أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – للمرة الأولى منذ كانون الثاني/ديسمبر من عام 2022، تعرض سجن الصناعة بحي غويران جنوب مدينة الحسكة، والذي يحتجز الآلاف من عناصر وقيادات تنظيم داعش الإرهابي، أغلبهم من جنسيات أجنبية، لقصف صاروخي يتم الحديث عن أنه من قبل مجموعات مسلحة موالية لإيران، فيما هناك اعتقاد بأن خلايا داعش هي من قامت بذلك، تمهيداً ربما لهجوم جديد.
بعد سنتين من هجوم دموي.. قصف صاروخي يطال سجن الصناعة
ويتزامن عملية القصف الصاروخي على سجن الصناعة مع قرب حلول الذكرى السنوية الثانية للهجوم الدموي الذي شنه تنظيم داعش الإرهابي، مساء الـ20 من كانون الثاني/ديسمبر من عام 2022، إضافة إلى ما تتعرض له مناطق شمال شرقي سوريا لهجمات جوية من قبل القوات التركية تطال البنى التحتية والمنشآت الحيوية والمرافق العامة.
وفي تعليق لها، قالت قوات سوريا الديمقراطية أن الهجوم الذي نفذ عن طريق الصواريخ طال “سجن الصناعة” في حي غويران بمدينة الحسكة، والذي يحوي على عناصر من تنظيم داعش الإرهابي.
القصف طال قسم “أشبال الخلافة” وفرار بعض المحتجزين لداعش
وأوضح المركز الإعلامي لقسد في بيانه، أنه “بتمام الساعة ٠٧:٣٠ من صباح اليوم الثلاثاء، تعرض سجن الصناعة في مدينة الحسكة، الذي يحوي عناصر تنظيم داعش الإرهابي، لقصف صاروخي، حيث استُهدف قسم أشبال الخلافة، وأدى إلى إصابات خفيفة في صفوف المعتقلين”.
الهجوم الصاروخي الذي طال السجن حاول بعده بعض المحتجزين من عناصر داعش الفرار، حيث أشارت قسد إلى أن العشرات من عناصر التنظيم الإرهابي حاولوا الفرار من السجن، وأكدت أن “التدابير الأمنية المتخذة من قبل قوّاتنا وقوات الأمن الداخلي أحبطت نجاح المحاولة”.
القصف جاء مع قرب السنوية الثانية لهجوم داعش على السجن
ولفتت قسد إلى أن القصف الصاروخي على السجن يأتي بالتزامن مع اقتراب السنوية الثانية لتعرض السجن نفسه بتاريخ الـ20 من كانون الثاني/ديسمبر 2022 إلى هجوم عنيف من قبل تنظيم داعش، والذي بدأ أولاً عبر تفجير سيارة مفخخة كبيرة عند البوابة الرئيسية للسجن، أعقبه هجوم كبير من الإرهابيين وخلاياهم النائمة من 3 محاور، مع دخول شاحنة أسلحة إلى حرم السجن، وقيام عناصر داعش داخل السجن بالعصيان المدني وتكسير الأبواب وخلعها، وبالتالي الخروج لباحات السجن، والمشاركة في الاشتباكات.
وبذلك فإن القوات الأمنية المسؤولة عن حماية السجن كانت تواجه عناصر داعش من الداخل والخارج، فيما تمكن العشرات منهم من الفرار إلى الأحياء المجاورة والتمركز بين المدنيين واتخاذهم دروع بشرية.
7 أيام من الاشتباكات حتى تمكنت القوات العسكرية من استعادة السيطرة
بعدها حاصرت قوات سوريا الديمقراطية حي غويران ومحيط السجن وتم عزلهما عن مدينة الحسكة، لتبدأ اشتباكات عنيفة بين الطرفين استمرت لـ7 أيام، انتهت بسيطرة قسد وقوى الأمن الداخلي بالتعاون مع التحالف الدولي على الأوضاع وإعادة الاستقرار للسجن ومحيطه عبر عملية أمنية أطلق عليها تسمية “مطرقة الشعوب” والتي امتدت فيما بعد إلى أرياف الحسكة الجنوبية والرقة ودير الزور.
واعتبر ذاك الهجوم الذي أسفر عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف قوات سوريا الديمقراطية وقوى الامن الداخلي، إضافة لتنظيم الإرهابي، الأكبر الذي يشنه داعش بعد الإعلان عن هزيمته العسكرية من قبل قسد في آذار/مارس عام 2019، بعد طرد التنظيم من آخر معاقله في الباغوز، وما تلا ذلك من مقتل متزعم التنظيم أبو بكر البغداد وخليفته أبو ابراهيم القرشي وعدد آخر من قيادات الصف الأول للتنظيم.
وهناك اعتقاد بأن من قام بتنفيذ هذا الهجوم الصاروخي على سجن الصناعة، هم من المجموعات المسلحة الموالية لإيران والتي تقوم منذ بداية الحرب في غزة باستهداف قواعد ونقاط عسكرية تابعة لقوات التحالف الدولي والجيش الأمريكي في المنطقة، فيما يظن البعض الآخر بأن خلايا تنظيم داعش الإرهابي هم من يقفون وراء هذا الهجوم، ولعله يشير إلى امكانية أن يقوم التنظيم مرة أخرى بمهاجمة السجن خاصة مع قرب ذكرى السنوية الثانية للهجوم الدموي في 2022.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أوضح تفاصيل الهجوم الصاروخي، قال أن صاروخاً سقط بالقرب من الجدار الخارجي لسجن غويران الذي يضم سجناء من قيادات وعناصر التنظيم بمدينة الحسكة، ولفت إلى أن المعلومات تشير بأن الصاروخ انطلق من منطقة خارج الحسكة ويرجح أن مصدره المجموعات التابعة لإيران، حيث كان الهدف هو قاعدة عسكرية صغيرة تابعة للقوات الأميركية والمخابرات الغربية تبعد عن سجن غويران عشرات الأمتار، وسقط الصاروخ بأطراف السجن من جهة القاعدة.
إعداد: رشا إسماعيل