أوغاريت بوست (الحسكة) – لا يكاد ينتهي أهالي شمال وشرق سوريا من إخماد حريق في أحد الحقول الزراعية، حتى يندلع حريق آخر في حقل آخر، ويقول الأهالي بأن هذه الحرائق مفتعلة.
وتقبل المناطق الشمالية والشرقية في سوريا على موسم حصاد محاصيل القمح والشعير، التي تعتبر جيدة هذا العام بسبب غزارة الأمطار التي شهدها شتاء هذا العام.
لكن حرائق المحاصيل الزراعية التي تشهدها المنطقة تثقل كاهل الفلاحين، وبعضهم خرج لحراسة أرضه خوفاً من حرائق مفتعلة قد تحدث فيها، باعتبار أنه لا يكاد يمر يوم دون أن تشهد المنطقة حرائق.
حرائق في تل براك وعين ديوار
مساء يوم أمس الأحد شهدت منطقة تل براك في ريف محافظة الحسكة حرائق اندلعت في حقول للقمح والشعير، وتم إخمادها من قبل الأهالي وبمساعدة فرق “النجدة” التابعة للإدارة الذاتية.
وقال مراسل أوغاريت بوست في الحسكة بأن الحريق اندلع في الأراضي الزراعية الواقعة بين قرية صفية وناحية تل براك بمحافظة الحسكة ما أدى لاحتراق مساحات واسعة من محاصيل القمح والشعير لأهالي المنطقة.
وليس ببعيد عن منطقة تل براك، اندلع حريق في أراضي بقرية عين ديوار، في أقصى زاوية بشمال وشرق محافظة الحسكة، وقالت وسائل إعلام محلية أن الجيش التركي أطلق الرصاص على الأراضي السورية، ما أدى لاشتعال الحرائق في الأعشاب والحشائش بالقرب من الأراضي الزراعية، واستنفر أهالي القرية لإخماد الحريق قبل أن يصل إلى الأراضي الزراعية.
حرائق مفتعلة
وسبق ذلك حرائق في محافظات الرقة ودير الزور، وكوباني/عين العرب، وغيرها من المناطق الشمالية والشمالية الشرقية في سوريا.
ويقول المواطن محمد عبدالله، وهو من أهالي ريف دير الزور لأوغاريت بوست، “إن هذه الحرائق مفتعلة، من غير المعقول أن تندلع كل هذه الحرائق في مناطقنا بالصدفة”.
ويضيف عبدالله “لا نسمع بأن الحرائق تندلع في بقية المناطق السورية، لماذا فقط في مناطقنا، هناك سر وراء هذا الأمر”.
داعش يتبنى
وقبل أيام تبنى تنظيم داعش الإرهابي بعض الحرائق التي تندلع في مناطق شمال وشرق سوريا، وكذلك في العراق، في إطار ما تسمى بـ “غزوة الثأر لولاية الشام”، حيث نشرت وسائل إعلام تابعة للتنظيم الإرهابي أخبار تفيد بأن عناصر من الخلايا النائمة التابعة للتنظيم تقف وراء الحرائق.
أطراف أخرى تفتعل الحرائق
أحمد السطام وهو مواطن من محافظة الرقة، يتحدث لأوغاريت بوست عن الحرائق التي تندلع في المنطقة، ويقول “الموسم جيد هذا العام، كل العالم تنتظر الموسم، في البداية الإدارة الديمقراطية، خفضت سعر شراء القمح، لكن بعد إصرار الفلاحين، عادت ورفعت الأسعار، وهذا جيد”.
ويضيف السطام، “ما خلصنا من الأسعار حتى انصدمنا بالحرائق، كل يوم هناك حريق، في كل المحافظات الشمالية، تنظيم داعش تبنى بعض الحرائق، لكن هناك أطراف أخرى تقف وراء هذه الحرائق، لا أريد أن أتهم أحد، لكن الأطراف التي لا تريد الأمن والاستقرار في مناطقنا هي التي تفتعل الحرائق، والكل يعرفهم، ولا أريد أن أقول شيء آخر”.
ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي، أطلقوا مناشدات للجهات الأمنية، لتكثيف الدوريات والحواجز على الطرق العامة، لكن مراقبون قالوا بأن قوى الأمن الداخلي التابعة للإدارة الذاتية لا تستطيع حماية كل هذه المساحات والمحاصيل، وطالبوا الأهالي بالخروج في مناوبات حراسة بالقرب من أراضيهم حتى موعد الحصاد، لحمايتها.
تقرير: بهاء عبدالرحمن