أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الوقت الذي يواصل فيه كل من الجيش التركي وقوات المعارضة السورية من جهة، وقوات الحكومة السورية والمجموعات الموالية لها من جهة أخرى الحشود العسكرية في ريف إدلب، تتحدث بعض المصادر عن معركة حاسمة قريبة في المنطقة التي تشهد هدوء حذر بعد الاتفاق الروسي التركي.
حشود كبيرة .. المعركة قادمة
مصادر عسكرية مقربة من المعارضة السورية تحدثت لأوغاريت بوست عن تحضيرات تقوم بها قوات الحكومة السورية في ريف إدلب، وقالت أنها تأتي في إطار مواجهة عسكرية ربما تحسم بعض الأمور في الأيام المقبلة، من قبيل السيطرة على مناطق استراتيجية تعتبر مهمة بالنسبة لإدلب.
في المقابل التعزيزات العسكرية التركية تصل بشكل يومي وكثيف إلى إدلب أو ما تعرف بمنطقة “خفض التصعيد”، ما يعني بحسب المصادر ذاتها أنها تحضيرات لمعركة مقبلة.
جبل الزاوية الوجهة المقبلة
الحشود العسكرية الكبيرة لقوات الحكومة السورية تم ملاحظتها على جبهات معرة النعمان وكفرنبل وريف إدلب الجنوبي، وتم ملاحظة نقل سلاح ثقيل وقوات خاصة، تمهيداً لفتح معركة جديدة ربما هذه المرة باتجاه جبل الزاوية. في المقابل هناك حشود عسكرية كبيرة للجيش التركي و”الجيش الوطني السوري” وفصائل المعارضة الأخرى في جبل الزاوية.
هذه المؤشرات تدل بشكل واضح بحسب مراقبين أن الاتفاق الروسي التركي لن يكتب له النجاح، وأن الهدنة أو اتفاق وقف إطلاق النار سينهار إن لم يكن اليوم فغداً، وربما تكون المعركة مع فيروس كورونا أخرت العمليات العسكرية في إدلب بعض الشيء.
موسكو لا تميل إلى التصعيد
إلى جانب ذلك ما يزال التنسيق جار على قدم وساق بين الروس والأتراك بخصوص ما تم الاتفاق عليه في موسكو، والذي لم يتم إنجاز شيء منه حتى الآن.
لكن مراقبون يقولون أن موسكو لا تميل في الوقت الحالي إلى أي تصعيد في إدلب، بينما الطرف الذي يرغب في عودة المعارك هذه المرة هي إيران التي تشارك بشكل فعلي في المعارك من خلال الجنود على الأرض، ووفقاً لمحللين فإن زيارة وزير الدفاع الروسي إلى دمشق ولقائه الأسد قبل أيام كانت بهدف وقف أي عمل عسكري في الوقت الحالي.
عودة إدلب إلى سيطرة الحكومة
وفي ظل كل ما جرى ويجري في إدلب فإن الأطراف المتدخلة في الأزمة السورية وبشكل خاص ثلاثي آستانا “روسيا تركيا إيران” يشددون على أهمية وحدة الأراضي السورية وسيادتها، ما يعني أن إدلب ستعود إلى سيطرة الحكومة السورية إما بعمل عسكري أو باتفاق.
حملة ثلاثية ضد المتشددين
لكن ما يعرقل حصول ذلك هو تواجد مجموعات من المعارضة السورية وأخرى إسلامية محسوبة على “تنظيم القاعدة” ترفض كل أشكال الاتفاق، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام عمليات عسكرية منسقة ضد هذه المجموعات قد تشارك فيها تركيا أيضاً مقابل حجز موطئ قدم للمعارضة السورية الموالية لها والمعروفة باسم “الجيش الوطني السوري” في مستقبل سوريا. وبالتالي الحصول على حصة من كعكة سوريا التي بالكاد تكفي روسيا وإيران اللتان تقاسما أهم المنشآت الحيوية السورية واستحوذوا عليها لعشرات السنين، وفق ما يقول مراقبون.
تقرير: علي ابراهيم