دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تركيا لا تريد فقط تواجداً عسكرياً في سوريا.. أنقرة تعمل على وضع دستور وتشكيل حكومة تراعي مصالحها بالبلاد

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لا تسعى تركيا إلى التواجد العسكري الدائم على الأراضي السورية فحسب، بل أن يكون لها أو لأطراف موالية وتابعة تعمل لمصالحها، دور سياسي في المرحلة المقبلة من مستقبل سوريا، وتعد أنقرة العدة لذلك وبدأت تلمح لهذا بشكل علني، من خلال تصريحات رسمية حول ملفات “الدستور وتشكيل الحكومة السورية”.

ماذا تريد تركيا من سوريا بعد ؟

وسبق أن تحدث وزير الدفاع التركي، يشار غولر، عن “الدستور والحكومة” في سوريا، ملمحاً إلى أن بلاده تريد المشاركة فيهما بشكل يناصف الطرف الآخر، من خلال “المعارضة السورية” التي جهزتها أنقرة خلال السنوات الماضية لتقوم بهذا الدور، “كالائتلاف والحكومة السورية المؤقتة”، يضاف إليها القوات العسكرية التي من الممكن أن تصبح ضمن المؤسسة العسكرية السورية، لكن توالي أنقرة في تعاملها وتعاطيها.

قبل أيام قليلة وبعد إعلان إيران عن مقترح لتسريع التطبيع بين دمشق وأنقرة، علق وزير الدفاع التركي يشار غولر على المقترح و شروط دمشق للانسحاب من الشمال السوري، وقال في حديثه لصحيفة “ملييت” أن بلاده غير عازمة على الانسحاب، وحدد شروطاً حتى القيام بهذه الخطوة منها “إنشاء منطقة آمنة” في الشمال السوري، وإجراء انتخابات وقبول الدستور” وهو ما يجب على دمشق القيام به في الحال، بحسب قوله.

تصريحات غولر أثارت الاستغراب والتكهنات لدى الكثيرين بحديثه عن “الدستور والحكومة” في سوريا، إضافة إلى ماذا تريد أنقرة أو تسعى إليه في تسوية الأزمة السورية.

تركيا تريد دستوراً وحكومة سورية تراعي مصالحها

وأضاف غولر في حديثه، أن دمشق ملزمة بإعداد دستور جديد للبلاد وعليه يتم تشكيل حكومة جديدة، وأن هذه الحكومة يجب أن تشمل على “أشخاص موجودين هنا”. في إشارة واضحة إلى أعضاء “الائتلاف السوري المعارض” الذي سبق وأن انتخب قيادة جديدة مثيرة للجدل قبل أسابيع.

ولفت الوزير التركي إلى أنه بتنفيذ هذه الخطوات من “إنشاء منطقة آمنة” و “إعداد دستور جديد” و “تشكيل حكومة سورية” يشارك فيها أعضاء في الائتلاف، سيكونون جاهزين ومستعدين وفرحين للانسحاب من سوريا.

موقف أنقرة من المقترح الإيراني حول سوريا

وفي رده على المقترح الإيراني الذي طرح الانسحاب العسكري من سوريا، قال غولر، “يقولون على تركيا أن تخرج من هناك.. لن نخرج من سوريا بمجرد قولهم اخرجوا”.

وبحسب الوزير التركي فإن بلاده “لا تحتاج إلى أرض أحد.. لكن عندما يكون هناك 4 ملايين سوري في بلادنا و5 ملايين في إدلب معرضون لخطر أن يكونوا لاجئين في أي لحظة، كيف سنغادر؟”، مردفاً “هل يمكننا مغادرة ذلك المكان دون توفير بيئة آمنة؟”.

اجتماع لوزراء خارجية دول آستانا حول سوريا

تصريحات غولر تزامن مع عقد وزراء خارجية روسيا سيرغي لافروف، وإيران حسين أمير عبداللهيان، وتركيا هاكان فيدان، اجتماعاً على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك بصيغة آستانا حول الملف السوري.

وكان قبيل الاجتماع تحدث لافروف وعبد اللهيان لفترة وجيزة على انفراد، وبعد ذلك بقليل انضم إليهم فيدان، كما أن الاجتماع جاء بعيداً عن وسائل الإعلام.

فيما انضم الممثل والمبعوث الخاص الأممي إلى سوريا غير بيدرسون إلى الاجتماع بعد وقت قصير من انطلاقه بين الأطراف الثلاثةفي اجتماعات الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث بحثا آخر مستجدات الأزمة السورية.

ماذا تريد تركيا من سوريا ؟

وتشير أوساط سياسية إلى أن حديث غولر ومطالب أنقرة حول “الدستور والحكومة ومشاركة أعضاء الائتلاف فيها” والتأكيد على أن ذلك من الشروط الإلزامية على دمشق في حال أرادت الانسحاب التركي، إضافة إلى تغيير رئاسة “الائتلاف” وتعيين هادي بحرة يدل على أن تركيا تريد أن يكون الائتلاف، رغم عدم وجود شعبية له، ممثلاً للمعارضة السورية في المفاوضات مع دمشق، وأن أنقرة لها بعض الأسماء التي تسعى لدمجها في أي حكومة سورية مستقبلية، ليكون لها موطئ قدم سياسي وعسكري في سوريا في حال خرجت من سوريا تحت أي ظرف.

إعداد: ربى نجار