطر على درعا.

إعداد: علي إبراهيم