دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

بعيداً عن التصعيد السياسي والعسكري في الشمال.. طفس تعيش أياماً عصيبة وقوات الحكومة تهدد بعملية عسكرية واسعة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع استمرار التصعيد العسكري الحاصل في شمال سوريا بشقيه الشرقي والغربي، وما يتم تداوله عن العملية العسكرية المحتملة في مناطق “الإدارة الذاتية”، والاجتماعات السياسية للأطراف المتدخلة في الأزمة السورية، بات ما يحصل في جنوب البلاد وتحديداً محافظة درعا؛ ملف غير ذي أهمية على ما يبدو لوسائل الإعلام والمجتمع الدولي والأطراف المتنازعة في سوريا.

دمشق تستغل تجاهل الدولي للأوضاع في درعا.. ونزوح للمدنيين مع بدأ التصعيد

وخطفت الأحداث السياسية والعسكرية في شمال سوريا الأضواء وكل الأخبار من وسائل الإعلام حتى تلك التابعة للمعارضة السورية، في وقت استغلت الحكومة السورية على ما يبدو ذلك لإخضاع مدينة طفس بريف درعا الغربي، التي تشهد توتراً وتصعيداً عسكرياً وتهديدات باقتحام المدينة بالقوة، من قبل قوات الحكومة السورية.

ومع تصاعد حدة العنف في المدينة، أفادت مصادر محلية، مساء السبت، أن عوائل نزحت من طفس وريفها باتجاه مناطق أكثر أمناً، وذلك مع وصول تعزيزات عسكرية لقوات الحكومة السورية والفرقة 15 إلى محيط المدينة، مع تثبيت نقطة عسكرية جديدة جنوب مدينة طفس.

محاولة فاشلة للتقدم.. واجتماع بين أهالي المدينة والروس دون نتائج

ومع وصول تلك التعزيزات العسكرية الجديدة وتثبيت النقطة العسكرية، استهدفت قوات الحكومة السورية المدينة بالرشاشات الثقيلة والقذائف، سبق ذلك قصف آخر بالأسلحة الثقيلة والدبابات طال مزارع وعدة منازل في مدينة طفس واليادودة في ريف درعا الغربي، تزامنا مع محاولتها التقدم باتجاه الأحياء الجنوبية لمدينة طفس غربي. بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي محاولة لتهدئة الأمور والأوضاع في المدينة، اجتمع وجهاء من أهالي طفس واللجنة المركزية في المنطقة الغربية، مع ضباط من الشرطة العسكرية الروسية في طفس، حيث كشفت مصادر مطلعة على الاجتماع أنه عقد دون حضور لقوات الحكومة السورية، كما حصل في المرات السابقة.

وأشارت المصادر إلى أن الأهالي طالبوا الوفد العسكري الروسي، بضرورة أن تقوم قوات الحكومة السورية بسحب كافة التعزيزات العسكرية من محيط المدينة مع سحب حواجزها والنقاط التي أنشأتها خلال الأيام الماضية، وأكدت المصادر أن الأهالي لم يحصلوا على أي وعود أو رد على مطالبهم من قبل القوات الروسية الذين غادروا الاجتماع دون أن يبدوا أي موقف، وبذلك فإن الاجتماع انتهى دون أي نتائج تذكر.

وشهدت أطراف مدينة طفس فجر يوم السبت، اشتباكات عنيفة بين قوات الحكومة السورية وفصائل مسلحة محلية، وذلك مع محاولة لقوات الحكومة التقدم باتجاه المدينة، وأكدت مصادر محلية أن قوات إيرانية ومجموعات مسلحة كانت برفقة قوات الحكومة السورية، وحاولت اقتحام المدينة عبر تمهيد بقصف بالدبابات والرشاشات الثقيلة.

ويشار إلى أن قوات الحكومة السورية سبق وأن حاولت التقدم نحو المدينة واقتحامها، لكن الفصائل المحلية المسلحة تمكنت من التصدي لهم، مع وقوع إصابات بين الطرفين وأضرار مادية.

تهديد بعملية عسكرية في حال عدم تسليم المطلوبين

وفي الـ 24 من الشهر الماضي اجتمع رئيس اللجنة الأمنية في محافظة درعا اللواء مفيد حسن مع عدد من وجهاء قرى وبلدات طفس واليادودة وجاسم في مدينة درعا البلد، وحضر الاجتماع رئيس فرع الأمن العسكري في المنطقة الجنوبية العميد لؤي العلي، وقائد الفرقة الخامسة اللواء سهيل أيوب بوجود محافظ درعا لؤي خريطة، حيث جرى النقاش مع كل وفد على حدا، وخلال الاجتماع هدد “مفيد حسن” بعملية عسكرية وشيكة في حال لم يتم تسليم مطلوبين للنظام.

وتطالب القوات الحكومية بترحيل عدد من الأشخاص الرافضين للتسويات، ودخول القوات لتفتيش المنازل، الأمر الذي يرفضه سكان المدينة، وأغلقت قوات الحكومة السورية منذ أسبوع الطرق التي تؤدي إلى مدينة طفس وتمنع السكان من الوصول إلى محاصيلهم الزراعية ما يتسبب بخسائر كبيرة لهم.

وسبق أن توصل أهالي المدينة أواخر الشهر الماضي لاتفاق مبدئي مع قوات الحكومة السورية يقضي بوقف فوري لإطلاق النار في المدينة وسحب التعزيزات العسكرية، بشرط إخراج بعض المطلوبين للأجهزة الأمنية.

الأردن قلقة من تواجد القوات الإيرانية في جنوب سوريا

وسبق أن أبدت المملكة الأردنية قلقها من تواجد القوات الإيرانية في محافظة درعا، خاصة بعد العملية العسكرية الأخيرة التي قامت بها قوات الحكومة بالتعاون مع “الحرس الثوري الإيراني”، وتمكنت من السيطرة على مناطق جديدة في المحافظة وسحب السلاح الثقيل من الفصائل المسلحة المحلية، وتعهدت روسيا بعدها للأردن بعدم تمركز القوات الإيرانية في الجنوب، إلا أن الوعود الروسية بقيت كلاماً فقط.

وتخشى الأردن من أن يؤدي التمركز الإيراني على حدودها الشمالية في المستقبل لزعزعة أمنها القومي، وذلك من خلال احتمال وقوع صراعات عسكرية مع إسرائيل، وإغراق المجتمع الأردني بالمخدرات عبر عمليات التهريب اليومية التي تحصل على الحدود السورية الأردنية.

إعداد: علي إبراهيم