دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعيداً عن كورونا.. حرب روسية أمريكية خفية لتوسيع النفوذ والسيطرة على مناطق “شرق الفرات”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الوقت الذي يشغل وباء كورونا فيه بال السوريين وكيفية الوقاية منه والحد من انتشاره في البلاد، خصوصاً مع ارتفاع عدد الحالات المصابة به، تحاول أطراف الصراع الرئيسية في سوريا تعزيز توجدها العسكري في مناطق شمال وشرق البلاد.

سعي أمريكي لتوسيع النفوذ

وتعمل الولايات المتحدة التي انسحبت من مناطق شمال وشرق سوريا قبل العملية العسكرية التركية في المنطقة بتشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، على استعادة نفوذها السابق، بعد استغلال روسيا للفوضى والفراغ الذي حدث نتيجة الانسحاب الأمريكي، وتمركزها في عدة قواعد كانت تابعة للأمريكيين وقوات التحالف، والدخول في مناطق شرق الفرات بعد اتفاق عسكري بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية.

وعمدت القوات الأمريكية إلى استدعاء جميع العناصر الذين كانوا يعملون معها سابقاً من قوات سوريا الديمقراطية، والذين يقدرون بالمئات للعمل من جديد.

حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن القوات الأميركية تعمل لإعادة تثبيت نفوذها بشكل كبير ضمن منطقة شرق الفرات، ولذلك استدعت المئات من عناصر قسد من محافظتي الحسكة ودير الزور، حيث يبرز دورهم بالشق اللوجستي بالإضافة إلى تلقيهم تدريبات عسكرية من قبل الامريكيين.

تصادمات سابقة

وتصادمت القوات الأمريكية والروسية أكثر من مرة في المناطق الشمالية من محافظة الحسكة، وكادت هذه التصادمات أن تثير اشتباكات بينهم، وفي بعض تعدت لعراك بالأيادي، إضافة إلى حدوث ملاحقات من قبل المدرعات الأمريكية لأخرى روسية بمجرد مرورها من مناطق تقع تحت سيطرة الأول في تل تمر والدرباسية والقامشلي أيضاً.

وتقابل القاعدة الأمريكية الجديدة في منطقة “هيمو” بمدينة القامشلي مطار المدينة الدولي، والتي تتخذها القوات الروسية كقاعدة عسكرية لها، وعملت القوات الروسية خلال الفترة الماضية على تعزيز المطار بمعدات عسكرية ولوجستية نوعية من بينها صواريخ دفاع جوي ورادارات.

روسيا تسعى لتثبيت وجودها العسكري

أما روسيا، فتعمل مع الجانب التركي على قدم وساق لتثبيت تواجدها العسكري أكثر ضمن المناطق الشمالية الشرقية من سوريا، حيث كشفت تقارير إعلامية عن تحضيرات روسية تركية لإنشاء قاعدة عسكرية مشتركة في ريف الحسكة بشكل سري، في منطقة المطار الزراعي عند قرية أم عشبة على مفترق طرق الدرباسية – رأس العين – أبو راسين.

وبحسب التقارير الإعلامية، فإن القوات الروسية تستعجل إنشاء هذه القاعدة أولاً للحد من الاستهدافات اليومية للقوات التركية للمناطق المذكورة التي تتواجد فيها نقاط للقوات الحكومية السورية.

وثانياً لتثبيت تواجدها العسكري في تلك المناطق بعد القرار الأمريكي بإعادة النفوذ والسيطرة في مناطق شمال وشرق سوريا، وأشارت التقارير إلى أن التحضيرات تجري وسط تحركات عسكرية روسية مكثفة، بالتزامن مع استقدام معدات لوجستية وعسكرية.

فض النزاع

وتوجد بروتوكولات لفض النزاع العسكري بين الطرفين في مناطق شمال وشرق سوريا، إضافة إلى تدابير احترازية متفق عليها للحد من أي تصادم عسكري في تلك المناطق.

وكان المتحدث باسم قوات التحالف الدولي الكولونيل مايلز كاغينز، قد اعتبر في وقت سابق، أن القوات الروسية تنتهك بشكل خطير كل البروتوكولات الموقعة بين الطرفين، مشيراً إلى أن القوات الروسية خرجت بشكل خطير عن الاجراءات الاحترازية للحد من التصادم العسكري.

بينما ردت حينها الدفاع الروسية وقالت، إن واشنطن لا تملك تفويضاً بموجب القانون الدولي أو الأمريكي لزيادة وجودها العسكري في سوريا، ويجب عليها مغادرة الأراضي السورية.

وعبر بعض المحللين والخبراء الأمريكيين والروس عن قلقهم من أي اصطدام عسكري بين الطرفين في شمال سوريا، بسبب اللقاءات المتكررة غير المسحوبة لجنود الطرفين في المنطقة، محذرين من سقوط بروتوكولات فض النزاع وتحول المشاحنات إلى حرب واسعة في ظل سعي الطرفين لتثبيت نفوذه اكثر من الآخر.

إعداد: ربى نجار