أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كشفت تقارير إعلامية أن القوات الفرنسية قامت بعملية إعادة انتشار لقواتها المتواجدة في سوريا، وذلك تماشياً مع ما تفعله القوات الأمريكية من إعادة تموضع في مناطق شمال شرقي سوريا، بعد قرارها بالانسحاب من البلاد عقب التدخل العسكري التركي في المنطقة.
ضغوطات على ترامب للبقاء في سوريا
وبحسب تلك التقارير الإعلامية، فإن التحركات الأمريكية الأخيرة جاءت بناءً على قرار الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، الذي أمر بإعادة انتشار القوات الأمريكية في منطقة شمال سوريا، وأوضحت مصادر دبلوماسية أمريكية، “أن ترامب كان ماضياً في سحب القوات، لكنه تعرض لضغوطات من قبل أعضاء في الكونغرس الأمريكي للإبقاء على قوات أمريكية، كون تنظيم داعش لا يزال متواجداً وبدأ بإعادة تشكيل نفسه بوتيرة أسرع بعد التوغل التركي”.
وانسحبت القوات الأمريكية من عدة مواقع ونقاط عسكرية قريبة من الحدود التركية قبيل التوغل التركي بأيام، واعادت تموضعها بجوار المناطق النفطية التي تقع بالقرب من مدينة القامشلي ودير الزور، وذلك لمنع تنظيم داعش والقوات الحكومية السورية وروسيا وإيران من السيطرة على حقول النفط، وإبقائها تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، لدعم عملياتها في شمال سوريا ضد تنظيم داعش وخلاياه النائمة.
مواقع انتشار القوات الفرنسية.. وواشنطن تطالب دول التحالف بزيادة تعداد قواتها
وكشفت تلك التقارير أن القوات الفرنسية أعادت انتشارها مؤخراً في 4 نقاط عسكرية في محافظات دير الزور، والحسكة، والرقة، الأمر الذي أكدته أيضاً وكالة “الأناضول” الرسمية التركية، وأفادت “الأناضول” أن عناصر الجيش الفرنسي تتشارك مع القوات الأمريكية في كافة النقاط العسكرية التي تنتشر فيها، كما أشارت إلى أن القوات الفرنسية تشرف على تدريب أفراد من قوات سوريا الديمقراطية.
وقال مسؤول أمريكي لوسائل إعلامية أمريكية، أن الوفد الأمريكي أوضح أثناء اجتماع لحلف شمال الأطلسي قبل أيام، أنهم سوف يبقون على عدد من القوات في شمال وشرق سوريا (600 جندي)، لحماية النفط من الوقوع بيد داعش وغيره، مضيفاً، نتوقع من حلفائنا في التحالف الدولي القيام بالخطوة ذاتها وزيادة عدد قواتها في شمال سوريا للحفاظ على المكتسبات التي حققها التحالف ضد داعش، ولإعادة الامن والاستقرار لتلك المناطق.
وبحسب وكالة الأناضول، فإن عدد الجنود الفرنسيين المتواجدين على الأراضي الشمالية الشرقية من سوريا، يبلغ نحو 200 جندي، منهم 50 تابعين للقوات الخاصة الفرنسية، يوجدون في الحسكة، كما أن هناك حوالي 15 جندياً فرنسياً في الرقة.
وعن النقاط العسكرية التي يتمركز فيها جنود الجيش الفرنسي، قالت “الأناضول” أنها عبارة عن مساكن “الجبـسة” جنوبي مدينة الحسكة، وقاعدة مصنع السكر العسكرية شمال مركز مدينة الرقة، وحقلا العمر والتنك النفطيان في ريف دير الزور.
قرار بعدم الانسحاب… ودعوات للحفاظ على مكتسبات الحرب ضد داعش
وسبق للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن أوضح أن لا نية لبلاده سحب قواتها من سوريا، بالرغم من القرار الأمريكي المفاجئ، منتقداً قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من سوريا، بالتزامن مع عدم نهاية الحرب ضد داعش.
وحذرت قوات سوريا الديمقراطية مؤخراً من أن التنظيم يعيد نشاطه بوتيرة أسرع في المناطق التي حررت منه، وذلك جراء التدخل العسكري التركي في شمال سوريا، مشيرة إلى نية التنظيم لقيام بهجمات إرهابية في الدول الغربية.
وخلال اجتماع للتحالف الأسبوع الماضي، أوضح البيان الختامي للدول أن مكتسبات الحرب ضد التنظيم في سوريا والعراق تتعرض للتهديد، وينبغي على التحالف أن يحافظ على وحدة الصف والتماسك، للحفاظ على ما تحقق بفضل تضحيات هائلة التي قدمتها قوات سوريا الديمقراطية والقوات العراقية أثناء قتالهم التنظيم، إضافة إلى أفراد الخدمة في التحالف، وأشار البيان إلى أن قوات التحالف والقوات الحليفة على الأرض تعرضوا لهجمات من قبل خلايا داعش عبر تفجير عبوات ناسفة الأمر الذي أدى لإصابة بعض الجنود الإيطاليين، بحسب ما نقله موقع وزارة الخارجية الألمانية.
وتعد القوات الفرنسية من القوى الفاعلة في الحرب على تنظيم داعش ضمن التحالف الدولي، وقد شاركت القوات الفرنسية في المعارك جواً وبراً ضد التنظيم في آخر مناطق سيطرته بريف دير الزور.
إعداد: ربى نجار