أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تمر العلاقات الأمريكية التركية في فترة أزمة وتصعيد كلامي بين مسؤولي البلدين، في الوقت الذي احتدم مجدداً السجال بينهما على خلفية ملف الصواريخ الروسية إس-400، والتدخل التركي في شمال سوريا، إضافة إلى اعتراف مجلس النواب بالإبادة الجماعية للأرمن وتبني مشروع قانون لفرض العقوبات على أنقرة.
توتر العلاقات تدخل مرحلة جديدة
ودخلت التوترات بين الطرفين في مرحلة جديدة، بالتزامن مع إعلان تركيا، أن أي عقوبات أمريكية تفرض عليها، ستقابلها تركيا بإعادة النظر بالتواجد العسكري الأمريكي على أراضيها، وذلك في إطار القاعدتين الأمريكيتين “إنجرليك وكوريجيك”.
ويقول سياسيون أمريكيون، أن التصريحات الأخيرة للرئيس التركي أردوغان، تدفع العلاقات بين الطرفين إلى التصعيد، مشيرين إلى أن أنقرة بدأت تمس “الخطوط الحمراء الامريكية”، وهذا يشكل خطراً على مستقبل العلاقات بين العضوين في حلف شمال الأطلسي.
وتعد قاعدة إنجرليك الأمريكية في غرب تركيا، مركزاً لحفظ مايقارب 50 رأساً نووياً، وقد تم تشييد القاعدة في عام 1959، وهي عبارة عن مطار كبير يمثل بالنسبة إلى القوات الأميركية بشكل خاص نقطة عبور بين أوروبا والشرق الأوسط .
الدور التركي التاريخي في الناتو مهدد
ويهدد إغلاق القاعدتين العسكريتين في تركيا، بالدور التركي في حلف الناتو، كونها من أحد المواقع الاستراتيجية في مواجهة الانتشار الروسي، وقد يزعزع مكانة تركيا التاريخية في الحلف، إذا ما نفذت تركيا تهديدها وأغلقت القاعدتين.
تاريخياً، كان الدور التركي في الحرب البادرة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي (روسيا) استراتيجياً وأخذ الصدارة بين الأدوار التي قامت بها دول الناتو، كذلك شكل موقع تركيا نقطة استراتيجية ومهمة بالنسبة للحلف.
وفي السياق نقلت وسائل إعلامية غربية عن “خبراء في الشؤون الاستراتيجية” قولهم، إن تهديدات أردوغان، رغم طابعها الشعبوي الابتزازي، تمثل ضغوطاً مستجدة على الموقع الاستراتيجي الذي تملكه الولايات المتحدة في المنطقة، كما أنها في حال نفذت، ستحسن تموضع روسيا الاستراتيجي في العالم، لاسيما في أوروبا والشرق الأوسط. مشيرين إلى ان تصريحات أردوغان تشغل بال واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي.
إسبر ينتظر توضيحاً من أنقرة
وأعلن وزير الدفاع الامريكي، مارك إسبر، أنه ينتظر توضيحاً من أنقرة بشأن ملف القاعدتين، وقال إنه سيكون بحاجة للتحدث إلى نظيره التركي خلوصي أكار “لفهم ما يعنوه حقاً ومدى جديتهم”، وأشار الوزير الأمريكي أنه علم للمرة الأولى بالتصريحات الرسمية التركية من “الصحف”
وتساءلت أوساط سياسية، عن مدى جدية تركيا في الإقدام على هذه الخطوة، والثمن الذي تفكر تركيا أن تدفعه حيال ذلك، كما أن تركيا تعي جيداً، أن إغلاق القاعدتين في هذا التوقيت قد تأزم العلاقات بينها وبين الحلفاء في الناتو أيضاً كون “كوريجيك” هي تابعة للحلف.
كذلك فإن أنقرة تعلم أن عقود من الزمن الذي عملت تركيا لتبيض صورتها أمام الاتحاد الأوروبي للانضمام إليه، قد يتلاشى بلحظة إعلان إغلاق القاعدتين.
فيما أشار آخرون أن مسائل النزاع حول الصفقة التركية مع روسيا ومستقبل علاقة تركيا ببرنامج طائرات أف- 35 بالإمكان التفاوض بشأنهما وفق الرؤية الدفاعية التي قدمها الرئيس ترامب نفسه، أما إذا أقدمت تركيا على هذه الخطوة التي وصفت “بالمتهورة” فإن أنقرة ستدفع الثمن غالياً هذه المرة.
إعداد: ربى نجار