أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – حذرت تقارير إعلامية بأن يتحول إقليم ارتساخ “قره باغ” الحدودي بين أرمينيا وأذربيجان، لنقطة ساخنة بين تركيا وروسيا، كما الحال في سوريا وليبيا، وذلك بعد التدخل التركي إلى جانب أذربيجان، والذي تكلل بإرسال “مرتزقة سوريين” إلى باكو للقتال ضد الجيش الأرميني، إضافة لدعم أنقرة من الناحية العسكرية.
تركيا تشعل الفتنة.. ويريفان تؤكد إرسال “المرتزقة”
وأوردت التقارير أن تركيا أرسلت مستشاريها العسكريين وجنود إلى أذربيجان للقتال معها ضد أرمينيا، إضافة لنقل “المرتزقة السوريين” ومعدات عسكرية لجبهات القتال، وهددت أرمينيا بأنها ستقوم بهجوم صاروخي باليستي في حال إرسال تركيا لطائرات F-16 إلى باكو.
وكشفت التقارير أن تركيا تدخلت لإشعال الفتنة بين يريفان وباكو، كما فعلت في ليبيا وسوريا، وأشارت إلى حديث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، بأن أنقرة ستساعد باكو بكل مواردها.
وزارة الدفاع الأمنية، أكدت أن تركيا بدأت بالتدخل في الحرب بينها وبين أذربيجان، من حيث إرسال “مرتزقة سوريين” للقتال إلى جانب الجيش الآذري، وبحسب ما افادت به الوكالة الأرمينية الرسمية “أرمنبريس” فإن نحو 4000 مرتزق سوري موال لأنقرة يقاتلون في الهجوم العسكري.
كما ذكرت الوكالة أن “مركز المعلومات الأرميني” تحقق من مقتل 81 مرتزقاً سورياً حتى الآن، وقالت مصادر مسؤولة أرمنية أن تركيا تعمل على زعزعة الاستقرار في ارتساخ “قره باغ”، مضيفاً أن التدخل التركي يعزز العمل العدائي.
“أردوغان يورط تركيا بحرب جديدة”
الصحافة التركية المعارضة، وصفت التدخل التركي في النزاع بين أذربيجان وأرمينيا، “بأن أردوغان ورط البلاد بحرب جديدة”، وحذرت من العواقب الكارثية التي ستجنيها تركيا من وراء تدخلها وتأجيج الصراع بين باكو ويريفان، وقالت أن أي صراع شامل قد يجر قوى إقليمية كبرى مثل روسيا للحرب مع تركيا في جنوب القوقاز، حيث لدى موسكو تحالف دفاعي مع أرمينيا.
هل لملف الإبادة الأرمنية علاقة بالتصعيد ؟
ويرجع بعض المحللين الغربيين، الموقف التركي إلى الخلاف التاريخي بين تركيا وأرمينيا، وتمسك الأخيرة بملف الإبادة الأرمينية على يد العثمانيين، وأن تأييد إردوغان لأذربيجان هو ورقة ضغط على أرمينيا للتخلي عن موقفها في هذه القضية، التي تعترف بها 30 دولة من بينها الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا، إضافة للأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي.
كما شدد خبراء ومحللون سياسيون أرمنيون، أن “تجدد المواجهات الأخيرة نقطة تحول خطيرة”، مستبعدين أن “يتم خفض التصعيد بسهولة في ظل تدخل قوى من دول الجوار تشمل روسيا وتركيا وحتى إيران”.
“تركيا تود شطب أرمينيا من الخارطة”
ويقول رئيس مركز الدراسات الإقليمية في أرمينيا، ريتشارد غيراغوسيان، في حديثه مع “موقع الحرة”، أن تدخل قوى كتركيا وروسيا وإيران سيمثل أكبر عقبة أمام الجهود الدبلوماسية الدولية لخفض التصعيد في المنطقة، مشيراً إلى أن الشعب الأرميني يعتقد أن لتركيا أحلام عثمانية جديدة، وتود شطب أرمينيا من على الخريطة”، ولهذا نرى أن “الدعم التركي لأذربيجان هو أخطر تهديد علين”، واستبعد الخبير الأرميني، “أن تندلع مواجهات مباشرة بين الجيشين الروسي والتركي في المنقطة”.
وسبق أن اندلعت اشتباكات استمرت لعدة أيام ف حزيران/يونيو الماضي، بين الجيشين الأرميني والآذري على حدودهم الشمالية. وتشهد هذه الأحداث على التوترات المتزايدة منذ أشهر. وأعلنت الدولتان الأحكام العرفية، وأقرت أرمينيا التعبئة العامة، فيما فرضت أذربيجان حظر تجول على جزء من البلاد، وبخاصة في العاصمة.
وعبر المجتمع الدولي عن قلقه البالغ من أن تؤدي الحرب بين البلدين إلى زعزعة استقرار في منطقة جنوب القوقاز، خاصة بدخول تركيا على خط المواجهة، وبالتالي فإن روسيا لن تدع حليفتها أرمينيا لوحدها، حيث أن الطرفان لهما مصالح متباينة في النزاع.
إعداد: ربى نجار